تساءلت عن غياب المذيعين السود عن القنوات التلفزيونية
المنامه/ متابعات:أصدرت حركة “احترام” التابعة لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان بياناً حذرت فيه من تنامي المشاعر “العنصرية” ضد أصحاب البشرة السمراء في البحرين والخليج العربي. وقالت الحركة في البيان: إن قناة البحرين وبقية قنوات المنطقة “لا تعطي فرصاً متساوية لذوي البشرة السمراء في تقديم البرامج التلفزيونية والإخبارية”، وهو الاتهام الذي نفته المسؤولة في وزارة الإعلام البحرينية “جملة وتفصيلاً”.وقال بيان”احترام” الذي تزامن صدوره مع مؤتمر “دربان 2” الذي اختتم أعماله في العاصمة السويسرية جنيف: إن “شركات الدعاية والإعلان أو الدعايات في شوارع البحرين ودول الخليج العربي أو بالصحافة وغيرها لا تقوم في دعايتها بإبراز هذه الفئة (السمراء)”. وتابع البيان “حتى الكتب الدراسية بمدارس البحرين لا يوجد بها صور أو معلومات تلغي أو تناهض التفرقة على أسس اللون أو غيره، هي فئة موجودة بالبحرين وبدول الخليج العربي ولها دورها وحضورها وقدراتها العلمية والفكرية”. وتنص المادة (18) من الدستور البحريني الصادر عام 2002م على أن “الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، ويتساوى المواطنون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة”، وهذه مادة نصت عليها دساتير الدول حول العالم لكنها كثيراً ما تنتهك لأسباب مختلفة.من جانبها اعتبرت القائمة بأعمال مدير إدارة التلفزيون بوزارة الثقافة والإعلام البحرينية أن الحديث عن العنصرية “لا أساس له من الصحة”. وقالت فوزية زينل: إن كثرة الكلام عن العنصرية سببه “اتجاه العالم نحو إثارة موضوع اختيار أول رئيس أمريكي أسود”.وأشارت إلى أن هناك “لجنة متخصصة تضطلع باختيار الكوادر العاملة في التلفزيون بناءً على الخبرة أو الموهبة والقدرات”. وأضافت “لو طرحنا الموضوع للبحث ونحن كارهون له فلدينا كوادر من مختلف ألوان البشرة حتى أصحاب البشرة السمراء الخفيفة”.وأكدت المسؤولة أن التلفزيون البحريني “لم يبحث ولن يبحث رفض أحد بناء على لون بشرته أو طائفته أو دينه”.إلا أن الشاب حسن ثاني، وهو ذو بشرة سمراء يؤيد بقوة ما ذهبت إليه حركة “احترام”. ويقول الشاب البحريني (27 عاماً) الذي يعمل مهندساً مدنياً “بالتأكيد هناك ازدراء لأصحاب البشرة السمراء. بعض الأمور تظهر بشكل واضح وأخرى بشكل مبطن”. وأضاف” قابلت أشخاصاً كثيرين وحينما علموا أني مهندس، تفاجأوا ظناً منهم أن صاحب البشرة السمراء لابد أن يكون فاشلاً في دراسته”. ويؤكد أن بعض أصحاب البشرة السمراء مصابون بالإحباط بسبب نظرة المجتمع لهم. ويقول “بعضهم ربما يعتبرون أنفسهم أصحاب بشرة شقراء حينما يشاهدون أنفسهم في المرآة بسبب هروبهم من الواقع”. ويعبّر الشاب عن امتعاضه من انتشار أفكار بين الشباب تتطرق إلى “تحسين النسل”، وأوضح أن “كثيراً من الناس يدعون أصحاب البشرة السمراء إلى الزواج من فتاة بيضاء أو العكس، وكأننا حيوانات نعيش لكي نحسن نسلنا”.واعتبرت منظمة “احترام” البحرينية أن موضوع “العنصرية” أمراً واقعاً في المجتمع الخليجي. وقال فيصل فولاذ المدير الإقليمي والدولي لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان: “نحن لا نثير هذه المسألة دون اعتبار بل نعتقد أن هناك إرثاً اجتماعياً ومنها مثلاً طلب الأم زوجاً صاحب بشرة بيضاء لابنتها”. وأضاف “نحن نرصد ونتابع وسائل الإعلام ومختلف الأنشطة ولا نلحظ وجوداً لهذا المكون من المجتمع، بل حتى إن البحرين لم توزر أحداً من هذه الفئة”.وأشاد فولاذ وهو عضو أيضاً في مجلس الشورى الذي يعين ملك البحرين أعضاءه، باختيار زميلته “الدكتورة عائشة المبارك (سمراء البشرة) صاحبة الخبرة والدراية وهذا يدل على بعد نظره”، مثمناً في الوقت ذاته “الخطوة الجبارة التي قام بها الملك عبدالله بتعيين الشيخ عادل الكلباني لإمامة الحرام المكي الشريف”.من جانبه برر فادي طنوس وهو مخرج دعايات وأفلام دعائية ووثائقية عدم استخدام الفتيات السمراوات في إعلانات الشوارع التي انتشرت أخيراً في البحرين بـ”قلة وجود العارضات السمراوات”. وقال المخرج اللبناني الذي يقيم منذ سنوات في البحرين: “أنا لا أختار ولكن وكالات الإعلان توفر لي العارضات وصاحب الإعلان هو الذي يختار بعض الأحيان من يريد”.