نعمان الحكيممن يتابع المواضيع والتقارير العلمية المنشورة في صحفنا المحلية وما تذهب اليه من تنبيهات حول نضوب المياه وتزايد استهلاكها بالنسبة لزراعة القات البستنة واعلاف الماشية ( القصب الاخضر ) الذي تمتلئ به اسواقنا المحلية _ من يتابع ذلك يظن ان حلاً في الافق سوف يتم تطبيقه لكي لا تذهب ثروة المياه هدراً او لحساب فئة من الناس يستثمرون ويثرون في حين الناس تهددهم كارثة ربما في الغد القريب ان لم يكن في السنوات اللاحقــة! ومن يطلع على الشاشة الفضية وما تقدمه من ندوات ولقاءات ومحاورات حول المياه واستراتيجية المياه وتحلية مياه البحر او بناء مصانع لاستغلال بخار الماء الموجود بكثافة في الهواء الى قيام السدود والكرفان .. وغيرها من البدائل التي نراها ونسمعها ونقرأها اعلامياً ليس الا لكن الواقع الذي نعيشه وهو ماثل للعيان يؤكد ان ذلك كله مجرد كلام في كلام وللأسف لم نلمس مشروعاً خاصاً بالمياه عدا حفر الابار الاسعافية وهي لا تفي بالغرض كاملاً لان المياه الجوفية في تناقص ومهماتهم الحفر فان المنسوب يقل من بئر الى اخرى وهكذا دواليك تظل المسألة متفاقمة من عام لعام وتمر السنوات وتصعب معها الحياة ومن لم يعمل حساباً لغده ومستقبل اولاده ومجتمعه لاشك سيكون خاسراً ايما خسارة لان تفاقم الازمة يضاعف الاحتياجات ومعها يبدأ ماراتون الاكتفاء ولو على حساب الاخرين . اننا عندما نسرد هذا الحديث ونستعيد معه هذه المواقف انما لنعبر عن خوفنا مما قد يحيق بنا في المستقبل لان الحلول لا توجد وهذه سلبية يعترف بها الجميع بما فيها القائمون على شئون المياه مركزياً ومحلياً وقد رأينا تصريحات الوزارة وقيادتها واشارتهم الى السيطرة بالقوة على المياه من قبل ناس كبار (!!) في الوقت الذي قد نشرت اسماؤهم في الصحف وكذا مواقع الآبار والمقاولين في حفرها والمستفيد منها ولكن ذلك لم يدعم باجراءات عقابية قضائية تحمي المياه وتوزعها بعدالة لانها ملك عام للشعب والدولة ولي الامر ولم يحرك ساكناً لمدن لم يكن جزء من هؤلاء الذين يمثلون الدولة هم من الذين يجب معاقبتهم لحفرهم الابار العشوائية واستخدام المياه بشكل غير عقلاني يشكل خطورة على الناس والوطن ولنا في ذلك امثلة في ارض الفيوش بمحافظة لحج التي معظم اصحاب الابار ناس كبار ومثقفين ولهم مراتب كبيرة وينطبق عليهم ما قالته القاضية نورا ضيف الله رئيس نيابة الاموال العامة بعدن من ان العقاب يجب ان يبدأ بالكبار قبل الصغار حتى يرتدع من لم يع ِالمسئولية ولنا امثلة كثيرة قد تكون بعيدة عن موضوع المياه لكنها تشير الى الاهمال وعدم المحاسبة واللامبالاة التي تقضي الى كوارث محققة . ان السكوت عن بعثرة المياه وترك الجشعين يسرحون ويمرحون والاخرين يدفعون الثمن .. ان ذلك هو الكارثة الاكبر .. ولنا في ان يصحو اهل القرار في تفعيل القانون ومحاسبة المخلين فوراً وتطبيق ميزان العدالة على الجميع حتى لا يأتي يوم نقول فيه ان الزمان قد فسد في حين الفساد فينا نحن . قد قال فيه الشاعر : يقولون الزمان به فساد وهم فسدوا وما فسد الزمان والامل يتعاظم في صحوة على طريق محاربة الفساد والفاسدين حقيقة وليس كلاماً .. نريد ان نرى من يستغل هذا المورد بدون قانون او اخلاق او وازع من ضمير حي نريد ان نراه في القفص ذليلاً صاغراً للقانون وان يكون عبرة لكل فاسد منافق .. الخ هذه آراء لا يمكن ان تسيء لاحد بقدر ماهي تنبه الى مخاطر الفاسدين والفاسدون ما لهم الا الردع .. بدون أي تأخير .
|
ابوواب
أزمة المياه وبطء الحلول !
أخبار متعلقة