تكريت/بغداد(العراق)/14 أكتوبر/رويترز: أفاد الجيش الأمريكي أمس الاثنين إن سبعة يشتبه في أنهم من مسلحي تنظيم القاعدة قتلوا في اشتباكات مع قوات أمريكية في محافظة تقطنها أغلبية سنية في العراق. وذكرت الشرطة العراقية في المنطقة أن القوات العراقية المتحالفة مع الأمريكيين شاركت وأن الاشتباكات استمرت طول أمس الأول الأحد في الضلوعية الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي بغداد. وقالوا إن عدد القتلى بين المسلحين بلغ تسعة. وذكر المقدم محمد جاسم بشرطة الضلوعية إن القتال بدأ في وقت مبكر من صباح أمس الأول الأحد وأسفر عن القبض على 17 متشددا بينهم أربعة من العرب غير العراقيين. وأصيب أربعة متشددين. وأشار اللفتنانت جون بريملي المتحدث الصحفي الأمريكي «قتلت قوات التحالف سبعة إرهابيين مسلحين وألقت القبض على أحد المشتبه بهم خلال عملية في الصباح الباكر للقبض على خلية انتحارية مختبئة في بستان نخيل قرب بلد.» واستطرد «ألقي القبض على إرهابي واحد وأكد أن بقية الإرهابيين مسلحون بخمس سترات ملغومة.» ولم يتمكن على الفور من تأكيد مشاركة قوات عراقية إلا أن معظم العمليات ضد تنظيم القاعدة هذا العام كانت عمليات مشتركة بمشاركة قوات عراقية وقيادة أمريكية. وقتل شاب يوم الأربعاء الماضي في هجوم انتحاري خمسة أشخاص داخل مسجد في الضلوعية. وتراجعت أعمال العنف في العراق التي اندلعت في أعقاب الغزو بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 إلا أن موجة من الهجمات الانتحارية في الآونة الأخيرة أوضحت أن المتشددين ما زالوا قادرين على شن هجمات كبيرة. وفي صعيد أخر وحين صحا نزار النعيمي ذات صباح في عام 2006 ووجد ثلاثة من جيرانه السنة العرب ممددين قتلى عند عتبة داره في الحي الشيعي الذي يسكنه في العاصمة العراقية بغداد أيقن أن الوقت حان للرحيل. أخرج زوجته وأطفاله الثلاثة من المنزل على وجه السرعة وتركت الأسرة السنية متعلقاتها وراءها وفرت إلى حي تقطنه غالبية سنية في منطقة أخرى من المدينة طلبا للملاذ من موجة من العنف الطائفي قتل فيها عشرات الآلاف. وبعد مرور ثلاث سنوات على استئجاره منزلا في حي الجمعية أبدى ثقة في أن سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت عراقيين شيعة لن تفجر موجة من عمليات القتل الثأرية ضد السنة كما حدث من قبل وهو ما دفع البلاد إلى حافة حرب أهلية شاملة، لكن النعيمي رغم ذلك مثله مثل عراقيين آخرين لا يتوقع سلاما. لكنه يتوقع نوعا آخر من العنف تحركه السياسة والصراع على النفوذ والسلطة قبل الانتخابات العامة التي تجري في العراق في نهاية العام. وقال «الكل يحلم ببداية جديدة. لكني اعتقد أن التفجيرات الأخيرة شغلت الساعة لموجة جديدة من الهجمات.» أشاعت الهجمات التي وقعت يومي الخميس والجمعة وقتلت 150 شخصا واستهدفت في الأساس زوارا شيعيين من إيران وهجمات أخرى شعورا من الخوف في بغداد بعد أن كانت العاصمة العراقية قد شعرت في الأشهر القليلة الماضية بقدر من الحياة الطبيعية. وأوضحت الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي التي تنامى نفوذها العام المنصرم بعد أن نسب لها الفضل في تحسن الأمن أن تلك التفجيرات لن تقوض ما تحقق منذ الأيام السوداء في 2006 - 2007 . لكن ما حدث من إراقة للدماء قبل وقت قصير من انسحاب القوات الأمريكية القتالية من مدن العراق هو تذكرة بالأضرار التي يمكن أن تحدثها فصائل مسلحة حتى بالرغم من إضعافها. وأفاد مايكل وحيد حنا وهو محلل في مؤسسة (سينشري فاونديشن) البحثية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها «في أفضل السيناريوهات سيحدث تصاعد للعنف قريبا. «السؤال هو ما إذا كان ذلك سيكون عنصرا محفزا لانطلاق دوامة أوسع من العنف أم أن قوات الأمن ستتمكن من إبقاء العنف عند مستويات يمكن التعامل معها.» ويثير انسحاب القوات الأمريكية القتالية قلق بعض العراقيين الذين لا يثقون في قواتهم الأمنية ويخشون أن يفتح ذلك الباب أمام تمرد نشط أو دائرة مفرغة من الأعمال الثأرية المتبادلة. ووعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول يونيو حزيران عام 2009 وانهاء كل العمليات القتالية في العراق بحلول نهاية أغسطس عام 2010 والانسحاب الكامل من العراق بحلول عام 2012 . وذكر هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي يوم السبت خلال زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية للبلاد أن حكومته تبذل كل ما بوسعها لضمان عدم حدوث فراغ بعد الانسحاب وان يكون الأمن قابلا للتطبيق وان كانت هذه ستكون في نهاية المطاف مسؤولية عراقية. وتساءلت لبنى كاظم وهي صاحبة متجر شيعية تعيش في حي تقطنه غالبية سنية في غرب بغداد عن الوقت الذي ستحتاجه قبل أن تشعر بالأمان بشكل كامل. وقالت «لا أعرف أين ستجيء الضربة التالية. أنهم يستهدفون فيما يبدو الأماكن المزدحمة ولدي ولدان في الجامعة. ماذا لوبدؤوا يهاجمون المدارس.» ويعتقد البعض أن عمليات النزوح الجماعي التي حدثت في أعقاب عمليات القتل الطائفي ساهمت في تقليص إراقة الدماء بعد تقسيم بغداد على أساس خطوط طائفية إلى حد كبير. فقد قلت في المدينة المناطق التي يسكنها خليط من السنة والشيعة. وعلى الرغم من تراجع العنف بشكل ملحوظ على مدار العام المنصرم إلا أن عمليات رأب الصدع السياسية تسير بخطى متعثرة على أفضل تقدير. فالكثير من القضايا الشائكة لم تحل مثل من سيسيطر على الموارد النفطية وسبل تطبيق قوانين تسمح بعودة أعضاء سابقين في حزب البعث للرئيس الراحل صدام حسين إلى العمل في الحكومة. كما تتنامى التوترات أيضا بين حكومة المالكي الشيعية والأقلية الكردية. ويعتقد كثيرون ان الصراع العرقي هو الذي يغذي العنف في شمال العراق. ورغم كل هذا يعتقد بعض العراقيين ان عمليات القتل الطائفية بلغت منتهاها ويأملون أن تتمكن قوات الأمن العراقية التي أصبحت أكثر كفاءة وقدرة من السنوات الماضية وان كانت تحتاج إلى المزيد من منع وقوع عمليات إراقة للدماء مثل التي شهدتها البلاد من قبل. وترى سعديد حميد وهي أم سنية لاثنين أن الهجمات الأخيرة هي انحراف مؤسف لكنها لا تمثل تغيرا في المسار، وقالت «لست خائفة لان العراقيين أصبحوا متحدين الآن مثل قلب واحد ينبض.»