القاهرة/ 14 أكتوبر / مشيرة عكاشة : (آيات) هو عنوان المعرض الذي أقامة فنان الخط العربي وعاشقه عبد اللطيف كلوب والذي احتضنته ساقية الصاوي مؤخرا وهو من اسمه يضم آيات قرآنية برع الفنان في رسمها بأساليب وتقنيات مختلفة، مما جعل من كل لوحة قيمة جمالية خاصة وعلي الرغم من أنه استخدم لفظ الجلالة (الله) في أكثر من لوحة فإن ثراء أفكاره وتنوعها جعل كل لوحة تختلف عن اختها ـ حيث ظهرت اللوحات بتقنيات مختلفة وأنواع خطوط غير متشابهة وجديد هذا المعرض هو تلك اللوحات والآيات القرآنية التي رسمها بورق الكارتون محدثا تداخلاً لونياً فريداً من نوعه عليها.وعن هذا المعرض وتلك اللوحات يقول كلوب لوحاتي من تصميمي الذي يختلف عن تصميم فناني الخط العربي الآخرين، فمثلاً لفظ الجلالة (الله) رسمته بالخط الكوفي بأوضاع هندسية مختلفة، كالمثلث والدائرة والمستطيل، كما أنني نوعت في استخدام الألوان فأدخلت اللون الأزرق مع اللون الأصفر لأكون اللون الأخضر، واللون الأحمر مع الأزرق ليظهر اللون البني، وفي لوحات أخري كلوحة (الهلال والمأذنة) اسخدمت كارتونا ملونا ورسمت عليه، ولوحة (الله أكبر) اسخدمت أربع طبقات من الكارتون الأبيض ثم لونته، ولوحه (لا إله إلا الله) إستخدمت الشكل السداسي بالكارتون الذي أخذ شكل (خلية النحل)، وكررتها مرة اخري بالخط الهندسي والكوفي القديم على سطرين.وعن مشواره مع الخط العربي قال كلوب: بداية عملي الفني كانت في المرحلة الثانوية، عندما شدت انتباهي الآيات القرآنية التي تنشرها الصحف والمجلات فكنت أجمعها وأقوم بتكبيرها وأعيد إخراجها باستخدام أعواد القمح والألوان المائية، وعندما لقيت تشجيعاً من أساتذتي في المدرسة، زاد اهتمامي بالخط العربي وسعيت نحو الدقة واللون المتميز، وعندما التحقت بكلية العلوم دخلت في مسابقات خاصة بالخط العربي، فحصلت على المركز الثالث على مستوي الجامعات، ومن هنا سعيت لتصميم لوحاتي بنفسي ورسمت (لا إلا إله إلا الله) بالخط الكوفي بأوضاع وأشكال هندسية متعددة، ثم شاركت في المعرض العام للجامعات، وبعدها بدأت تقديم المعارض الخاصة بأعمالي.
وأضاف كلوب: انتقدني الكثير من الخطاطين لأنني أكرر نفس الأشكال والألفاظ داخل لوحاتي، ولكن هذا غير صحيح، فبأستخدام الخط الكوفي و(المسطرة والفرجار) يمكن تطويع الرسم لأشكال مختلفة، ومن مميزات الخط الكوفي أنه ليس فيه علامات تشكيل كالخط الرقعة والفارسي، والغرض من التشكيل هو إعطاء الشكل الجمالي وسد الفراغات، وفي الخط الكوفي مع تعدد منابعه، هناك عمليات تجميل أخري مثل تصغير بعض الحروف ك (الألف والام) مؤكداً أنه كون بهما أجمل أعماله وهي (البسملة)راسماً بها مسجداً ، الذي استخدم فيه الشفافيات من خلال مساحات لونيه مختلفة، فينتج لوناً آخر هو خليط لونين أو ثلاثة، مشيراً الى أنه رغم الصعوبة والاحتياج إلى الدقة، فإن اللوحات تكون جميلة ويتذوقها الجميع مهما كان التكوين الأصلي بسيط.وعن كتابته للقرآن من خلال الحاسوب أضاف كلوب أثناء تعاملهي مع برنامج الخطوط اكتشفت إمكانة إضافة علامات أو حروف وبرمجتها والتعامل معها كبقية الحروف وعلامات التشكيل الأصلية، ومن هنا جاءتني فكرة كتابة (القرآن الكريم) بشكل مبتكر عبر الحاسوب، وواجهتني كثير من الصعوبات بعدم توافر العلامات والتشكيل على حروف مرتفعة كـ(الألف والكاف) وتشكيل على حروف متوسطة الارتفاع (كـ الباء والتاد والميم)، فكان لابد من قراءة المصحف بدقة لحصره وتسجيل الإشارات، وكانت النتيجة أنني حصلت على 87 علامة إضافية غير العشر الموجودة على الحاسوب، فرسمتها وبرمجتها على الجهاز حتي أستطيع استدعائها عندما أحتاجها.وعن مميزات الكتابة بالحاسوب أوضح كلوب: يمكن تطويع أي شكل آخر لنفس شفرة الكتابه التي يتعامل بها معه، وإمكانة التصويب لأي خطأ بسهولة قبل الطباعة، وتلوين أية جزئية حرف أو كلمة أو سطر أو زخرفة بأي لون بسهولة، بالإضافة إلى إمكانة إضافة أحكام التجويد والتلاوة للحروف الخاصة بكل حكم باللون المتفق عليه