بيدوة (الصومال)/ وكالات:امرت الحكومة الانتقالية الصومالية أمس الاثنين باغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية "لاسباب امنية" وسط تصعيد المعارك بين قواتها ومليشيات المحاكم الاسلامية.واعلن عبدالرحمن نور الناطق باسم الحكومة "بعد اجتماع مجلس الوزراء قررنا اغلاق (كافة) الحدود لاسباب امنية".وجاء القرار بعد ان قصف الجيش الاثيوبي مطارين تسيطر عليهما مليشيات المحاكم احدهما في مقديشو.وكان برنامج الغذاء العالمي الذي يقوم بعمليات اغاثة لمنكوبي الفيضانات في الصومال دعا الاطراف المتناحرة الى عدم عرقلة عمل المنظمات الانسانية.وقال بيتر سمردون الناطق باسم البرنامج أمس الاثنين ان "برنامج الغذاء العالمي يدعو كافة الاطراف الى السماح بمواصلة العمليات الانسانية دون عراقيل وفي ظروف امنية".واكد ان عمليات المنظمة تواصلت الاحد موضحا ان ان طائرة من طراز "انطونوف 12 اقلعت من مومباسا (جنوب شرق كينيا) وانزلت 14 طنا من المساعدات الغذائية في اقليم افمادو في منطقة لور جوبا" جنوب الصومال.وقالت الامم المتحدة ان نحو 1,8 مليون شخص معرضون لخطر كبير بينهم 1,4 مليون يعانون من سوء التغذية بشكل متواصل واضطر 400 الف الى النزوح من ديارهم التي دمرتها الفيضانات او بسبب الجفاف والمعارك.وكانت الحكومة الانتقالية الصومالية اعلنت أمس الاثنين انها استعادت السيطرة على بلدة بلدوين الواقعة على بعد نحو 30 كلم والتي كان بين ايدي المحاكم منذ اشهر عدة.وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في بلدوين وهي عاصمة منطقة حيران صباح أمس الاثنين موكب حافلات عسكرية اثيوبية تدخل المدينة برفقة حاكم المنطقة يوسف احمد هاغار الذي فر الصيف الماضي من المدينة حين استولت عليها المحاكم.وقال هاغار للصحافيين "اتينا الى هنا لانقاذ الشعب" مشيرا الى ان الحكومة تنوي استعادة منطقة حيران باكملها.من جهتها اكدت الحكومة الاثيوبية انها قصفت مطار مقديشو الدولي الذي تسيطر عليه المحاكم الاسلامية "لمنع الرحلات غير المرخص لها" من الحكومة الصومالية الانتقالية في وقت تحتدم فيه المعارك في هذا البلد.
وقال سولومون ابيبي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاثيوبية ان "الحكومة الانتقالية الصومالية منعت الرحلات غير المرخص لها لكنه تم تسجيل بعض هذه الرحلات لذلك تم قصف" المطار.واضاف "لوحظ ايضا ان بعض المتطرفين ينتظرون في مقديشو ليتم نقلهم بالطائرة".واستؤنفت المعارك منذ العشرين من ديسمبر في الصومال التي تضم عشرة ملايين نسمة بين القوات الحكومية المدعومة بالجيش الاثيوبي ومقاتلي المحاكم الاسلامية التي تسيطر على وسط وجنوب البلاد.وتواصلت المعارك أمس الاثنين لليوم السابع على التوالي قرب داينوناي قرب بيدوة بين مقاتلين تابعين للمجلس الصومالي للمحاكم الاسلامية والقوات الحكومية التي تدعمها الدبابات والمدفعية الاثيوبية وطائرات السلاح الجوي الاثيوبي.في غضون ذلك قال علي محمد جيدي رئيس وزراء الصومال ان مليشيات المحاكم الذين يخوضون حربا مع حكومته التي تدعمها اثيوبيا جندوا في صفوفهم 8000 مقاتل أجنبي لكنهم لن يسيطروا أبدا على مقر الحكومة الصومالية المؤقتة في بيدوة.وقال جيدي من بيدوة مساء الاحد "ثقتي عالية جدا. لدينا قوة عسكرية كافية لهزيمة أي غزو وأي هجوم من جانب ارهابيي ما يسمى بالمحاكم الاسلامية."وصرح جيدي بان القوات الحكومية أوقعت هزيمة قاسية بالمحاكم قرب بلدة دينسور الاحد وتوقع ان تنتصر الحكومة التي تساندها الان أثيوبيا علنا.وقال "سنبقى بكل تأكيد في بيدوة. اذا ذهبنا الى أي مكان فسيكون الى (العاصمة) مقديشو."فور هزيمتهم سيفرون. وحينها سننتقل الى مقديشو حيث ينتظرنا الشعب."