اسرائيل تواصل عدوانها على لبنان والمقاومة ترد بالصواريخ على حيفا
بيروت/ وكالات: واصلت اسرائيل أمس عدوانها ضد لبنان بلا هوادة مكثفة غاراتها الوحشية على المدنيين والمنشاَت الحيوية لليوم الخامس على التوالي ما أدى لسقوط عشرات الشهداء من المدنيين فيما رد حزب الله على القصف الاسرائيلي باطلاق الصواريخ التي اسفرت عن مقتل ثمانية اسرائيليين في حيفا واصابة العشرات بجروح بينهم خمسة في حال الخطر. وفي اشارة الى تصميم الدولة العبرية على مواصلة عدوانها الهمجي اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان "لا شىء" سيردع اسرائيل عن تحقيق "اهدافها".. من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس أمس الاحد خلال مؤتمر صحافي "لا نريد التمركز مجددا في لبنان لدينا وسائل اخرى للتحرك". واضاف "لا ننوي اطلاقا الغرق في المستنقع اللبناني" مكررا بذلك تصريحات رددها معظم القادة الاسرائيليين منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان. واعلنت سوريا أمس الاحد ان اي هجوم اسرائيلي عليها سيقابل ب"رد مباشر لا حدود له لا بالزمن ولا بالاساليب". وكانت ايران اكدت انها "تقف الى جانب الشعب السوري" مؤكدة ان "خسائر لا يمكن تقديرها" ستلحق باسرائيل في حال هاجمت سوريا. من جهته اعلن حزب الله الذي يبدي تصميما اليوم اكثر من اي وقت مضى اطلاق صواريخ اخرى من نوع رعد-2 ورعد-3 على منشآت في حيفا محذرا من انه "لن يستثني شيئا في كل حيفا او محيطها" في حال حصول رد غير متكافىء من جانب الدولة العبرية. وبدا انقسام الغربيين واضحا بتأكيد الرئيس الاميركي جورج بوش ان لاسرائيل "الحق الكامل في الدفاع عن نفسها" وتشديد الرئيس الفرنسي جاك شيراك على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى على ضرورة "وقف كل القوى التي تعرض للخطر امن واستقرار وسيادة لبنان". واعلن الجنرال غدي ايسنكراوت قائد العمليات في هيئة الاركان الاسرائيلية أمس الاحد ان مجموعات مسلحة اسرائيلية خاصة تقوم بعمليات برية في لبنان بالتزامن مع الغارات الجوية والهجمات البحرية. واستأنف الطيران الاسرائيلي أمس القصف "المكثف" للضاحية الجنوبية لبيروت ماأدى لتدمير مبنى قناة "المنار" بالكامل.. وقد خلت شوارع وسط العاصمة اللبنانية من المارة بعد الغارات التي استهدفت بيروت. وفي بعلبك شرق لبنان شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على احد مقار حزب الله. كما شن الطيران الاسرائيلي صباح أمس الاحد عدة غارات على جنوب صور. واتهم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اسرائيل بانها تفرض "عقوبة جماعية ليست لها شرعية اخلاقية او قانونية" على اللبنانيين داعيا الى "وقف فوري وشامل لاطلاق النار تحت رعاية الامم المتحدة" بعد مقتل 38 مدنيا السبت. وافادت الشرطة ان 13 مدنيا على الاقل قتلوا واصيب 36 بجروح معظمهم تحت انقاض منزلين دمرهما الطيران الاسرائيلي في جنوب لبنان. وتم انتشال جثث خمسة مدنيين أمس الاحد من تحت انقاض منزلين دمرهما الطيران الاسرائيلي في منطقة قريبة من النبطية على بعد سبعين كلم جنوب شرق بيروت وفق ما افادت فرق الاغاثة المنتشرة في الموقع. وافادت فرق الانقاذ ان عائلتين من 17 فردا طمرتا تحت الانقاض. وكانت عمليات الاغاثة في غاية الصعوبة بسبب استمرار القصف على المنطقة والوسائل المحدودة المتاحة للفرق. وقالت الشرطة ان ثلاثة مدنيين قتلوا واصيب 11 بجروح بينهم ثلاثة اطفال في تدمير منزل مؤلف من طابقين عند مدخل النبطية استهدفته مروحيات اسرائيلية. وقتل اربعة مدنيين واصيب عشرة آخرون بجروح في غارة شنتها مروحيات اسرائيلية على منزل في بلدة برج شمالي قرب مرفأ صور (83 كلم جنوب بيروت) بحسب حصيلة جديدة وضعتها الشرطة. وافادت الشرطة ان مدنيا اخر قتل واصيب ثلاثة في صواريخ اطلقتها مروحية على منزل في دير قانون النهر شرق صور. ومنذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على لبنان الاربعاء قتل 116 مدنيا واصيب 316 بجروح بحسب حصيلة جزئية. الا ان مجلس الامن الدولي فشل مجددا مساء السبت في الاتفاق