المرض شر لا بد منه يصاب به الإنسان بدرجات متفاوتة بغض النظر عن جنس المريض أو سنه وبالتالي تصبح زيارة الطبيب أمراً واجباً بغرض التخفيف من الآلام التي يصاب بها الشخص المريض وبالتالي يصبح تناول الدواء أمراً حتمياً،فالأدوية عبارة عن مركبات كيميائية لها تأثيرات على خلايا الجسم والميكروبات المرضية التي تغزو الجسم وبالتالي تصبح عملية شرب الأدوية يجب أن تتم وفق ضوابط معينة يحددها الطبيب ومخالفة تلك التعليمات تسبب في حدوث أضرار في الجسم أو ما يمكن تسميته بالتسمم الدوائي.وعلى الرغم من وجود نشرات داخلية ترفق مع كل دواء توضح التركيب الكيميائي للأدوية ودواعي الاستعمال ومحظوراته مع التركيز على عبارات واحدة تتكرر في كل أنواع الأدوية وهي يمنع تناول الدواء بدون استشارة الطبيب إلا أن هذه الملاحظة لا يبدو أنها تحظى بأهمية من قبل المرضى أو أصحاب بعض الصيدليات فنجد كثير من الأشخاص يلجؤون إلى شرب الأدوية من تلقاء أنفسهم دون استشارة الطبيب إضافة إلى إقبال بعض الشباب على شراء أنواع معينة من الأدوية والإدمان عليها كالمهدئات والمنشطات.لقد وجدت التحاليل الطبية أن أنواع من المهدئات (المنومات) والتي تستعمل للتخلص من الأرق تؤدي إلى إصابة أولئك الأشخاص بحالة من الاكتئاب والقلق والتشنج والتبلد الذهني والخمول الجسدي بينما هناك أنواع أخرى من الأدوية يؤدي الإفراط في استعمالها إلى حدوث طفح جلدي وارتفاع في كثافة الدم وكذا حدوث بعض التغيرات في خلايا الدماغ والعضلات.كذلك فإن هناك أشخاص آخرين قد يصبحون عرضة للتسمم وهم العاملون في الحقل الطبي كالأطباء والممرضين وغيرهم والذين يتعاملون مع المطهرات والأشعة التشخيصية وكذا بعض المعدات الطبية التي تحتوي على عناصر مشعة.وهنا علينا التوقف وإلقاء نظرة فاحصة على ما حولنا ونحن نرى هذا التزايد الملحوظ في أعداد الصيدليات والذي يقابله تدني الوعي الصحي لدى الكثير ممن يقبلون على شراء الأدوية بناء على نصيحة صديق أو قريب غير مدركين أن ما يفيد شخصيا ما ليس بالضرورة أن يفيد شخصاً بل إن الإقبال على تناول الأدوية والإكثار منها لا يؤدي سوى إلى امتلاء أجسامهم بالسموم حتى وإن كانت آثار تلك السموم لا تظهر على المدى القريب وإنما تأخذ وقتاً طويلاً مسببة أمراضاً لا تحمد عقباها ويصعب الشفاء منها،فمتى يدرك الإنسان خداعة ما يقوم به أم إنه لم يكتف بتدمير بيئته وانتقل إلى تدمير بنيته؟! [c1]أثمار هاشم [/c]
|
ابوواب
التلوث الدوائي
أخبار متعلقة