مقلداً هتلر صاحب الكتاب الشهير " كفاحي"
كان انتقال المدافع الإنكليزي اشلي كول ولايزال من الارسنال الى تشيلسي مدار الاهتمام والحديث في الاوساط الرياضية الانكليزية والعالمية كونه واحدا من ابناء النادي الذين ولدوا فيه كان مشاهدا على مواهبهم ولم يتصورا يوما انهم سيغادروا هذا النادي كما غادره كول .الحديث في الجزء الاول الذي ننشره اليوم سينحصر على مبررات خروج كول من النادي اللندني وكيف تمخض اجتماع مجلس ادارة الارسنال فأرا حينما انعقد المجلس ليتوصل الى قرار هزيل لا يستحق الاجتماع اصلا , وكيف تراجع عدد من اعضاء هذا المجلس عن وعودهم التي قطعوها ،, مرورا بالتشكيك من كل الاجهزة الفنية العاملة في النادي في اخلاص كول والانتهاء باهماله في اجتماع التدريبات وعدم الاشارة اليه لا من قريب ولا من بعيد ..ويحاول الكاتب (كول) ايجاد تبريرات في كل الذي حصل وقبل الدخول الى هذا الجزء لابد من الاشارة الى الشخصيتين الاساسييتن في الرواية الاولى هي جوناثان بارنيت (مدير اعمال اشلي كول) و ديفيد دين (نائب مدير نادي الأرسنال).[c1]الجزء الأول: بدايات الخيانة (1/2)[/c] اما تنجح الصنارة في ايقاع ضحاياها , هكذا تعلق قلبي بالارسنال , ولم افكر في يوم من الايام انني سابتعد عنه ، ساغادره , لقد كان هناك ناد واحد بالنسبة لي في انجلترا , الوحيد في لندن ، واسمه الأرسنال , لكن كل هذا كان قبل الموسم 2004/2005م ، كان قبل ان يتحطم كل شئ ليتحول (الارسنال) الى مجموعة من القطع الصغيرة المتناثرة. بدأت القصة حينما كنت جالساً في (سوبيول هاوس) وهو فندق اقمنا فيه قبل ان تغادر بعثة انجلترا الى البرتغال للمشاركة في يورو 2004م ، (بطولة امم اوروبا) حينما ناداني صوت باشتياق ( اشلي !) وحالما توجهت نحو الصوت وجدته السيد (ديين) ، لقد قال لي انني لم اكن انال ما يكفي من المال و ان راتبي سيكون اعلى مما هو حاليا ، وبابتسامة علت وجهي قلت له كل ما يريد ان يعرفه اي شخص في مثل حالته ، لكن شعرت انه يحاول ان يقدم لي (معروفا) كلاعب كرة قدم مبتدأ عمره 17 عاما. الصفقة التي عرضها علي كانت الحصول على 10 آلاف جنيه اسبوعيا ترتفع الى 35 الف جنيه اسبوعيا ، لقد كانت بالفعل اموال لاتعد ولاتحصى , ولكنه حينما تأخذ بعين الاعتبار قيمتي البالغة 20 مليون جنيه بالاضافة الى راتبي الاسبوعي الذي يتراوح بين 80 الف و 100 الف جنيه استرليني اسبوعيا ، كان من الواضح ان عرضه قد ارتد عليه بصفعة لم يكن يتمناها.بمرور الوقت جاء كل من خوسيه مورينهو و رومان ابراهيموفيتش إلى الهايبري ليقودا فريقهم امام الارسنال في ديسمبر 2004م ، و انتهت المباراة بالتعادل الايجابي هدفين لهدفين ، كنت قد اخبرت مدير اعمالي ماهي متطلباتي من اجل عقد صفقة جديدة , كانوا يعتقدون انه بمرور الوقت ان شروطي سوف تقل و مجدي سوف يقل ، لكنني احببت الارسنال ، ولم اكن اتخيل انني سألعب لفريق اخر لذلك قلت له " هات لي 60 الف جنيه اسبوعيا وسأكون سعيدا في التعامل مع ذلك " .شيء اخر .. في 20 ديسمبر ، اتصل بي جوناثان بارنيت هاتفيا ونقل لي الاخبار السارة " اش ، لقد قابلت ديفيد دين على الفطور ، لقد كنا نتفاوض حول مبلغ الستين الف جنيه اسبوعيا " ويبدو ان الامر كان يسير على نحو جيد حينما علم مجلس ادارة نادي الارسنال بتحركات مستر دين وقرر الاجتماع ، وفي الاجتماع الذي عقد قبل خسارة الارسنال 0/1 امام بولتون خارج ارضه في يناير 2004م ، تقرر ان يكون الحد الاعلى للراتب الاسبوعي 55 الف جنيه استرليني ، وفي وقتها لم اكن اتوقع ان المجلس يريد الاحتفاظ بي ... وفكر في ان فارق الخمسة الاف جنيه استرليني ستنجح في ابقائي ..