على نص يطالب بوقف لاطلاق النار. اما وزراء الخارجية العرب فقد دانوا في اجتماع طارئ عقدوه في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة السبت الهجوم الاسرائيلي على لبنان وطالبوا مجلس الامن الدولي بالتدخل. واعلنت المقاومة الاسلامية الجناح العسكري لحزب الله أمس الاحد قصف مصفاة في حيفا ثالث المدن الاسرائيلية. وقد نشرت في حيفا حيث قتل ثمانية اشخاص في سقوط عشرة صواريخ الاحد صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ. واثر هذا القصف لحيفا امر الجيش الاسرائيلي سكان جنوب لبنان بالرحيل الى الشمال واصدر تعليمات لسكان تل ابيب تحسبا لاحتمال سقوط صواريخ قد يطلقها حزب الله على هذه المنطقة في وسط البلاد. واكد مسؤول كبير في وزارة البيئة الاسرائيلية ان المنتجات الكيميائية في منطقة حيفا تنقل نحو جنوب البلاد. كما اصيبت عكا ونهاريا على الحدود اللبنانية بصواريخ. كما اعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أمس الاحد انه تم انتشال جثث ثلاثة من افراد طاقم البارجة الاسرائيلية التي اصيبت بصاروخ اطلقه حزب الله اللبناني الجمعة قبالة السواحل اللبنانية. وقالت المتحدثة ان "اجراءات التعرف على القتلى انتهت وعثرنا على اشلاء ثلاث جثث". وكان الجيش انتشل السبت جثة احد البحارة الاربعة الذين فقدوا اثر اصابة البارجة بصاروخ اطلقه حزب الله من الساحل. وبالعثور على هذه الجثث ترتفع حصيلة القتلى بين الجنود الاسرائيليين منذ بداية المواجهات اللبنانية الاسرائيلية الاربعاء الماضي الى 12 جنديا. وفي لبنان يسعى الاجانب الى المغادرة من هذا البلد "المنكوب" الذي تعطل مطاره الدولي وقطعت الطرق فيه وتتعرض مرافئه لحصار. واعلنت السفارة الاميركية انها تعد خطة لاجلاء رعاياها كما يقوم الاوروبيون باجلاء رعاياهم. في غضون ذلك قال لبنان أمس الاحد ان ايطاليا نقلت مطالب اسرائيلية بان يسلم حزب الله الجنديين ويتراجع عن المنطقة الحدودية قبل الاتفاق على وقف لاطلاق النار. وأفاد بيان عقب اجتماع للحكومة ان رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي نقل هذه المطالب خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان السنيورة قال "الشيء الوحيد الذي تلقيته كان مكالمة من قبل رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي ابلغني فيها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ابلغه شرطين لوقف النار تسليم الجنديين الاسرائيليين الاسيرين وانسحاب حزب الله الى ما بعد الليطاني." إلى ذلك أجرى منسق شؤون السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي وصل أمس الى بيروت محادثات مع مسؤولين لبنانيين حول مستجدات الاوضاع وسبل التهدئة.. في سياق تحديد المواقف تجاه الوضع اللبناني الحالي ذكر التلفزيون الايراني أن الزعيم الاعلى للثورة الايرانية اية الله علي خامنئي قال أمس الاحد ان جماعة حزب الله اللبنانية لن تلقي سلاحها رغم المطالب الاسرائيلية والامريكية بان تفعل ذلك. وقال "الرئيس الامريكي انه يتعين نزع سلاح حزب الله. من الواضح انكم (امريكا) تريدون ذلك ومن الواضح ان الصهاينة يريدون ذلك ايضا. لكن هذا لن يحدث" مضيفا ان حزب الله لن يتخلى عن سلاحه لانه يتمتع بدعم الشعب اللبناني. واضاف "الشعب اللبناني يقدر المقاومة لان سواعدها القوية هي المسؤولة عن عدم السماح للصهاينة بأن يفعلوا ما يشاءون وقتما يشاءون في لبنان." من جهتها أعلنت حركة أمل الشيعية التعبئة العامة في صفوفها وبدأت العمل في غرفة عمليات واحدة مع حزب الله، جاء ذلك عقب دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة أمل الشعب اللبناني للصمود والتصدي للعدوان. وشن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هجوما لاذعا على الأمم المتحدة واتهمها بالمشاركة في جريمة الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، مشيرا في هذا السياق إلى مذبحة قرية مروحين التي راح ضحيتها 23 مدنيا لبنانيا في قصف إسرائيلي استهدف نازحين عن القرية أمس. ودعا بري في مؤتمر صحفي ببيروت المنظمة