رأي صريح
تترقب جماهير الكرة اليمنية عامة والجمهور التلالي العريق خاصة في مختلف محافظات الجمهورية مباراة العودة التي ستجمع التلال ومضيفه مولودية وهران الجزائري في الدور التمهيدي لدوري أبطال العرب بعد غد الثلاثاء في الجزائر , وهي تمني نفسها بحظ أفضل للفريق التلالي الذي يشارك في هذه المنافسات العربية لأول مرة وقد تغيب عن المشاركات الخارجية منذ عام 1991م بعد فوزه في أول دوري يمني تصنيفي ومشاركته في بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري .وهذا الترقب لم يأت من فراغ , وإنما من خلال استذكار تاريخ طويل وعريق حافل بالإنجازات والأمجاد المحلية لفريق التلال العريق , الجماهير تمني نفسها في تحقيق مجد خارجي للتلال وللكرة اليمنية من خلال تقديم مستوى مشرف يمكنه من تحقيق الصعود إلى الدور الثاني للبطولة ( دوري المجموعات ) .وتعد مشاركات الأندية المتواصلة إلى جانب مشاركات المنتخبات الوطنية في مختلف المنافسات القارية والعربية فرصة مناسبة لمزيد من التطوير ورفع القدرات والبقاء في حالة جاهزية تامة للاعب اليمني الذي إذا أحسن أداءه في صفوف الفريق الذي ينتمي إليه فإنه يسهم بتطوير قدرات المنتخبات الوطنية .ولو أن فرصة المشاركة للأندية اليمنية متاحة سنويا وبصورة أكبر مع بعض الاهتمام رغبة في تجاوز المراحل الأولى للبطولات العربية والقارية , ولأكثر من نادي , لأصبح وضع هذه الأندية أفضل حالا , ولأسهمت بالفعل في تطوير الكرة اليمنية من خلال حث بقية الفرق الأخرى على مجاراة تطور الأندية المشاركة خارجيا , وكذا من خلال وجود مجموعة من أفضل اللاعبين الجاهزين الذين تستفيد منهم المنتخبات الوطنية . اللاعب في كثير من الأحيان عندما يطلب لصفوف المنتخبات الوطنية نجد ان المدرب الذي يشرف على أي من هذه المنتخبات يفاجأ بأن أفضل لاعبي الأندية لا يمتلكون المهارات الأساسية اللازمة , ولا يجد لديهم النضج الكروي المطلوب , فيلجأ إلى إضاعة وقت طويل في إعداد هؤلاء اللاعبين وتدريبهم على مثل هذه المهارات التي يفترض أن تكون مدرستهم الأولى في الأندية وقد تخرجوا منها.كما أن الجاهزية الفنية المتعلقة بالأندية المحلية لا تخدم المنتخبات , فيلجأ أيضا الجهاز الفني هنا غلى بذل مزيد من الجهود لرفع معدل اللياقة البدنية والجاهزية الفنية بينما كان برنامج وضع لفترة زمنية محددة لا تتطلب عملية إعداد بدني مكثفة بقدر ما تتطلب التركيز من اللاعب إذا كان جاهزا من ناديه الأساسي على الخطة التي يريدها المدرب للمنتخب . ومباريات الأندية خارجيا تزيد اللاعبين والمدربين والإداريين الوطنيين خبرة وقدرة على التعامل مع مختلف الظروف والضغوط النفسية والحواجز والاستفادة من خبرات الآخرين وعكسها في ميدان الكرة اليمنية . وهذا هو الحال بالنسبة لفريق التلال الذي يجب أن يسعى لاعبوه بكل قوة إلى انتزاع نصر تاريخي على بطل الأندية الجزائرية بحكم أن لقاءات الكرة الجزائرية واليمنية انتهت في سابقاتها لمصلحة الكرة الجزائرية في الأندية والمنتخبات الوطنية وحتى في ما يتعلق بالمنتخبات المدرسية التي خسر منتخبنا المدرسي قبل أيام قلائل أمام نظيره الجزائري بنتيجة ( 1 / 2 ) في دورة الألعاب المدرسية العربية السادسة عشرة بالجزائر .فإذا فعلها التلال وهو ليس بأمر مستحيل , فإنه سيدخل الكرة اليمنية المغلوبة على أمرها أمام تحد جديد يمكنه من فرض مكانة طيبة لها في مثل هذه البطولات , ويعمل على جذب انتباه الجماهير اليمنية بشكل عام إلى مثل هذه المشاركات , وقد يفتح لتنفسه بابا واسعا لتلقي الدعم من مختلف الجهات الداعمة في القطاعين العام والخاص لتمكينه من تحقيق أفضل النتائج في المرحلة القادمة . أما الخسارة والخروج من هذه المسابقة مبكرا فهما أمران متوقعان وواردان , ولكن سيترتب على ذلك خسارة أشياء كثيرة أخرى بالكرة اليمنية بشكل عام أهما حرمانها من فرصة التطور والانطلاق في اتجاه جديد , بالإضافة غلى المشاكل التي قد يدخل بها التلال إذا ما ظهرت بعض السلبيات أو طلبت بعض التضحيات لتبرير الفشل , مع أن فشل التلال أصلا لو حدث لا يحتاج تفسير باعتبار أن الفارق كبير بين الكرة في اليمن والجزائر.