كان الافضل لي ان اكون بعيدا عن كل هذه المشاركات ، كنت في السيارة مع امي متجهين نحو البيت ووقتها تلقيت اتصالا هاتفيا غير كل شيء يتعلق بالارسنال .. كان على الطرف الثاني يقول لي " اش , هل تسمعني " قالها بصوت عرفت انه جوناثان مضيفا " انا هنا في المكتب بصحبة ديفيد دين وهو يقول انهم لن يعطوك 60 الف جنيه استرليني في الاسبوع , لقد توقف عرضهم عن 55 الف جنيه استرليني وهو آخر وافضل عرض لهم ، هل انت سعيد بسماع هذا ؟ حينما سمعت جوناثان يتوقف عند الخمسة والخمسين الف رميت الهاتف ، لقد جننت ، كنت اهذي من الغضب ، لم اصدق ما سمعت ، اعتقد ان كل شئ بدأ ينهار ، لقد اعتقدت وكان لدي ثقة ان السيد دين سينجح في ان يدفع الحد الاعلى الى اكثر من ذلك ...بعد شهر من هذا الموعد التقيت السيد دين في بيته ، على بعد 15 دقيقة من المكان الذي اسكنه ، حاول ان يفتح النقاش حول موضوع اجري الاسبوعي ، فقلت له اعتقد ان احدهم في مجلس الادارة لم يكن يحبني او لم يكن يريدني في النادي ، كيف يمكن ان يفسروا لي ان اجتماعهم كان فقط على 5 الاف جنيه استرليني .هنا لم اجد كلاماً اخر اقوله له سوى " اشعر بأنهم خانوني وقد خيبوا املي ، هذا النادي الذي اعطيته قلبي وروحي " قلت له لو كان بيدي لاستقلت من الارسنال ولكن يبقى ان الامر يبدو انه شعور بالغضب ليس الا " .. [c1]حيرة[/c] بعد اسبوع تلقيت مكالمة من جوناثان قال فيه " هل قلت لديفيد دين انك تريد الاستقالة من الارسنال ؟ " ، هنا توقفت , فقد قلت (لو كان بيدي ) ولكن يبدو ان نائب رئيس النادي (قلب) كلمتي الى معنى اخر ، كان واضحا انه يريد ان يسد في وجهي كل الطرق ، واذا كان يعتقد ان علاقتي بالنادي قد تأثرت بسبب حادثة تشيلسي في فندق رويال بارك في يناير من ذلك العام فانه مخطئ ( وهي الحادثة التي اتهم فيها كول بعقد اتفاق مع تشيلسي وقد دفع غرامة بسبب ذلك ) قبل يومين من بدء التحقيق الرسمي خاض (الارسنال ) مباراته مع بولتون في ملعب (الريبوك) يوم السبت الثاني عشر من مارس في الدور ثمن النهائي لبطولة كأس انجلترا , كنت جالسا على مصطبة الاحتياط كمن كان يتلقى عقوبة وقد اغضبني الامر فعلا..آخر شخص كنت اريد رؤيته في تلك اللحظات كان مستر (دين ) الذي عادة ما كان يأتي الى غرفة تغيير الملابس بعد كل مباراة كما جرت العادة ، هنا قال لي " هل انت بخير ، اشلي ؟ " لارد عليه بالقول " لا ، اللعنة , انا لست بخير سيد دين , هل ابدو لك انني بخير " كانت النظرة في تلك الاثناء على وجه (ستو تايلور) مرعبة حينما شاهدني ارد على نائب الرئيس بهذه اللهجة ..كنت افكر انه لو صافحني لصافحته لكن عهد المحادثات الودية قد انتهى واذا كان هناك خيار امامي بين ان اصل غرضي باستخدام عشرة كلمات كلها ود و كلمة واحدة تفي بالغرض فانني ساختار من الان فصاعدا الكلمة الواحدة لاصل الى غرضي..الامور بدأت تسوء اكثر حينما قضيت الموسم مصابا وفوجئت انهم ارجعوني للعب في 14 يناير 2006م ، في المباراة التي جرت في الهايبري امام مدلسبرو , كان الامر صعبا , كنت بالكاد اجري او حتى ركل الكرة , والنتيجة شد عضلي غيبني عن الملاعب لخمسة اسابيع اخرى.كنت عائدا لتوي من التدريب وكان مدرب اللياقة البدنية (توني كولبرت) وافقا بالقرب من الابواب الخاصة بالمدخل المؤدي الى حجرات تغيير الملابس وقال لي متسائلا " هل انت بخير , اش , هل تشعر بأنك بخير ؟" فقلت له " نعم , نعم , نعم , اشعر بانني جيد " قلت لك لانني بالفعل كنت اشعر بأنني بخير ولكن بعد دقيقة شعرت بوخزات من الالم تاتي وتذهب تباعا , في غرفة التمرينات بدأت الالم تاتني بصورة منتظمة فالتفت الى غاري ليوين (فزيائي الفريق الاول) وغمزت له قائلا " بدأت اشعر بالالم الان " وفي تلك اللحظة دخل علينا توني وسمعني اقول ذلك فرد " اذا لماذا لم تقل لي ذلك حينما كنت في الخارج , قلت لي انك بخير قبل دقائق ! " ونظر الي كطفل يحاول الخروج من الصف بافتعاله المشاكل ..