الدولية إلى التوقف عن التستر على المذابح الإسرائيلية، وقال إنه ليس بصدد تصنيف مشاركة الأمم المتحدة في هذه الجريمة وما إذا كانت عن إهمال أو عن غير قصد أو عن قصد. وقارن بري بين مجزرة مروحين ومذبحة قانا التي وقعت عام 1996 وكيف أن الأمم المتحدة لم تحمي المدنيين الذين لجؤوا إليها وقال "بين عام 1996 وعام 2006 لم تتقدم إنسانية الأمم المتحدة ذرة واحدة". وأشار إلى أن إسرائيل تستخف بقرارات الأمم المتحدة وتواصل عدوانها على لبنان. ونفى بري التهم التي توجهها إسرائيل والولايات المتحدة من تورط سوريا وإيران بالهجوم الذي شنه حزب الله وأسر خلاله جنديين قبل خمسة أيام وما تلاه من قصف صاروخي للمدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية. وقال إن "إيران وسوريا صديقان ولكن الشعب اللبناني لا ينتظر أحدا لكي يعلمه المقاومة"، مشيرا إلى أن الهدف من إقحام دمشق وطهران هو تغطية المجازر الإسرائيلية في لبنان. وأشار إلى أن القضية ليست قضية الأسيرين الإسرائيليين إنما هي استهداف لبنان. وفي هذا الإطار قال إن أمله في الشعب العربي، عاتبا على موقف البعض. من جانبه قال الرئيس اللبناني إميل لحود، إن ما جرى بالأمس في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب "لم يكن على قدر المستوى". وقال للصحفيين قبيل دخوله إلى اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء "نحن نشاهد كيف يذبح أبناؤنا وكيف تدمر البنى التحتية والأمور تذهب إلى الأسوأ، وردة الفعل أكبر بكثير مما كنا نتصور، وكأنهم في إسرائيل كانوا ينتظرون هذه اللحظة، حتى يعوضوا عن الخسارة الكبيرة التي منيوا بها عندما حصل التحرير( عام 2000) ". كما انتقد لحود ما حصل في مجلس الأمن الدولي وقال "للأسف ما حصل إن مجلس الأمن عقد اجتماعا وأجلوا اتخاذ موقف، كأنهم يرفعون إبطهم حتى يعطوا الإسرائيليين مجالا، وباعتقادهم أنهم إذا فعلوا ذلك يصلون إلى وقت يستسلم فيه اللبنانيون". وأقر الأمين العام للجامعة العربية -عقب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب- أن عملية السلام بالمنطقة "ماتت"، مشيرا إلى أنه تقرر في اجتماع وزراء الخارجية التوجه إلى مجلس الأمن لبحث أزمة الشرق الأوسط. وأكد عمرو موسى أن العرب سيكونون في موقف حرج للغاية إذا لم يستمع لهم المجلس هذه المرة أو إذا أفشلت بعض القوى قراراتهم، في إشارة إلى حق النقض الذي تستخدمه الولايات المتحدة لحماية إسرائيل. وفي تصريحات صحفية قال موسى إن العرب لن يضحكوا على أنفسهم ولن يسمحوا للآخرين بالضحك عليهم بعد الآن بحجة أن هناك عملية سلام قائمة بالشرق الأوسط. وقد أرجأ مجلس الأمن اتخاذ أي قرار بشأن الأزمة اللبنانية الإسرائيلية إلى اليوم الاثنين. وقال مندوب لبنان في مجلس الأمن نهاد محمود إن من غير المقبول أن يرفض مجلس الأمن اتخاذ أي إجراء بصدد ما يتعرض له لبنان من قصف إسرائيلي أدى إلى مقتل الكثيرين. وجاء هذا الموقف رغم مناشدة الحكومة اللبنانية وقفا فوريا وشاملا لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد شبه أمس النظام الإسرائيلي بنظام الزعيم النازي أدولف هتلر وزعيم التتار جنكيز خان. فقال "يبحث النظام الصهيوني عن مبرر لشن هجمات عسكرية مثلما كان يفعل هتلر". ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله إن "الصهاينة يؤكدون أنهم كانوا ضحايا هتلر بيد أنهم من طبيعة هتلر نفسها". واستنكر لجوء إسرائيل إلى مبرر خطف الجنديين الذي لا أساس له لشن حرب رغم أنها كان يمكن ببساطة أن توافق على تبادل الأسرى. وتوجه أحمدي نجاد إلى المسؤولين الإسرائيليين بالقول "ندين هذه الأعمال الوحشية، فإذا تم خطف جنديين، فلقد خطفتم الآلاف من الناس الآمنين من بيوتهم"، واعتبر أن "ما يفعله هذا النظام أسوأ مما فعله جنكيز خان". وقال إن تدمير الجسور ومعامل الكهرباء والمراكز الاقتصادية غير مقبول مدينا "قادة الاستكبار العالمي الذين يهزؤون بالأمر". وأضاف "يجب على النظام الصهيوني أن يعلم أنه إذا لم يتوقف عن هذه الأعمال، فإن غضب الشعوب سينفجر ولن يتوقف عند حدود المنطقة".