هل قلت يوما ان الظروف لم تخدمك و ان الحياة ضدك و انك لولا هذه الضغوط لصرت علامة يشار اليها بالبنان , من فضلك اقرأ لتعرف كيف يمكن ان يكون العالم عالما. انه ماريو كابتشي ولد في فيرونا في ايطاليا عام 1937 لام من اصل امريكي , و تربي في ظل امه التي كانت امرأة ثائرة و محاضرة في السربون كانت تهاجم النازية و الفاشية وكانت تتوقع ان يقبض عليها الجستابو , تركت مالا لاسرة من المزارعين في ايطاليا و قالت اذا قبض علي فارجوكم ان ترعوا ولدي , و بالفعل حدث ذلك و عمر ماريو ثلاث سنوات و نصف و انتقل للعيش مع تلك الاسرة . تعرف الطفل الصغير علي معني كلمة الحرب حين بدأت الحرب العالمية عام 1942 لتتعرض البلد الصغيرة الي قذف الطائرات الامريكية , و تترك في جسد الصغير علامة غائرة , لسبب ما نفذت اموال الصغير ليجد نفسه في الشارع و هو مايزال طفلا في الرابعة و النصف , فرحل الطفل الي الجنوب وحيدا حيث لقي في ملجأ , لكنه هرب من جديد ليعود الي الشارع , عثرت عليه الباليلا (معسكرات تدريب التابعة لموسوليني) , ليعيش في هذا المعسكر لمدة شهر او اكثر قليلا كانت كافيه لحصوله علي الملابس و بعض التدريب علي استخدام السلاح , ليعود للهروب من الجديد الي الشارع حتي سن الثامنة ليعرف معني الجوع والاكل من اكياس القمامة و السرقة من اصحاب الدكاكين في المحلات , قبل ان يدخل المستشفي و هو ابن الثامنة لمعانته من سوء التغذية و التيفود. يقول ماريو « كنت اعيش في البيوت التي هدمها القذف و التي تركها اصحابها و رحلوا لقد عشت في بيوت كانوا يستخدمونها في تعذيب الناس , كنت اري اشلاء المعذبين امامي علي الارض اذان و انوف و اصابع علي الارض «.ويذكر ماريو ايامه في الملجأ قائلا لم نكن نعرف معني الطعام , كل ما كنا نحصل عليه هو بعض الحساء و كسرة خبز , كانوا يجعلونا ننام عرايا حتي لا نهرب من الملجأ .عثرت عليه والدته في المستشفي و هو ابن التاسعة لتأخذه في اول باخرة الي شقيقها في الولايات المتحدة , يقول ماريو « اضطر خالي الي ان يرسل لنا اموالا لكي نشتري تذاكر الباخرة حتي انه ارسلها مرتين لانها لم تصل ابدا في المرة الاولى «وجد ماريو نفسه فجأة في عالم جديد بين اناس لا يجيد حتي لغتهم و لا يعرف عنهم شيئا , يذكر ماريو انه في اول ايامه بالمدرسة قضي نهاره يرسم لوحة كبيرة عن هولندا و هو لا يعرف كلمة انجليزية واحدة , كانت فترة المدرسة في حياة ماريو فترة التخلص من ثقافة الشارع ليتعلم كيف يتحاور بعقله لا بجسده , لكنه يقول انه حتي هذا لم أستطع التخلص منه تماما « لكني اصبحت بطلا للمصارعة في المدرسة الثانوية» , بدأت روح العالم تدب في جسده حين قابل جيمس واتسون الذي اكتشف الحمض النووي , يقول ماريو « سألته سؤالا واحدا ؟ اين تراني اذهب ؟ فإجاب « كون معتوها لو تركت هذا المعمل » , ومنذ ذلك اليوم و ماريو اسير حياة العلم ليصبح اليوم استاذ الاحياء و الهندسة الوراثية بجامعة يوتاه ,ويختتم انجازاته العلمية بالحصول علي جائزة نوبل في الطب لعام 2007 لمجهوداته في ابحاث اقحام جين في فأر تجارب بإستخدام الخلايا الجزعية الجنينية. ينظر ماريو الي عمره الممتد خلفه بمقدار سبعين سنه قائلا رغم اني من اصول ايطالية , غير اني اعتقد اني فقدت الكثير من تلك اللغة لا اذكر منها الكثير اعتقد ان هذا لانشغالي في ابحاثي , كما انني لم اذهب الي ايطاليا بعد ذلك هذه قصة رجل بدأ من الحضيض في شوارع فيرونا ليسطع في سماء العلم في استوكهلم . هل مازلتم تتحدثون عن الظروف؟