هنا اكمل القول " مالذي تتوقع مني ان افعله ، اش ، حينما تقول لي انك تشعر بخير ثم تأتي الى هنا لتتلوى كمن اطلق الرصاص عليه ، يجب ان تكون نزيها معي ، هل تحاول ان تزيد الامور سوءا لانك وضعت عينك على كأس العالم"هنا كان يجب وضع حد للامور فصرخت " ماذا !" وكنت بالكاد استحمل الالم " من الواجب اللعب مع الارسنال كي أذهب الى كأس العالم ، فلماذا تريدني ان استحمل الالم ، كلما استحملت الالم كلما قلت فرصتي للذهاب الى المانيا ، انت بكلامك هذا وجهت اهانة بالغة لي ! " ..بالنسبة لي كان توني عبارة عن شخص اخر يشكك في اخلاصي ، كان هو عبارة كمن ياتي في اخر العنقود ، بعد مافعله نائب رئيس النادي ورئيس مجلس الادارة حينما رموا اخلاصي في اقرب مكب للنفايات ، والآن يأتي شخص ليشكك في اخلاصي واحترافيتي وهذا ما دعاني للقول لعائلتي ولمدير اعمالي " لماذا ازعج نفسي ، اي مستقبل املكه في مكان كهذا ؟!" في ذلك المساء..مباراة الارسنال في 7 مايو في ملعب الهايبري كانت بمثابة الوداع العاطفي للجميع ، لكن بالنسبة لي كان الامر اكثر من ذلك " لا اصدق انها ستكون اخر مباراة لي في انجلترا وانا ارتدي فانيلة الارسنال " في للحظات التي كان مدربنا يمشي في ذلك الممر المغطى بالمرمر , ولكن لا مستقبل لي في هذا المكان فشيرلي (زوجته) وامي تعلمان ذلك..اسوأ مخاوفي تأكدت حينما كنت انا وتيري هنري نجلس في مركز دائرة من اللاعبين بعد الصافرة النهائية ، كان الجميع يتغنى باسمه بينما قوبلت مشاركاتي في المباراة بالصمت وبعد ان انتهى الكل من التغني بهنري كنت انتظري ان ياتي دوري ، فانتظرت .. وانتظرت و لم يكن هناك شئ ، قلت في نفسي " انهم لا يزعجون انفسهم بوجودي ، لقد استسلمت امام الفكرة التي تقول انني اصبحت انسانا لايمكن رؤيته في هذا المكان..في تلك الليلة ذهبت الى نادي (ايمباسي) الليلي لاقضي وقتا ممتعا في الرقص , لكن الامر كان مختلفا هذه المرة , لم يكن معي اي لاعب من الارسنال ، كنت وحيدا ...وقع هنري عقدا جديدا لمدة 4 سنوات بعد يومين من المباراة النهائية لبطولة دوري ابطال اوروبا ولكن موقفنا نحن الاثنين كان مختلفا , لقد نجح النادي في جعل هنري يشعر بأنه مرغوب فيه وانه شي خاص بالنسبة لهم , من خلال حفلات العشاء والشرب ، والحديث للعامة والصحافة عنه , وحول كم يرغبون في الاحتفاظ به ولكن بالنسبة لي لم يكن هناك ولو دعوة واحدة للعشاء او حتى لقاء او اجتماع , او حتى اتصال هاتفي من واحد منهم وهو اضعف الايمان .لم يكلف احد عناء مناقشة رؤية النادي وطموحه فيما يخصني , نعم انها الحقيقة المحزنة , لقد تحطم حبي للارسنال بسبب كل ما رايته من تجاهل , وحتى بعد ان تم الانتهاء من صفقة هنري , لم يقترب الارسنال مني , الحقيقة انني شعرت ان (المدفعجية) كانوا قد تحملوا بقائي كل هذا الموسم معهم .. في 26 مايو وجدت نفسي امام الرئيس ، رئيس نادي الارسنال ، كان يستحق ان اشرح له " سيدي الرئيس , انظر ... اريد ان استمر في اللعب لكم لكنني لا ارى نفسي العب لهذا النادي , لقد اصيب كل شئ اعرفه هنا بالتشوه , شكرا لمجلس الادارة و شكرا لكل عشاقي من الجمهور ، لا اريد ان اكون في النادي الذي تجاهلني وكنت حملا ثقيلا عليه ، حيث يعتقد الكل انني جشع , والكل يشك في اخلاصي ، اريد ان العب كرة القدم , وان استمتع وانا امارس هذه اللعبة , ولكن الاشياء كلها، لم اقرر بعد اين ساذهب ولكنني اعرف انني لا استطيع الاستمرار مع الارسنال" .لقد استمع الي كمن لم يسمع مني منذ فبراير 2005م ، وقد اخذ كل كلمة قلتها بنظر الاعتبار وكلانا توصل الى تلك الحقيقة التي كنا نحاول الابتعاد عنها فقال " الامر صعب .. اشلي ...الامر كانه طلاق كما اعتقد " .