في ندوة للصحافة الإليكترونية بمصر :
[c1]*الصوت والصورة في الصحافة الاليكترونية ميزة أخرى لاتتوفر للصحافة المطبوعة * ضرورة القضاء على الأمية الإليكترونية لإمكان التواصل مع المعرفة الرقمية* دعوة نقابات الصحفيين في الوطن العربي إلى اعتماد عضوية الصحفي الإليكتروني [/c]القاهرة / متابعات :أحدثت المواقع الالكترونية على شبكة الإنترنت ثورة هائلة في نقل الصورة والخبر والمعلومة بسرعة كبيرة وفى وقت قياسي مما جعلها تتفوق على الصحافة الورقية وبدأ العاملون في تلك الصحف يتخوفون من سحب البساط من تحت أرجلهم فـأخذوا يخوضون غمار المنافسة مع الوافد الجديد بإنشاء مواقع لصحفهم على الإنترنت هي نسخة طبق الاصل من النسخة الورقية في حين قام آخرون بإقامة مواقع عبارة عن صحيفة متكاملة أطلقوا عليها "صحفا الكترونية " بدون نسخة ورقية وأصبح السؤال المطروح الآن ماهو مستقبل الصحافة الاليكترونية وهل ستصمد الصحف الورقية في المنافسة ؟؟وقد عقدت مؤخرا مجموعة هارتس ان وان ومركز حوار للتنمية والإعلام ندوة بعنوان " الصحافة الالكتروني بين الأمس والغد " بالمركز الثقافي لإتحاد الأطباء العرب بدار الحكمة بالقاهرة شارك فيها عدد من الصحفيين والإعلاميين والعاملين فى المواقع الإلكترونية ، وطالب المشاركون بضرورة تحديد مفهوم الصحافة الالكترونية وتطبيق المعايير الصحفية المتعارف عليها داخل هذه الصحف وتكوين روابط مهنية للعاملين فيها للارتقاء بمستواهم المهني وان تعترف نقابات الصحفيين بالصحافي الالكتروني وقبول عضويته بها .في مستهل الندوة أوضح الصحفي احمد مخيمر مدير مركز حوار للتنمية والإعلام أن هناك شبه غزو من المحررين العرب لمجال الصحافة الالكترونية التي أصبحت منافسا قويا للصحف الورقية مما طرح علامات استفهام حول مصير الصحافة المطبوعة وهل تستطيع المنافسة مع الصحافة الالكترونية التي تتميز بسرعة نقل الحدث بالصوت والصورة في زمن قياسي في حين ان الصحافة المكتوبة تقوم بتحديث إخبارها بعد ساعات طويلة من وقوعها الى جانب غياب مقص الرقيب عن الصحافة الالكترونية التى لا يتحكم فى سياسة تحريرها سوى الرقابة الذاتية .وأضاف بأن الصحف الإلكترونية تتميز بإتاحة فرصة للتعقيب و التعليق الفوري على المادة المنشورة ممايجعل العلاقة بين المستخدم والصحيفة علاقة تفاعلية وليست من طرف واحد فقط وتقوم الصحافة الالكترونية بالتزاوج بين الصورة والمادة وتضيف اليها أحيانا الصوت كما فى مقاطع الفيديو مما اضاف اليها ميزة اخرى لاتتوفر للصحافة المطبوعة ، وهناك ثلاثة نماذج لهذه الصحف الاول يعتمد على المادة كما فى جريدة "المصريون " والثانى يركز على الصورة مثل موقع "الوعى المصرى" والثالث يزاوج بين الصورة والمادة مثل "اسلام اون لاين" وموقع شبكة المعلومات العربية "محيط" .وفي كلمته اشار حسام عبد القادر المحرر بمجلة أكتوبر وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب الانترنت العرب ورئيس تحرير مجلة امواج اسكندرية علي الانترنت الى ان الصحافة الالكترونية ليست كلها منشورة على الانترنت فهناك صحف ومجلات تصدر على شكل (CD) وهناك نوع آخر من تلك الصحافة وهى (SMS) حيث يتم ارسال اخبار يتلقاها المستخدم على تليفونه الجوال وقد يحمل المستقبل لنا أنواع أخرى والنوع الأهم المطلوب إخضاعة للدراسة هى الصحف الالكترونية التى ليس لها نسخة ورقية مطبوعة اى تصدر على الانتر نت فقط وهذه يقراها كل العالم وليست محصورة فى نطاق جغرافى مثل المطبوعة .