كتب: نجــوى العشري الشخصيات الكاريكاتيرية منها: كمبورة، وعبده مشتاق، وفلاح كفر الهنادوة، والكحيت، وعزيز بك الأليت، وعبد الروتين، ومطرب الأخبار، وعباس العرسة. وعلى الكومندا لابد أن نتذكر هذه الرسومات والشخصيات التي أبدع رسمها الفنان مصطفي حسين، الذي شكل مع الكاتب أحمد رجب ثنائيا هائلا عملا سويا لأعوام فكان أحمد رجب صاحب الأفكار وكان مصطفى حسين صاحب الريشة، إلى أن افترقا ثم عادا مرة أخرى لمشاركة الإبداع.نتذكر كل هذه الشخصيات وغيرها من الإبداع في فن الكاريكاتير الذي ارتبط باسم الفنان مصطفى حسين (نقيب التشكيليين) الذي فاز بجائزة مبارك في مجال الفنون هذا العام التي تعد أكبر وأرفع جائزة في مصر، بعد حوالي خمسين عاما من العمل بالريشة لتقديم أشهر رسوم الكاريكاتير في الصحافة المصرية وأجمل ابتسامة، وفن مصطفى حسين كرسام كاريكاتير يضعه ليس فقط في مقدمة من مارسوا هذا الفن لكن يضعه في مرتبة مميزة على مستوى رسامي الكاريكاتير في العالم.ويقول: أعتبر أنني حصلت على هذه الجائزة في توقيت مناسب تماما لأنني ما أزال في توابع فترة مرضية ثقيلة، وقد قدمت لي نوعا من الإنعاش الشديد، كما أضافت لي نفسيا إضافة عالية، ليس لقيمتها المادية فقط بل لقيمتها الأدبية، ولأن من صوت لي فيها نخبة متميزة جدا من مثقفي مصر، ونخبة مختارة من فنانين ومبدعين، فهم أعطوا لي أعلى الأصوات؛ حيث حصلت على 47 صوتا، كما أنني منذ سنوات بسيطة حصلت على جائزة الدولة التقديرية أيضا.والفنان مصطفى حسين شغل العديد من المواقع منها رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير عام 1964، ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير عام 1993، إضافة إلى اختياره نقيبا للفنانين التشكيليين عام 2002 وقد قام مصطفى حسين بنشر أعماله العديد من دول العالم منها فرنسا وروسيا حيث وصفه فنانو الكاريكاتير بأنه من أهم وأفضل رسامي الكاريكاتير في العالم.. وقد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة.. كان من بينها نوط الامتياز من الدرجة الأولى وجائزة الدولة التقديرية. كما تم تكريمه من العديد من جامعات العالم.والفنان مصطفى حسين ولد في7 مارس1935، يرسم الكاريكاتير الاجتماعي والسياسي. وهو صاحب أشهر الشخصيات الكاريكاتيرية التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية كوميدية منها مسلسل (قط وفار) و(ناس وناس)، تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم تصوير عام 1959 بدأ حياته الصحافية في دار الهلال 1952، وكان يشارك في تصميم غلاف مجلة (الاثنين) وفي عام1956 عمل رساما للكاريكاتير بصحيفة (المساء) وظل فيها حتى عام 1963، اشترك في تأسيس مجلة (كروان) عام 1964، ثم انتقل للعمل في صحيفة (أخبار اليوم) ومجلة (آخر ساعة)، ومنذ عام 1974 وهو مستمر في العمل بصحيفة (الأخبار). قدم العديد من رسوم كتب الأطفال في مصر والعالم العربي، وصمم أفيش الدورة السادسة والعشرين للمهرجان السينمائي الدولي عن مدينة الإسكندرية التي اختيرت كعاصمة للسياحة العربية هذا العام.ويرى الفنان مصطفى حسين أن النقد اللاذع من خلال الكاريكاتير نجح في كثير من الأحيان في أن يسهم في إصلاح الأحوال أو إحداث أي تغيير، مثل وقت إصدار ضريبة الأيلولة والتركات التي كانت تتطلب دفع ضريبة التركات، بالإضافة إلي ضريبة أخري حين يؤول الورث للوريث، وعلى أثر هذا الكاريكاتير تم تغيير القانون.ويرى الفنان مصطفى حسين أن الكاريكاتير هو وسيلة نقد فنية أشبهها بالمضاد الحيوي, صغيرة الحجم وتحتوي على مفعول قوي جدا، يمكن أن يصل إلى المثقف والشخص ذي التعليم البسيط، كما أنه لا يستغرق وقتا في عصر القراءات المهولة الذي نعيشه، فهو مثل الكبسولة الفعالة ويزيد عليها أنه مبتسم. فالكاريكاتير وظيفته أن يلقى بضوء أحمر على مشكلاتنا بشكل سافر، وقد يتراجع المسئول بعده لأنه يجعله تحت المجهر حتى وإن لم يستجب بشكل مباشر. فالكاريكاتير هو مشاركة حقيقية في محاولة الإصلاح. ويرى أن هناك انفتاحا أكبر على فن الكاريكاتير عنه في فترات سابقة, فاليوم هناك مجلة متخصصة تحمل اسم الكاريكاتير، وعند التفكير في إصدار أي جريدة يأتي في المقدمة التعاقد مع رسام كاريكاتير ليعطي طابعا للصحيفة ويربط القارئ بها وغيره، أما في الماضي فكان اللجوء لرسام مجرد ديكور لاستكمال العناصر اللازمة.ولاشك أن الصحافة قد أخذت وقتا أكبر من حياته فلم يمارس عمله في التصوير الزيتي,، فبريق الصحافة والمكافأة الفورية التي يحصل عليها من خلال رؤية القارئ لأعماله في الجريدة التي يشاهدها مئات الآلاف أخذته من إقامة المعارض. فمن بين المعارض القليلة التي شارك فيها معرض الرسوم الصحفية الدورة الأولى بقصر الفنون بالأوبرا مارس 2004 ومهرجان الإبداعات التشكيلية الموجهة للطفل بقصر الفنون 2006 ومعرض(الوجه الآخر لفناني صاحبة الجلالة) بأتيليه القاهرة عام 2007، ومعرض( ابتسامات مصرية) في بينالي جابروفو لفنون الفكاهة والسخرية الثامن عشر ببلغاريا 2007 ومعرض فن الكاريكاتير بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية 2008، ومعرض بالمتحف القبطي بمصر القديمة 2009 ولكنه يرى أن الحركة التشكيلية مزدهرة جدا, فهناك كثرة في عدد المعارض التي تقام, كما أن التقنية أصبحت عالية، وأصبح يوجد تميز واضح, وهذا يشير إلى الارتفاع إلى خط أعلى.
من أعمال مصطفي حسين