ونسيت القول سابقاً أن التسامح قد منحنا حتى حرية اللامسؤولية.. حتى أنني عندما اشتم كل ( الأصول الشمالية ) - بما في ذلك .. أشعر بالشجاعة والأمان .. ولكنني عندما أقدس حملة الآفات المناطقية أشعر بالرعب .. فمنذ بداية حرية الصحافة ونحن هنا ( أوبئة ) و( مستوطنون ) و( خونة ) .. والقاب أخرى لا أود ذكرها رحمة بالصحف التي قد حددت الأعداء وفقاً لمحل الميلاد والملابس .. ولكن عند توجيه عتاب لأحبائنا هنا.. يزداد ارتكابنا للجرائم والتعدي على ( شيفا ) .. أما التسامح فمن منا لا يحب التسامح الإنساني الذي لاتقيده حدود مناطقية ولا نزوات سياسية .. فهو لا يمكن أن يتجزأ مثل السلام الاجتماعي .. لقد كنت أتمنى أن يكون هناك بؤس ومجاعة وقمع للحريات - بما في ذلك البذيئة منها - حتى أضم لساني ( للأيام ) وجثتي ( للحراك ) الذي لم يقنعني بعد بأشياء أخرى غير المناطقية والضغائن والاحتقار .. حتى انفصل عن جسدي إذا أراد ، أن العبارات المستهلكة مثل نهب الثروات والأراضي وطمس التاريخ والهوية والجغرافية .. والفيزياء .. كلها مبررات لا تقنع أحدا حتى مروجيها .. ولا يجب أن تؤدي إلى صوملة أو تقود البلاد إلى ويلات أخرى .. فالدولة قد تأتي بعدها دولة منتخبة و (الأيام ) قد تأتي بعدها أيام هادئة .. أما الوطن والإنسان فلا يجب المقايضة بأي منهما أبدا. إن البكاء على عدن يوحي بالحنين إلى زمن الحروب.. والا فلماذا لم نوزع - قبل الإجازة السياسية - قطعة أرض لكل أسرة في عدن كاعتذار على الأقل- حتى نكون صادقين - مثل شعراء الجاهلية - في البكاء على الإطلال التي خلفناها.. وهل كنا نخاف فعلاً من المتاجرة بالأراضي التي كنا أول من استحوذ عليها وتاجر .. أما البكاء على الثروات فيوحي بعدم الاستحواذ عليها بعد .. وإلا فلمن تؤول بعد تفتيت البلاد إلى دويلات .. وهل بمقدور أهالي الجبال مثلاً امتلاك الأودية بحكم العقيدة المناطقية والعداء الأبدي الذي بدأ بـ ( ش - ج ) ولن ينتهي أبداً .. اما بالنسبة لتاريخ والهوية والجغرافية .. فالتاريخ كان الأولى بنا أن نطمسه قبل الآخرين لأنه مأساوى ولأنك إذا أردت معرفة التاريخ عليك أن تقرأه مقلوبا وتفهمه بالمقلوب .. فالقبيح جميل والجميل قبيح والمناضلون خونة.. أما الجغرافية والبكاء عليها فلم يسعفني غبائي الفطري في الفهم .. وماذا لو ضمت منطقة خضراء إلى أخرى هل تحل الكارثة. أما الهوية فتذكرني بالبطاقة .. والدولة التي كنا نرى أن دولتنا أفضل منها قد علمت الإنسان الذي طعن الدبابة ظاناً منه أنها ( حمار السلال) علمته زراعة التفاح بدلاً من زراعة ألغام الكراهية في صدور الصغار .. والانقلابات كلها بيضاء .. وحتى الكلمات كلها عن المهن .. و مقارعة الظلم . ولكن الظلم كم هو رائع وعظيم إذا ما قورن بالاحتقار .. أي احتقار الإنسان الذي أجبرته المعاناة و الحياة على تقليد النحل بدلاًَ من تقليد الأفاعي.. والعداء بسبب الملابس ومحل الميلاد .. حتى أنني عندما أقرأ .. أو أسمع تصريحاً أزرق أنحني ليس لأنني قد خلقت رفيع القامة وإنما لدفن قتيل جديد ولإطفاء محل يحترق لمواطن يقال أنه يمني مسلم حتى الآن ..وإنني والله عندما أتصفح كل صباح أفكاراً إنسانية وحكمة من متسول أمي طاعن في السن من نفس (الأصول) أسمى من رؤية صحيفة تزداد أعدادها اليومية كلما زاد عدد القتلى .. مثل عدد مقاعد ( الكنسيت) التي تزيد كلما زاد عدد الشهداء العرب.. ومن العار المطالبة من أية صحيفة مثلاً بدفع كل قتيل أو تعويض كل محل .. كما أنه من الظلم أن نسمى الفتاوى الناسفة التي قد تنسف شارعاً نسميها إرهابية مقارنة بالصحف التي قد تنسف وطناً بالكامل .. و لكن.[c1]قرانها من القتب إلى الذنب فزادتنا على الأتعاب كم تعبتمزق فينا جينات ورثناها من الأجداد والحقبفتشحنها ببارود لتأتي بعدها الكلمات باللهب ترى الأزياء كارثة إذا حلت مع التفاح والعنبكلامك كان أشواكا فكيف أقطف القبلوكيف نقلد النحل ليغدو حبنا أحلى إذا عاد لخليته كأنه منها قد ولى من الفجر إلى الفجر فكلى الفجر ما كلىشيفا :- إله الرعب عند الهندوس [/c]
وهل لديك أفكار أخرى ..؟!
أخبار متعلقة