واكد ان الصحافة الالكترونية أحدثت تطورا كبيرا فى تحرير المادة الصحفية فأصبحت اشد تأثيرا واختصارا واعتمادا على الصور والبعد عن التفاصيل غير المطلوبة لان قارئ الانترنت يشعر بالملل سريعا لو راى هناك حشو وتفاصيل كثيرة فى الموضوع كما ان المستخدم يمكن ان يدخل ويقدم تعليقا خلال عرض الموضوع خاصة فى الحوارات الحية على الانتر نت ويستطيع ناشر الصحيفة الالكترونية معرفة عدد القراء وأي الصفحات أكثر استخداما من جانب القراء وبالتالي يعالج أوجه الخلل أو النقص في الصفحات غير المقروءة ، كما أن المنتديات والمدونات أحدثت ثورة اتصالية بين الصحيفة وقراءها .ولفت الانتباه إلى أن قدرة الصحافة الإلكترونية على التحكم في الأبواب بالتقديم والتأخير أو الإبقاء والإلغاء طبقا لأعداد الزوار والقراء لها ميزة أخرى تضاف للصحافة الإلكترونية بالإضافة لإمكانية التفاعل الحي بين المحرر والقارئ بنشر الردود والتعقيبات على الأخبار أولاً بأول مما يتيح التغذية المرتدة والتفاعل الحى بين القارئ والصحيفة الإلكترونية.يس تحرير مجلة أمواج الإلكتروني وشدد على ضرورة تحلي الصحفيين بالمواقع الإلكترونية بدرجة عالية من الإجادة لبرامج الكتابة والصور والتعامل مع شبكة الإنترنت وطرق حماية الحاسب الآلى والقدرة على متابعة ردود فعل القراء والإجابة عليها أولاً بأول وان يتم التمييز بين الصحفي المحترف عضو نقابة الصحفيين وبين الصحفي غير المحترف والذي يعمل بالصحافة الإلكترونية التطوعية والتى يتطوع بها أفراد من تلقاء أنفسهم سواء بإرسال أخبار أو مقالات لمواقع صحفية أو إنشاء منتديات أو مجموعات أو بلوجات خاصة بهم .وهذه المواقع تعطي هؤلاء المتطوعين القدرة علي الوصول إلى مساحات من الأخبار والتغطيات تغفلها الصحافة المطبوعة أو ربما يتدخل فيها مقص الرقيب أو السياسات التحريرية لكل جريدة ورقية فضلاً عن الدور الذي تقوم به المجموعات البريدية من تحريك للرأي العام وتفعيل الحملات الحقوقية والاحتجاجية ،وهذا الوضع يتطلب العمل علي تأهيل هؤلاء المتطوعين علي تقنيات والأساليب المهنية الصحيحة للعمل الصحفي .وحذر من بعض السلبيات التى تعترى الصحافة الإلكترونية وأهمها الاعتماد غالبا على صحفيين غير محترفين ولجوء بعض المواقع لترويج الإشاعات وعدم التثبت من المصادر والأخبار فيما أسماه ( المنتديات الصفراء) على وزن الصحافة الصفراء مشيرا الي مايراه البعض من ان هناك ثمة رابطاً بين البلوجات وانتشارها والتركيز الإعلامي عليها وما تضمنته بروتوكولات حكماء صهيون المكتوبة قبل 130 سنة والتي أشارت إلى العمل على نشر ثقافة البلوجات وبنفس المصطلح !! ومن جانبه أكد الصحفي علي عليوه مراسل شبكة المعلومات العربية "محيط" علي ان الصحافة الإلكترونية تتعرض للرقابة مثلها مثل الصحف المطبوعة فهناك إدارات فى وزارات الداخلية بالدول العربية تتابع جرائم النشر الإلكتروني كما أن سلطات بعض الدول تلجأ في كثير من الأحيان لحجب بعض المواقع التى لاتتفق مع نظامها العام مثل ما حدث فى الصين والسعودية وقد تلقي القبض علي القائمين علي المواقع المعارضة للنظام كما حدث في تونس او حتي القارئين لها .