يكتبها/ اقبال علي عبدالله الحبيشي.. الوجه الآخر .. > لا أعرف كيف أدمنت منذ سن مبكرة من حياتي قراءة الشعر.. كلما أرى ديوان شعر لأي شاعرٍ كان، أقتنيه، ليس شرطاً أن أكون معجبًا بهذا الشاعر أو ذاك.. فأنا أشعر أنني مخلوق بشري عندما اتصفح دواوين »نزار قباني« وأعشق الأرض مع "أحمد فؤاد نجم" وأنّ ميلاد عمري يتجدد مع " لطفي أمان".. لكل شاعر أقرأ له حكاية في حياتي.> ولا أُبالغ إن قلت إنّ كثرة قراءاتي للشعر جعلتني أرسم في ذهني صورة الشاعر.. صورته الحقيقية في الحياة.. أحياناً أكون موفقاً في رسمي وكثيرًا ما أُخطئ .. وممن قرأت لهم وصدق رسمي له، لأنني خلال قربي منه وجدت تطابقًا لما رسمته في خيالي عنه وما وجدته على الواقع.. رغم معرفتي وقربي منه كانت وما زالت في جانب بعيدٍ بعض الشيء عن الشعر.. الأستاذ الشاعر الرقيق أولاً والصحفي المتميز الجاد في مهنته / أحمد محمد الحبيشي/.> أعرف أنّكم تعرفونه مثلي وربما قبلي صحفيًا متمرسًا ناجحًا.. سياسيًا محنكًا.. إداريًا متمكنًا.. يعرف ماذا يريد وماذا يريد الآخرون منه.. ناجح في حياته وقصة نجاحه مرتبطة بمشوارٍ طويل له في الحياة حافل بالتعب والجهد والكفاح.. ولكني على يقين أن أغلب الذين يعرفونه أو دُعاة المعرفة به، لا يعرفون شيئًا مهمًا عنه... إنّه أديب من الطراز الأول، شاعر تتراقص الكلمات الخارجة من قلبه على صفحات الورق قبل أن تتحول سيمفونية رائعة في وجدان كل من يستمع إليها .. شاعر لم يستطع الزمن قهره رغم كل المنعطفات التي مرَّ بها.. بعض هذه المنعطفات قاتلة في قساوتها.. ولأنّه شاعر مرهف الأحاسيس قاوم وبدلاً من قهره، قهر الزمن :"أحبُكَ والشوك يملأ دربي وأعشقُ فيك جراحي وأتراحَ قلبيوأصطحب الشوق مقتحمًا موحشات المسالكِلا قصدَ لي ..غيرُ فجرِ التداني وأنوار حبّيوأكره طول السفارِ إلى الوصلِأهفو إلى لحظة الالتقاءأرنو إلى نقطة الابتداء..".> الأديب الشاعر / أحمد محمد الحبيشي/ وكما عرفته، كتلة حب وحنان تتحرك في جسد رجل لا تمتلك بعد الجلوس معه ولو لبعض الوقت، إلا أن تحبه وتحترمه أو كما فعلت أنا أسكنته قلبي دون استئذان.. كلماته وإن كانت بعضها قاسية، إلا أنّها ورود على رؤوس أسهم تنفذ إلى قلبي تنشر روائح النصيحة والخبرة في الجسم.. ويدرك كل من تنفذ سهام الأستاذ / الحبيشي/ إلى قلبه، بعد أن يغادره.. أنّها سهام حب تضيء معالم الطريق بأنوار التجرِبة التي عاشها هذا البلبل الذي سرقت صاحبة الجلالة "الصحافة" موهبته الرائعة في نظم الشعر الجميل الرقيق.."أحباء نحن إذا ما التقيناأحباء نحن إذا ما افترقناأحباء نحن إذا انتصبت شوكةُ وانتأيناوإن هطلت ديمةُ وارتوينا.."> الأديب الشاعر الأستاذ/ أحمد محمد الحبيشي/ رقيق القلب، عاشقٌ حتى الثمالة للجمال والوجه الحسن.. مناصر شرس للمرأة.. فهي ديمومة حياته ليس كما يقول، بل ما تترجمه أفعاله وحتى عندما كان ينظم الشعر قبل أن تسرقه صاحبة الجلالة (الصحافة) بل وتأخذه كليًا عن الشعر وإن كنت لا أؤمن بذلك، لأنّ ما يكتبه الأستاذ/ الحبيشي/ من مقالات سياسية وهي غزيرة تجد في سطورها أسلوب شاعر يقنعك بما يكتبه إلى جانب امتلاكه قاموسًا واسعًا من المعلومات يغذي بها مواضيعه ليجعلها رصينة تؤكد امتلاك الكاتب موهبة الكتابة بصورة تميزه كثيرًا عن بقية الكُتَّاب.. وما يميز كتابته إلى جانب المعلومة تجد معاناته في الحياة وهو العاشق لها والمحب للجميع دون استثناء حتى أولئك الذين زرعوا في طريقه الأشواك :"ولما التقيتكَكنت العذاب الطويل.. الطويلوكنت اللقاء القصير..وكنت الرؤى إذا نسجت القصيدوكنت بإذني غناء الصغاروأصداء ترنيمةٍ في شفاه الكبار وكنتَ المسافرِ دون وداعوكنت السفينة التي أشرعت عبر بحرِ الضياعورغم الجراحظللت تغني..".> ماذا بعد .. هذا الأديب الشاعر الذي لا يعرف كثيرون مدى جمال روحه وصفاء قلبه.. وأصالة معدنه قد ابتعد ولا نقول هجر الشعر، لأنّ الشعر ليس مهنة ، بل موهبة من المولى العلي القدير .. نعم ابتعد عن نظم الشعر ليحرمنا نحن عشاق كلماته الجميلة الساحرة، ولذلك نقول له، بل نطالبه وحق لنا ذلك عليه.. أن ينشر شعره الذي يكتبه ويحتفظ به في قلبه.. نطالبه أن يفتح قلبه لينطلق الشعر منه رقيقًا يداعب أوتار قلوبنا .. مثلما تداعب مقالاته الصحفية عقولنا.. وتجعلنا نقف احترامًا لهذه القامة الأدبية والصحفية والسياسية التي يعشقنا بصمت دون أن ندري. > > >اعتراف> .. "أعتز أنني تلميذ في مدرسة الأستاذ/ الحبيشي/ الصحفية.. واعترف بعشقي لشعره الجميل.. وإنني مدين له .. بصداقة مخلصة نابعة من القلب والله شاهد على ما اكتب وأقول".. اقبال
|
ثقافة
من الحياة
أخبار متعلقة