الاستخدام الخاطئ للدين ، وتحويله إلى خادم أمين بدلاً من مخدوم مكرم ! .. وكذا جعله مصدراً للغنى غير المشروع ! ومنبراً يعتليه الظلمة والكذابون ! يظهر بقوة في أسوأ محطات الانحطاط التاريخي والقيمي .. وعند هذا المستوى المنحط تتهاوى كل القيم التي وضع لبناتها الإسلام .. وتتم صياغة فلسفة وتفسير وشرح لكل شيء في الإسلام ليكون مواكباً وموائماً للبنى الفوقية من قوى الفساد والجبروت.ومن هنا كانت الورقة الدينية أسوأ الورق في كل أداور التاريخ إذا ما تم إبرازها واللعب بها لكونها تظهر الدين خادماً مطيعاً وحارساً أميناً لمصالح الطواغيت والمترفين في الأرض ولهذا ذم الله من فرق دينه ابتغاء الهوى والشيطان فقال من سورة المائدة : « ان الذين فرقوا دينهم ، وكانوا شيعاً ، لست منهم في شيء ، إنما أمرهم إلى الله ، ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون » .وعندما تهب الفتاوى كريح السموم لتصب في كفة بعض الفرقاء ضد آخرين في المقابل ..فإن العقل والدين يرفضان هذا الانجراف الواضح في اتجاه عجلة الإسلام !لم يكن ابوبكر الصديق رضي الله عنه بحاجة لفتاوى عندما قاتل مانعي الزكاة ! بل عارضه أكثر الصحابة بقولهم : كيف تقاتل قوماً يقولون لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ؟! ولم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحاجة إلى فتاوى تبيح له منع المؤلفة قلوبهم نصيبهم من الزكاة ! بل غمزوه ولمزوه ؟ .. ولم يكن عثمان رضي الله عنه بحاجة إلى فتوى بنسخ مصحف المدينة إلى ستة مصاحف وإحراق مصحف حفصة عندما اختلفت الألسن في الأمصار بالقرآن ؟! بل غمزوه وسموه: حراق المصاحف ! ولم يكن علي رضي الله عنه بحاجة إلى فتوى بقتال معاوية والخارجين عليه ! .. بل اعتزل الأكثرون من الصحابة هذه المواقع خوفاً من التلوث بالفتنة ( ! ) .. لقد كان الاستناد إلى الحق الشرعي وقد يعرف اليوم بـ ( الحق الدستوري ) هو الذي اعتمده الخلفاء المذكورون في كل عمل رأوا القيام به لزاماً عليهم مهما كلفتهم ذلك من لومة اللائمين ! أما اللجوء إلى قوى ومدارس واتجاهات ، من خلال استغلال خصوماتها العرقية والمذهبية والدينية والفكرية والمناطقية في تأليب المجتمع بعضه على بعض ! فإن أخطر ما فيه ترتب تلك الاستحقاقات لهذه القوى على حساب الحق والعدل والتنمية والسلم لاجتماعي ! ألم تكن طالبان وأسامة بن لادن والظواهري والملا عمر وغيرهم إلا استحقاقات فرضها تحالفهم مع أمريكا والعالم ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان ؟ فكان ماذا ؟! كان هذا التهديد العالمي للسلام ( ! ) .. وهذه الهيمنة المخيفة لقوى الظلام ( ! ) .. ولم نعرف بعد خاتمة المشهد والمصير ! وفي التاريخ من سنن الحياة ، وعبر الحوادث ما يغني ويسمن لمن أراد ( بئراً معطلة ) أو أراد الإقامة في ( قصر مشيد ) ( ! ) .أو بالعربي البسيط : لمن أراد الظلمات أو النور ! أو لمن أختار الحياة أو الموت ! فكل ميسر للطريق الذي اختاره .. وعند الله تجتمع الخصوم !وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : تركتكم على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك !! .
علو الحق .. وسمو الدين !!
أخبار متعلقة