كركلا تبسة
تعد مدينة تبسة التونسية واحدة من المدن الضاربة في عمق التاريخ لما تزخر به من معالم أثرية تشهد على حضارات عملاقة مرت من هنا، فمن الصور البيزنطي إلى قوس كركلا الروماني إلى المسرح الروماني الباهر، و التي تنتصب كلها في قلب المدينة مشكلة شاهد عيان على هذا الإرث الكبير الذي تميزت به المنطقة.و لعل وجود مثل هذه الآثار التاريخية سيكون دون شك مجليا للسياح من مختلف بقاع العالم و هذا ما يفسر إقبال مسئولي البلدية على إنشاء لجان للمحافظة و حماية هذه المعالم خدمة للمدينة و للسياح.و حسب القائمين على شؤون السياحة بالولاية فان أكثر من ستمائة سائح يزورون هذه المعالم سنويا خاصة من الدول الأوروبية لاستكشاف جماليات و روعة هذه الآثار و الاطلاع على حضارات من سبقوا في كنف استقبال متميز من طرف سلطات الولاية .وهو باب سولومون ....وقد اخذ اسمه من اسم احد الجنرالات البيزنطيين قديما وتقع ولاية تبسة شرق الهضاب العليا وشمال شرق المناطق الصحراوية ، تحدها شرقا الجمهورية التونسية وشمالا سوق أهراس وغربا ولايتا أم البواقي وخنشلة وجنوبا ولاية الوادي بمساحة إجمالية تقدر بــ13878 كلم 2.سكان = 650624 كثافة = 45.73 رمز ولاية = 12وظلت تبسة تضطلع بدورها الحضاري كبوابة الشرق ورئة العروبة وأريج الحضارات …تحت أسوارها المتعبة تشم رحيق التاريخ التليد… وبين أحجارها ينبعث أريج الحضارات … وعبق الأمجاد الخوالي… لتحكي لنا قصة الحضارة والإنسان و الحياة أطل عليها فجر التاريخ بقدوم الفينيقيين ليحتلوها ويضموها الى ممكلة قرطاجة وذلك منذ 250 ق مإلى أن وقعت تحت حكم الرومان بعد تغلبهم على القرطاجين سنة200 ق م ومنذ ذلك اليوم أصبحت مقاطعة رومانية فأصبحت نقطة عبور هامة للتجار من الجنوب إلى الشمالعرفت تبسة أوج إزدهارها في عهد الحكم الروماني حيث بنية معظم الأثار الرومانية الموجودة الإن بين 69/472 م إلى أن سقط الحكم الروماني على يد الوندال المتوحشين الذين عاثوا فيها فسادا وهدموا الكثير مما بناه الرومان وبقى الوندال مدة إلى أن إسترجعها الرومان مرة أخرى فرمموا ما أفسده الوندال وأضافوا العديد من المرافق وهذا بفصل القائد سولومونوكان يبلغ عدد سكانها في تلك الحقبة مئة ألف ساكن وظلت تبسة تحت الحكم الروماني إلى أن أطلت عليها جيوش الفاتحين سنة 648م/27ه حيث إنتصر المسلمون على الرومان وأقاموا إتفاقية صلح مع البربر بقيادة الكاهنة -السكان الأصليون لتبسة .لكنهم - البربر- نقضوا الاتفاقية وغدروا بالمسلمين وقتلوا الصحابي الجليل عقبة بن نافع و ثلاث مئة من صحبه الكرامعاود المسلمون فتحها بعد أن أعدوا العدة ونظموا الصفوف بقيادة حسان بن النعمان الغساني سنة 78ه /698م وفي مسكيانة خسر هو أيضا الحرب مع الكاهنة وخرج منها… ثم عاد……لتدخل تبسة بين مد وجزر إلى سنة82ه/701 م ليتم فتح تبسة نهائيا ويتمكن المسلمون من قتل الكاهنة وأسر أبنائها التسعة لتبقى تبسة مدينة إسلامية بفضل الله .بدأ الحكم الإسلامي بالخلافة الأموية ثم العباسية إلى أن عين هارون الرشيد -إبراهيم بن الأغلب- حاكم على بلاد إفريقية لتخضع بعد ذلك إلى حكم المماليك بداية بدولة بني زيري ثم الرستمية ثم الصنهاجية لتقع تحت حكم الدولة الفاطمية الشيعية الرافضة - الذين إبتدعوا بدعة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف - من سنة 398 ه/الى/442 ه لتنتقل بعد ذلك الى حكم الحماديين ثم المرابطين ثم الموحدين ثم الحفصيين إلى حين قدوم الأتراك - العثمانيين - سنة 1572 موبقيت تحت الحكم العثماني الى دخول المستدمر الفرنسي سنة 1842 وقد شارك سكان تبسة في المقاومة من بداية الاحتلال -ثورة الرحمانية نسبة الى القائد محمد الشريف الرحماني -سنة 1871/ 1872فيما يعرف بتمرد الأوراس.وفي سنة 1913 شهدت بوادر الحركة الإصلاحية التنويرية مع تأسيس أول مدرسة حرة بالجزائر سنة 1913وبروز الكثير من المفكرين والعلماء المصلحين من أبرزهم الشيخ العربي التبسي 1891/1957 ومالك بن نبي 1905/1973 مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية أبرز ما قدمت تبسة في الثورة التحريرية -معركة الجرف الكبرى- وهي أكبر معركة في الثورة وواصلت مشوار الكفاح لتحرير الجزائرإلى أن أخذت الجزائر استقلالها سنة 1962.قوس النصر كركلا ، شيد بين 212 و 213 م.المعبد الروماني مينرف مصنف وطنيا منذ سنة 1968. المسرح الروماني شيد في حوالي سنة 77 م.تبسة الأثرية.البازيليك سانت كرسبين. السور البيزنطي. المسجد العتيق شيد سنة 1842 على يد الأتراك. متحف الهواء الطلق الشيخ العربي التبسي ، أحد قادة الإصلاح بالجزائر. مالك بن نبي، مفكر في علم الاجتماع والفلسفة. الشيخ محمد الشبوكي ، شاعر وأديب وكاتب. الصناعات التقليدية وتشتهر تبسة بصناعة الزرابي ذات السمعة الكبيرة ، كما تعرف بصناعة الحلي والمجوهرات التقليدية التي تنتمي لمنطقة الأوراسالمهنة لدى سكانها:يشتهرون بمزاولة التجارة و كذلك الزراعة وتربية المواشي ذات الجودة العالية التي يقبل عليها الجميع من شتى الأماكن وتتنع نشاطات باقي السكان لتمد الى باقي القطاعات.