عمر المنصوري :في المحيط الجوي العديد من الغازات الدفيئة مثل ثاني أوكسيد الكربون والميثان حيث تتسبب بارتفاع درجة حرارة الارض , وقد دلت الدراسات العلمية على ان الانشطة البشرية مثل حرق الوقود الاحفوري وازالة الغابات وغيرها كثير تنتج عنها ظاهرة الاحتباس الحراري .الكائنات الحية تأثرت مثل الانسان بتقلبات المناخ وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة وهطول الامطار ما اضطرها إلى تقليص مساحات الموائل الطبيعية لكثير من الكائنات الحية لتصبح مساحات صغيرة وبالتالي انخفض التنوع الجيني . التنوع البيولوجي يعني تنوع الحياة على الارض والترابط الضروري بين جميع الكائنات الحية ويشمل الحيوانات والنباتات التي تأثرت بالفعل نتيجة النشاط البشري وحاجاته الضرورية لتحقيق رفاهيته . ان معدل وحجم التغير المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة سيبقى مؤثراً على التنوع البيولوجي كما أن الواقع قد تجاوز المعدلات الطبيعية ماسبب انقراض الانواع بكثير المعدلات الطبيعية . الانسان يستفيد بشكل مباشر من الكائنات الحية ضمن مجال واسع لا يمكن الاستغناء عنه وتتعدى استفادته منها الاوكسجين والغذاء والدواء إلى استقرار المناخ والمياه النظيفة ونباتات الزينة وايضا المنفعة الاجتماعية مثل البحوث والتعليم والترفيه والسياحة والتنمية الاقتصادية وتوفير احتياجات الفقراء من الموارد البيولوجية , الا انه بات من المرجح ان يصبح التغير المناخي واحدا من اهم العوامل لفقدان التنوع البيولوجي ما سيجبر الأنواع الحية على التكيف اما من خلال تحويل الموائل وتغيير دورات الحياة او تطوير الصفات البدنية الجديدة . وتتسابق دول العالم الى خفض درجات حرارة الارض مع الحفاظ على البيئة الطبيعية والمياه النظيفة واستعادة النظم الايكولوجية المتدهورة وبذلك نشهد خطوة للامام للحد من الاثار السلبية لتغير المناخ . ان المحافظة على الموائل لها أهمية كبيرة في خفض الغازات الدفيئة في المحيط الجوي وهذا يساهم في التصدي للتغير المناخي ،وهنا تكمن اهمية الغابات في تقليص نسبة تخزين الكربون ويمكن ان تعمل أيضاً كمصدر للفيضانات والاعاصير .إن للترابط الطبيعي بين جميع الكائنات الحية فوائد كبيرة للانسان فالطحالب تعتبر بمثابة مثبتات للنتروجين من خلال توفير المواد العضوية للتربة , والقوارض تساهم بتهوية التربة وتحسن قدرتها على الاحتفاظ بالماء , وديدان الارض تسهم باخصاب التربة التي في النهاية يستفيد منها الانسان في طعامه وسكنه ورفاهيته . اما رد الجميل من قبل الانسان فقد تمثل باستعمال التقنيات الصناعية والزراعية اضافة الى المواد الكيمياوية التي ادت الى تدمير التنوع البيولوجي في التربة ومعها افتقدنا لخصوبة التربة . التنوع البيولوجي يعد ضروريا لضمان الامن الغذائي العالمي وان زيادة تنوع الجينات داخل الانواع يقلل خطر الاصابة بالامراض , كما ان التنوع البيولوجي يستعمل في أكثر من 70000 مصنع لاغراض الطب اما خدمات النظام الايكولوجي العالمي فتقدر بنحو 16 الى 64 تريليون دولار لذا فإن استقرار التنوع البيولوجي أمر حيوي للانسان والتنمية المستدامة والحد من الفقر . ومقابل ذلك فإن إي تعديل للنظام البيئي يؤدي إلى تغييرات في خدمات الانظمة الايكولوجية الاخرى ومثال ذلك عندما نقوم بالخطوات اللازمة لزيادة الانتاج الغذائي يمكن ان يؤدي ذلك الى خفض توافر المياه من حيث الكمية والنوعية وتدهور مصائد الاسماك وامدادات المياه وتأثيرها على الشعب المرجانية والحماية من الاخطار الطبيعية . في الحقيقة الارقام تعطينا ادلة دامغة للفائدة او الضرر الكبير للتنوع البيولوجي فمثلا الشعب المرجانية توفر مصدر دخل لاكثر من 500 مليون شخص في العالم وتعد ايضا مصدراً للغذاء والترفيه . إلى جانب هذا فإن المناطق المحمية من خلال احتوائها على الغطاء النباتي تخزن15 % من الكربون. إن انبعاث ما يقرب من 20 بالمائة من الغازات الدفيئة يحدث بسبب ازالة الغابات و جميع الحقائق تشيرإلى واجبنا في الحفاظ على الكائنات الحية وعدم التفريط بها ذلك ان اردنا المحافظة على كوكب الارض من الكوارث البيئية.
|
البيئة
من يهتم للتنوع البيولوجي ؟
أخبار متعلقة