الحلقة ( 18)
[c1]مسرحية (إسرائيل زانجويل) التحريضية للأقليتين الأمريكية[/c] في حوالي عام 1910م كتب ( اسرائيل زانجويل ) مسرحية سماها : ( بلد البوتقة ) -أي البلد التي ينصهر فيها المهاجرون _ وكانت مسرحية دعائية محضة هدفها تحريض اليهود والسود ، فقد كشفت من خلال حوارها المدار كيف يتكبر الأمريكان على اليهود والسود ، ويضطهدونهم ، و لم يدرك أحد من عرض المسرحية أنها مسرحية دعائية تحريضية لغرض معين ، فقد كتبت بأسلوب ذكي ، وكانت الدعاية فيها مغلفة ومبطنة في وقائع وأحداث المسرحية المسلية الرائعة ، وقد كانت بحق احدى روائع (برودوى ) ..في ذاك الزمان كان الرجل الأسطورة ( دايموند جي. برادي) يقيم مأدبة فاخرة في (مطعم ديلمونيكو) الشهير في (نيويورك) بعد حفل افتتاح كل مسرحية ناجحة ، وقد أقام حفلاً لطاقم مسرحية (بلد البوتقة ) ، وفي ذلك الوقت كنت أنا قد اكتسبت مركزاً مرموقاً في ( مسرح برودوى) ، وكنت قد دعيت الى ذلك الحفل ، وفي الحفل التقيت (برنارد شو) ، وكاتباً يهودياً اسمه ( اسرائيل كوهين ) _ ولمعلوميتكم فان (زانجويل ) و ( شو ) ، و( كوهين ) هم الذين أسسوا ( الجمعية الفابية) في انجلترا، وعملوا متعاونين مع يهودي من مدينة ( فرانكفورت ) يدعى ( مردخاي) ولكنه حول اسمه الى ( كارل ماركس ) .. ولكم أن تتذكروا أن الماركسية والشيوعية كانتا في ذلك الوقت تجاهدان للظهور .. وما من أحد حينها أعطى كبير اهتمام لأي من الحركتين ، وما من أحد شك فيما تحمله كتابات كل واحد من هؤلاء الثلاثة الكتاب الأذكياء ..[c1]البرنامج العنصري للقرن العشرين[/c]في ذلك الحفل أخبرني ( اسرائيل كوهين ) أنه مشغول بوضع كتاب سيكون راصداً لمسرحية (زانجويل ) " البلد البوتقة " ، وسيسمي كتابه ( برنامج عنصري للقرن العشرين ) . كنت أنا في ذلك الوقت غارقاً في مؤلفاتي المسرحية ، والعنوان المميز للكتاب وما يوحي به من هدف حقيقي لم يشغلني ، كما لم أكن مهتماً أن أقرأ الكتاب عند صدوره ، ولكني صعقت كما لو أني أصبت بقنبلة هايدروجينية عندما عثرت على قصاصة من صحيفة لمادة نشرتها صحيفة ( واشنجتن دي. سي. إفـننج ستار ) في مايو 1957م. وكانت المادة الصحفية اقتباساً حرفياً من كتاب (اسرائيل كوهين ) : (برنامج عنصري للقرن العشرين) وقد كان نصّ تلك المادة حرفياً كمايلي : ( يجب أن ندرك أن أقوى سلاح لحزبنا هو ( التوتر العرقي ) . اذا نحن قدحنا شرارته في وعي ( الشعوب السوداء ) بأنهم اضطهدوا لقرون طويلة من قِـبَل (البيض ) نستطيع أن نوجههم لتقبل (برنامج الحزب الشيوعي ) ، ان أمريكا حينها سوف تصل ببراعة الى نصر مؤزر ، فبينما نُشعِل الكره في الأقلية السوداء ضد البيض ، سنثير في قلوب البيض الشعور بالذنب لاستغلالهم ونبذهم للسود . اننا سوف نعاون السود لينهضوا ، وليسودوا في كل مجال من مجالات الحياة : في الأعمال الفنية ، في دنيا الرياضة ، في الفنون على اختلافها وتنوعها ، وبهذا التميز الذي سيحققونه سيتمكن السود من الإختلاط والتزاوج مع البيض ، ويبدؤون نهجاً عملياً يدفع بأمريكا الى هدفنا). قام بتسجيله النائب ثوماس جي. أبَرنِثي يوم 7 يونيه 1957م.ويتابع الكاتب ( فاجان ) القول في مدونته : (وهكذا فان هذه الفقرة المقتبسة والموثقة من كناب ( كوهين ) قد نشرت كاملة . ولكن السؤال الوحيد الذي بقي في عقلي هو : هل ما جاء فيها يمثل السياسة الرسمية _ يقصد للحزب الشيوعي – أم أنه خطة للحزب الشيوعي ؟ أم هو تعبير شخصي عن وجهة نظر لكوهين نفسه ؟ . لذلك بحثت عن دليل أكثر ايضاحاً ووجدته في كراسة رسمية أصدرها عام 1935م. ( الناشر الرسمي لمكتبة عمال الحزب الشيوعي في نيويورك ) ، وكانت الكراسة بعنوان : ( السود في أمريكا سوفييتية ) ، وكانت تحرض السود على أن يثوروا ، وأن يشكلوا ولاية سوفييتية في جنوب أمريكا ، وأن يطالبوا بالإنضمام الى الإتحاد السوفييتي .. واحتوت الكراسة على تعهد يؤكد أن الثورة سوف تلقى الدعم من قيل الأمريكان ( الحمر ) المعروفين بالأحرار ) .. وجاء في صفحة (38) من الكراسة : ان حكومة سوفييتيبة ستمنح امتيازات للسود أكثرمما يتحقق للبيض ..وللمرة الثانية تتعهد للأقلية السوداء بأمريكا هذه النسخة الرسمية لعمال الحزب الشيوعي في نيويورك بما يلي : ( ان أي تصرف تفاضلي أو مجحف ضد السود سوف يعتبر جريمة بموجب القانون الثوري ) .. لقد أثبتت هذه الوثيقة أن المقتبس من كتاب (اسرائيل كوهين) الصادر عام 1953م. كان مرسوماً عالياً للحزب الشيوعي ، ويتوافق تماماً مع المخطط المرسوم لـ ( منظمة الإشعاع ) للثورة العالمية الذي صدر عن ( ويشهوبت ) أولاً ، ومن بعده عن (البرت مايك) .والآن يبقى سؤال واحد يحتاج الى جواب ، وهو أن نثبت أن الحكم الشيوعي خاضع للسلطة المباشرة للأمريكي ( جاكوب شيف ) ، وللّندني ( روثشيلد ) الرأسين المدبرين للمؤامرة الكبرى : ( المؤامرة الصهيونيبة لإقامة العالم الواحد ) .والى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ..