متابعة/ عبدالله الضراسيحلت يوم الخميس الماضي الموافق الحادي عشر من شهر سبتمبر الجاري 2008م، الذكرى الـ44 لبدء بث تلفاز عدن في 11 سبتمبر 1964م، كثالث تجربة تلفازية في الوطن العربي بعد مصر والعراق. وقد مثلت هذه التجربة التلفازية سلاحاً إعلامياً ذا حدين. حيث حاول الاستعمار البريطاني بعد أقل من سنة على اندلاع الثورة المسلحة من جبال ردفان في 14 أكتوبر 63 التغطية على تداعيات هذه الثورة الوليدة من جهة والعمل من خلال بثه التلفازي الذي وظف (مكتبة درامية) لم تصل وقتها إلى أي من تجربتي مصر والعراق لـ(تخدير) مشاهدي هذا البث على صعيد مساحة عدن. و(إلهاء) مستقبلي البث من خلال إرساله الفني والدرامي والسينمائي المكثف والذي لم يكن يتناسب وحجم تجربة البث ومساحته الإرسالية ومع هذا استفاد العاملون في هذا الجهاز الإعلامي الجديد من تقنياته وتوجيه دفة بعده الفني والمهني والإعلامي لصالحهم، وخلق واحة درامية محلية اشتهر بها ذلكم البث في ابتداع أشكال فنية تلفازية ولهذا لم يكن غريباً ولا جديداً أن تخرج قناة (يمانية) الفضائية من (رحم) هذه التجربة التلفازية العريقة وفي زمن الإعلام الوحدوي (مارس 2008م) كمنجز إعلامي وحدوي من فضاءات عراقة تجربة 11سبتمبر 1964م.[c1]انطباع أ. د/ علوي عبدالله طاهر[/c]تحدث أ. د/ علوي عبدالله طاهر الأستاذ بجامعة عدن حيث قال : في البدء يسعدني الحديث بمناسبة الذكرى الـ44 لانطلاق بث تلفاز عدن وقيام بث قناة (يمانية) الفضائية تحت محور (عراقة التاريخ وإنجاز وحدوي) لأقول صراحة إن قيام قناة (يمانية) الفضائية تمثل حالة متطورة جداً، مقابل القنوات الفضائية التي شهدناها، وعلى الرغم من أننا نحن في اليمن نمتلك الإمكانيات المحدودة وكذا البسيطة إلا أنني أشعر بأن هناك تسخيراً وتوظيفاً جيداً في الإمكانيات المحدودة وكذا البسيطة إلا أنني أشعر بأن هناك تسخيراً وتوظيفاً جيدين للإمكانيات المتاحة مع العمل على الاستفادة من كوادر التجربة ذات الـ44 عاماً من العمل الفني والمهني. هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا ما تم توفير الإمكانيات الفضلى لكوادر التلفاز والقناة الفضائية، اعتقد هذه الكوادر المخلصة سيقدمون الكثير والكثير من الإبداعات، خصوصاً أنهم يمتلكون الخبرة والكفاءة والرؤية بصدد مشهد العملية الفضائية.. وعلى عكس بعض القنوات التي تستعرض إمكانياتها للأسف لتقديم مواد متدنية وتفتقر للجدية ولا تهدف سوى للتسلية..في حين أن قناة (يمانية) الفضائية بدرجة أساسية وإلى جانب بقية القنوات اليمنية الأخرى أرى أنها تمثل حالة أفضل، وقناة (يمانية) الفضائية أكثر ما تشد انتباهي مقارنة بغيرها من القنوات الفضائية الأخرى..[c1]أ. د / نزار غانم[/c]وتحدث أ. د، نزار محمد عبده غانم الباحث والشاعر والناقد الفني الموسيقي وصاحب التجربة الإنسانية (عيادة المبدعين المجانية) ورئيس المركز الصحي الثقافي بصنعاء قائلاً : كم أنا سعيد بأن أشارك بالحديث عن محور عراقة التاريخ والإنجاز الوحدوي على هامش الذكرى الـ44 لتلفاز عدن وقيام قناة (يمانية) الفضائية وهي عملية تعيدنا إلى شجرة العائلة الغانمية العريقة وهي التي تتعلق بإبداعات رجل عدن التنويري الكبير الراحل أ. د/ محمد عبده غانم عندما قدم أهم وأشهر وأخطر برنامج تلفازي من عدن كان أشبه بالجامعة العلمية النقدية الفنية التراثية حول شرح وبلورة شعر الغناء الصنعاني على (كاهله) مع مبدعين آخرين راحلين كان عبر الشرح والتنفيذ الفني عبر آلة العود، وظل هذا البرنامج (الجامعة) لسنوات إحدى محطات والدنا الكبير الراحل وعلى مستوى من الرقي والتآلف، وشكلت أهم وثائق تلفاز عدن ولولا تلفاز عدن بجهوده المتواضعة لما تمكن والدنا رحمة الله عليه من تنفيذ هذه السلسلة البرامجية التلفازية لعدن، ومع هذا أتمنى أن تكون هذه الحلقات في وضع جيد حتى تظل وثيقة للأجيال، أما على صعيد بث قناة (يمانية) الفضائية فقد كان لي ولأخي أ. د/ شهاب غانم فرصة للاشتراك في البرنامج الثقافي الحواري للأستاذ المبدع أديبنا الشاعر عبدالله با كدادة (قطوف) منتصف العام الجاري مع نخبة من الوجوه الثقافية والإعلامية، وكنت عزيزي الضراسي أحد ضيوف البرنامج، ورغم كبر مساحة البرنامج لم نشعر بوقته وكان (تطوافة) فضائية ممتعة. وكانت سعادة أخي الشاعر والمترجم الكبير دكتور شهاب غانم كبيرة لأنه شاهد فضائيات دول الخليج وكبر حجم التقنيات والضجيج الفني والمهني وكبر مساحة الإكسسوارات ولكن ما شاهده في قناة (يمانية) الفضائية بسيطاً ومتواضعاً ومبدعاً، والعملية الفنية والتقنية والإخراجية سارت بدون (ضجيج) بقية القنوات، إضافة إلى تواضع فنييها وامتلاكهم (حرفية وتقنية) البث الفضائي. وأقول : إن هذا الشبل (قناة يمانية الفضائية) من ذاك الأسد (بث تلفاز عدن) ذي الـ44 عاماً..[c1]انطباع الأستاذ عبدالله با كدادة[/c]وتحدث الأستاذ والأديب الشاعر عبدالله با كداده مدير عام مكتب وزارة الثقافة بعدن ومعد البرنامج الثقافي (قطوف) للأخت المخرجة القديرة إفهام إبراهيم حيث قال : الحديث بصدد الذكرى الـ44 لتلفاز عدن وقيام قناة (يمانية) الفضائية حديث ذو شجون ويمكن ألا يتسع له مثل هذا المجال، لأن منظومة مفردات سفر هذه الذكرى بحاجة إلى (تاريخ) حقيقي وجاد لأنها من الأهمية بمكان للوقوف أمام مشاهد الحب والعشق للعمل التلفازي بكل صدق وإخلاص إزاء تجربة شكلت مدرسة (فيالق) من المبدعين والمخرجين أموات وأحياء ونجوم تلفازية شغلت لعقود حيز الصحافة الفنية وكذا وجوه نسائية طيبة كانت لها ذكريات معمدة بالحب والتضحية وفنيين وعمال الإضاءة والديكور والمكتبة والتشغيل، وعمالقة كانوا بمثابة أساتذة في هذا الموقع البسيط المتواضع، خاصة جهود أستاذنا الإعلامي الكبير الراحل علوي السقاف وما بذله من جهود في تفعيل (مخرجات) هذا الصرح كما ذكرت الإعلامية المخضرمة شفاها الله السيدة أسمهان بيحاني في لقائكم بها عزيزي الضراسي في مجلة (لميس)، وكيف أن الراحل الكبير علوي السقاف ساهم في تجاوز (كابينة الأوبريتر) إلى العمل في دراما تلفاز عدن..لهذا فإن الحديث عن هذه الذاكرة ذات الأربعة عقود ونيف من الصعب في هذه الإطلالة إعطاءه حقه، خاصة أن منظومة هذه العملية الإبداعية لم تذهب (هباءً منثوراً) إذ تم استثمارها في مشروع قناة (يمانية) الفضائية الناجحة، (لأن من لا ماضي له لا مستقبل له)، وقد توفر لقناة (يمانية) الفضائية أرضية مشوار فني ومهني لتلفاز (يعد) ثالث تجربة تلفازية في العالم العربي، ورغم تواضع وبساطة مستلزمات هذه الفضائية إلا أنه تحول بخبرات كوادر مجربة ومحترفة إلى إرادة فضائية ناجحة..[c1]انطباع المهندس عبدالله العزاني[/c]الأخ المهندس عبدالله العزاني مدير مشروع مؤسسة العزاني الفنية الاستثمارية قال بهذا الصدد : كما تعرفون فإننا ندير بلا إدعاء أو غرور أول مؤسسة فنية تسجيلية على صعيد الجزيرة العربية منذ عام 1946م وهي مؤسسة والدنا المهندس علي حيدرة عزاني رحمه الله بمدينة المنصورة وقد سبقنا إذاعة وتلفاز (عدن) بسنوات ومع هذا نشعر بأننا نلتقي في نفس (الخندق الفني) لهذا حصل تبادل وتعاون مع تلفاز عدن وإذاعة عدن ونعتز بتجربة الـ44 عاماً لتلفاز عدن وقناته (يمانية) الفضائية ومازال هناك تعاون، وقناة (يمانية) الفضائية تغطي كل فعالياتنا بتوجيهات من أ. د/ خالد عبد الكريم رئيس قناة (يمانية) الفضائية، وهي ذكرى تمثل لنا الكثير والكثير، ويكفيها فخراً أنها ثالث تجربة تلفازية في العالم العربي وهي خلفية فنية ومهنية ستعني الشيء الكثير لقناة (يمانية) الفضائية، وما نجاحات هذه القناة إلا إنجاز يضاف إلى إنجازات الذكرى الـ44.[c1]انطباع الفني سامي مشلي[/c]وتحدث الأخ الفني الكبير سامي مشلي نائب مدير التشغيل في قناة (يمانية) الفضائية حيث قال بهذا الصدد : كثيرون في هذه اللقاءات الفنية والثقافية بمناسبة الذكرى الـ44 لتلفاز عدن تحت محور (عراقة التاريخ والإنجاز الوحدوي) سيقولون وجهات نظرهم بهذا الصدد ولكل له وجهة نظره، ولهذا فإنني سأتحدث من زاوية قيادية إدارية وانعكاساً بها بصدد نجاحات قناة (يمانية) الفضائية حيث سأقف أمام معالم مثل صيني شهير ومهم يقول : (القائد الإداري العظيم يخلق قنوات إدارية أكثر عظمة) لهذا على صعيد مشهد العملية القيادية الإعلامية لقناة (يمانية) الفضائية لعبت قيادة وزارة الإعلام ممثلة بمعالي الأديب الشاعر الأستاذ حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام والأستاذ دكتور عبدالله الزلب مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفاز على تهيئة قيادة علمية كبيرة وناجحة ممثلة بالأستاذ الدكتور خالد عبد الكريم رئيس القناة وهو من داخل العملية الإعلامية بعدن (مدير عام سابق بإدارة أخبار إذاعة عدن). حيث أدت قيادته الإعلامية الحكيمة هنا وهناك إلى تفعيل العملية الإعلامية بالقناة الأرضية لتلفاز عدن، ومن ثم نجاحاته في قناة (يمانية) الفضائية، وهو خلاصة لنجاحات لقائد أعلامي (ضخ) نجاحاته برمتها إلى (فضاءات المشهد) الإعلامي (يمانية)، وتفاعل الكل بالعمل على هذه الوتيرة..[c1]انطباع الأستاذ عصام وادي[/c]وتحدث الشخصية الاجتماعية الكبيرة الأستاذ عصام وادي مدير إدارة الجمعيات والاتحادات التعاونية السكنية بفرع مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن حيث قال بهذا الصدد : يمكن القول إننا ندين بوعينا الثقافي والفني والدرامي لقناة عدن، ومنذ عقود زمنية عندما كانت هي (القناة الوحيدة) لثقافتنا التلفازية، تربينا على أساس مفرداتها وما قدمته لنا وكانت فعلاً وسيلتنا الإبداعية وستظل آثارها في الذاكرة والوجدان حيث لازالت (سهرات جنة الألحان) الأسبوعية عالقة في صميم الوجدان وذائقتنا الفنية مهما مرت العقود الزمنية، وهي تجربة رائدة منذ وقت مبكر وحتى قناتها (يمانية) الفضائية رغم عمرها القصير استطاعت أن (تحفر) لنفسها مكانة رغم الكم الهائل والكبير من الفضائيات العربية الضخمة ذات الإمكانيات (الخرافية) بينما كلنا نعلم أن (ميزانية تشغيل) قناة (يمانية) الفضائية المتواضعة والبسيطة تمكنت بنجاح من تسيير عملها لأنها تمتلك (رأسمال) الحب والصدق والإخلاص من قبل كوادرها المجربة والمحترفة لأكثر من أربعة عقود زمنية، وهي التي تعتمد عليها في إدارة قناة (يمانية) الفضائية. بنجاح مذهل وغير متوقع لأنها بهذا تؤكد قدرها السابق عندما أدارت تلفازها طيلة 44 عاماً.