كوبنهاغن/عواصم/اف ب/وكالات:احتجت الدنمارك والسويد والنروج على الهجمات التي شنها متظاهرون على بعثات دبلوماسية لها في دمشق وبيروت في عطلة نهاية الاسبوع احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.وامرت النروج والدنمارك باجلاء رعاياهما فيما تنظر السويد في اجراء مماثل.وبعد احراق سفارات للدول الثلاث في دمشق السبت اندلعت اعمال عنف أمس الاحد في بيروت احرقت خلالها قنصلية الدنمارك.ودعت وزارة الخارجية الدنماركية على الفور رعاياها الى مغادرة لبنان. وقالت في بيان ان "كل الدنماركيين مدعوون لمغادرة البلاد" او لزوم منازلهم في انتظار اجلائهم. وتابع البيان ان "الوضع في لبنان تطور بصورة سلبية جدا خلال أمس الاحد (..) الوضع في بيروت خارج عن السيطرة" ناصحة رعاياها بالامتناع عن السفر الى لبنان.وكان مئات المتظاهرين في العاصمة السورية خربوا السبت السفارتين الدنماركية والسويدية الواقعتين في المبنى نفسه. وخرب المتظاهرون فيما بعد القنصلية النروجية واحرقوها.واعتبر وزير الخارجية الدنماركي أمس الاحد ان هذا الهجوم "غير مقبول". وصرح ان من غير المقبول اطلاقا الا يكون السوريون امنوا الحماية للسفارة".كذلك اعتبرت الرئاسة النمساوية للاتحاد الاوروبي في بيان ان الهجمات والتهديدات ضد بعثات للدول الاسكندينافية في سوريا والاراضي الفلسطينية "غير مقبولة" داعية الى الهدوء.وقالت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك في بيان ليل السبت الاحد ان "رئاسة الاتحاد الاوروبي تدين موجة الاعتداءات والتهديدات ضد مواطنين اوروبيين واملاكهم". وتابعت ان "مثل هذه الاعمال لا يمكن اعتبارها مشروعة وهي غير مقبولة اطلاقا".
إحراق السفارة الدنماركية
وكان وزير الخارجية النروجي يوناس غار ستوري بادر الى الاحتجاج واعتبر "غير مقبول اطلاقا" احراق السفارة النروجية مشيرا الى انه تلقى اعتذارا من السلطات السورية.ودعت اوسلو رعاياها الى مغادرة سوريا وكان النروجيون المقيمون في هذا البلد وعددهم يتراوح بين ثمانين وتسعين يستعدون للرحيل. وقال ستوري ان " السلطات السورية مسؤولة عن امن السفارة وموظفيها".واستدعت الحكومة السويدية السبت السفير السوري في ستوكهولم. وافادت وزيرة الخارجية السويدية ليلى فرايفالدس انها ستقدم احتجاجا رسميا الى نظيرها السوري. ولم تطلب ستوكهولم من رعاياها مغادرة سوريا غير ان متحدثا باسم الوزارة قال ان "لا شىء يؤكد ان هذا لن يتغير".واثار نشر 12 رسما كاريكاتوريا عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في 30 سبتمبر موجة استنكار واحتجاج بين المسلمين في العالم. واعادت مجلة "ماغازينت" النروجية نشر هذه الرسوم اخيرا وتلتها الى ذلك فيما بعد العديد من الصحف الاوروبية.وفرضت الشرطة حماية متواصلة ليل نهار على الرسامين ال12 الذين تلقى بعضهم تهديدات بالقتل.ونظم تجمع أمس الاحد في كوبنهاغن شارك فيه فنانون بعد تظاهرات ضخمة السبت لمجموعات من اليمين المتطرف واليسار المتطرف تؤيد النشر.وكان متظاهرون غاضبون قد قاموا امس بحرق مبنى القنصلية الدانماركية ببيروت وسيارات تابعة للجيش اللبناني أثناء مسيرة تحولت إلى أعمال شغب بعد إطلاق الشرطة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.وافادت الانباء إن آلاف المتظاهرين اقتحموا المكتب بعد أن اجتازوا قوات الأمن التي حاولت منعهم من الاقتراب من مقر مكتب القنصلية الدانماركية في الأشرفية بشرق العاصمة بيروت.وفي هذا السياق نظم نحو آلاف الأفغان مظاهرات تنديد بالرسومات المسيئة للرسول في كابل وإقليم لغمان ومدينتي جلال آباد شرقي البلاد وفايز آباد (شمال) طالبوا فيها بمحاكمة المسؤولين عن نشر الرسوم.وأطلقت الشرطة الأفغانية النيران في الهواء في فايز آباد لتفريق المتظاهرين الذين توجهوا إلى مكتب للمساعدات الإنسانية دون أن يؤدي ذلك لوقوع إصابات حسب تصريحات لنائب حاكم الولاية.في غضون ذلك ذكرت إيران أنها استدعت سفيرها في الدانمارك بسبب نشر الرسوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي في مؤتمر صحفي إن بلاده استدعت سفيرها إلى طهران مضيفا "أن الحريات يجب أن تكون مصحوبة بالمسؤولية". وقدمت سوريا اعتذارا عن تلك الأحداث، فأدان وزير أوقافها محمد زياد الدين الأيوبي أعمال العنف التي قام بها المتظاهرون، ولكنه أشار إلى أنه "من حقنا التظاهر والإعراب عن غضبنا إزاء ما نشرته الصحف الأوروبية".وقال المفتي العام لسوريا أحمد بدر الدين حسون إن الاحتجاجات بدأت بصورة منضبطة ولكنها تحولت إلى أعمال عنف بفعل بعض من وصفهم بالمدسوسين الذين لا يفقهون لغة الحوار مع الآخر.