وأكد على أن العلاقة بين الصحافة الإلكترونية والمطبوعة ليست علاقة إلغاء وإقصاء وإنما هي علاقة تكامل وتنافس لصالح القارئ والرأى العام وهذا شأن جميع الوسائل الإعلامية بل إن الصحافة الورقية لازالت تمتاز بامتلاك كتاب ومفكرين وصناع للرأى يحرص القراء على متابعة تحليلاتهم وتفسيراتهم للأحداث رغم تحقيق الصحف الإلكترونية للسبق الصحفى بسرعة تغطيتها للأحداث . وأضاف أن الإحصائيات تشير إلى ضعف استخدام الإنترنت فى المنطقة العربية حيث 4 من سكان الوطن العربى هم من مستخدمى الإنترنت بينما تصل هذه النسبة إلى 27 فى الدول المتقدمة وأن المواقع العربية تمثل 7 من إجمالى المواقع على شبكة الإنترنت . وطالب بضرورة وضع ضوابط تميز الصحافة الإلكترونية الملتزمة بالقواعد العلمية والأكاديمية فى العمل الصحفي عن غيرها من أنواع النشر الإلكتروني،وان تحصل المواقع الملتزمة بمعايير العمل الصحفي المعمول بها في الصحف الورقية علي صفة صحيفة اليكترونية وان يتم الاعتراف بالعاملين فيها علي أنهم صحفيون ويكون لهم حق العضوية بنقابة الصحفيين وان يكون للصحف الاليكترونية كيان قانوني معترف به تجاه الجهات الرسمية، وتطبيق اللوائح والنظم التي تحمي حقوق العاملين فيها. لافتاً الانتباه الى أن من عيوب المواقع الاليكترونية وجود مخاطر صحية يشير إليها الأطباء تنجم عن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة منها أضرار للعين نتيجة انبعاث الأشعة الكهرومغناطيسية الى جانب اضرار تلحق بالعمود الفقري وفقرات الرقبة وأصابع اليد المستخدمة في الكتابة، مشيراً في الوقت ذاته الى ضرورة إتباع النصائح الطبية واستخدام وسائل الحماية من تلك المخاطر .وفي ختام الندوة تلي الصحفي احمد مخيمر توصيات الندوة والتي اكدت علي ضرورة القضاء على الأمية الإلكترونية لإمكان التواصل مع المعرفة الرقمية، والعمل على مواكبة التشريعات المحلية مع واقع الصحافة الإلكترونية بما يحفظ حقوق النشر من جهة وحقوق الصحفي الإلكتروني قبالة المواقع التي يعمل بها من جهة أخرى . وطالب المجتمعون بأن تعتمد نقابات الصحفيين فى الوطن العربى عضوية الصحفي الإلكتروني مع إنشاء لجان أو شعب للصحافة الإلكترونية في كل نقابة وتشجيع إنشاء روابط وجمعيات للصحفيين الإلكترونيين تهتم بحمايتهم والدفاع عن حقوقهم والإرتقاء بمستواهم المهنى وضرورة أن توضع معايير مهنية محددة لتصنيف المواقع العاملة فى الصحافة الإلكترونية علي انها مواقع صحفية. وطالب الدكتور ابراهيم حمامي مدير المركز الثقافي لإتحاد الاطباء العرب بضرورة تنظيم ندوة خاصة حول التوظيف المعلوماتي لشبكة الانترنت وكيفية التواجد العربي العلمي والثقافي علي الشبكة الدولية للمعلومات لتعريف العالم بثقافتنا العربية والإسلامية والرد علي محاولات تشويه تلك الثقافة .