بعد سنوات قليلة من إعلان تشكيل اتحاد الجنوب العربي وحكومته المركزية توفي السلطان حسن بن عبدالله الفضلي حاكم السلطنة الفضلية وزير العدل في الحكومة الاتحادية، وتمّ تنصيب السلطان أحمد عبدالله الفضلي الذي كان نائبـًا لحاكم السلطنة الفضلية خلفـًا له، والذي كان معروفـًا بميوله القومية العربية وإعجابه بثورة 23 يوليو والزعيم الراحل جمال عبدالناصر.وبعد فترة قصيرة من تنصيبه لجأ السلطان أحمد عبدالله الفضلي إلى القاهرة أواخر عام 1965م، وأعلن من اذاعة «صوت العرب» اعترافه بثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر وتأييده لنضال الشعب اليمني في الجنوب المحتل من أجل التحرير والاستقلال والوحدة، كما أعلن انضمامه إلى جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل بزعامة المناضل عبدالقوي مكاوي الذي كان قبل لجوئه السياسي الى القاهرة رئيسًا لوزراء حكومة ولاية عدن، وعارض ضم عدن إلى اتحاد الجنوب العربي، كما رفض التوقيع على قانون تسجيل الأجانب الذي فرضه المندوب السامي البريطاني على حكومة عدن، وكان موجهًا ضد أبناء الشمال اليمني الذين يعيشون ويعملون في عدن، ويعتبرهم أجانب في وطنهم ويلزمهم بتسجيل أسمائهم في إدارة الهجرة والحصول على تراخيص إقامة، وتسفير كل من يخالف ذلك القانون الاستعماري.وفور إعلان السلطان أحمد عبدالله الفضلي تأييده للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وإقراره بالهوية اليمنية للجنوب المحتل أعلنت إذاعة «لندن» وإذاعة «عدن» في العهد الاستعماري تعيين شقيقه السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي خلفـًا له وأذاعتا كلمةً بصوت السلطان الجديدناصرابن عبدالله الفضلي استنكر فيها موقف شقيقه السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي ووصفه بأنّه مختل عقليًا، مؤكدًا وفاءه لمعاهدة الصداقة والحماية بين السلطنة الفضلية والاستعمار البريطاني التي تنكر لها سلفه (المختلة عقلياً) السلطان أحمد بن عبدالله بحسب تعبيره!!كما جدد التزامه لحكومة (صاحبة الجلالة) ملكة بريطانيا وأيرلندا بعدم إقامة أي عَلاقة مع الدول الأجنبية المعادية للحكومة البريطانية وفي مقدمتها مصر واليمن بحسب ما جاء في كلمته التي أذاعها بصوته آنذاك.وفي يونيو 1967م تمكنت الجبهة القومية من إسقاط زنجبار وسائر مناطق السلطة الفضلية وأعلنتها منطقة محررة بعد أن فرَّ السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي إلى عدن.. معلنـًا بدء المقاومة للإرهابيين المدعومين من مصر واليمنبحسب زعمه !!.. لكن أحلام السلطان المخلوع في المقاومة والعودة إلى عرش السلطة لم تتحقق، حيث توالى سقوط السلطنات والإمارات على ايدي ثوار 14 أكتوبر، ثمّ أعلنت الحكومة البريطانية رسميًا اعترافها بالجبهة القومية في 6 نوفبر 1967، وقررت التفاوض معها بشأن الاستقلال الذي سبقه انسحاب تراجيدي لقوات الاحتلال وترحيل سلاطين ومشايخ اتحاد الجنوب العربي إلى لندن قبل بزوغ شمس الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967 ، الذي ارتبط بسقوط مشروع “الجنوب العربي” الأنجلو سلاطيني واستعادة الهوية اليمنية للجنوب المتحرر من الاستعمار.الجدير بالذكر أنّ السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي استنكر في شهر أبريل 2009م تصريحات طارق الفضلي نجل أخيه السلطان الراحل ناصر بن عبدالله الفضلي الذي أعلن فيها انضمامه لما يسمى (الحراك الجنوبي) ومطالبته باستعادة الدولة التي كانت قائمة قبل الوحدة، وإعادة أوضاع البلاد إلى ما قبل 22 مايو 1990م، بل وإلى ما قبل ثورة 14 أكتوبر. كما اكد السلطان السابق احمدبن عبدالله الفضلي تأييده لوحدة اليمن ورفضه لكل المشاريع الانفصالية التي تستهدف حزب وحدة الوطن اليمني ارضاً وشعباً.
بين سلطانين
أخبار متعلقة