بيدوة (الصومال)/14 أكتوبر/ أحمد محمد: أدى نور حسن حسين اليمين كرئيس جديد للوزراء أمام البرلمان الصومالي أمس السبت على أمل تعزيز حكومة مؤقتة أضعفتها شهور من المعارك مع المتمردين والمأزق السياسي. وصوت البرلمان بالإجماع تقريبا لصالح تعزيز ترشيح الرئيس الصومالي عبد الله يوسف لحسين لشغل منصب رئيس الوزراء في بلدة بيدوة الجنوبية التجارية حيث مقر البرلمان. وتعهد حسين أمام أعضاء البرلمان بعد دقائق من أداء اليمين بالقيام بمهامه بنزاهة وباحترام الميثاق الاتحادي المؤقت وطلب من البرلمان دعمه ومساءلته إذا أخطأ. وحث الرئيس الصومالي رئيس الوزراء الجديد على سرعة تشكيل مجلس وزراء جديد. وحسين محام متدرب بإيطاليا وكان مسؤولا بارزا بالهلال الأحمر الصومالي. وقال يوسف للبرلمان أنه يشعر بتفاؤل تجاه تنفيذ الحكومة التزاماتها خلال العامين المتبقيين في السلطة. وأعلن يوسف ترشيح حسين يوم الخميس بعد ثلاثة أسابيع من استقالة رئيس الوزراء السابق في أعقاب خلافات مع يوسف وانتقادات لعجزه عن إحراز تقدم في تشكيل حكومة انتقالية. وينظر إلى حسين على أنه شخصية سياسية حيادية وأكبر تحد يواجهه يتمثل في إحلال الوحدة في الصومال حيث نزح مليون فرد عن منازلهم من جراء القتال بين المتمردين الإسلاميين والقوات الحكومية المدعومة من الجيش الإثيوبي. وينتظر كثير من الصوماليين لمعرفة ما إذا كان حسين سيسعى لإجراء محادثات مع المتمردين المناهضين للإثيوبيين لإنهاء الصراع الذي يشهد تفجيرات يومية تقريبا لقنابل مزروعة على الطريق وهجمات بقذائف وإطلاقا للنيران وهو ما أسفر عن مقتل الآلاف العام الحالي. وتقول الأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية في الصومال أسوأ منها في دارفور بالسودان. وشكك متحدث باسم جماعة لمنشقين صوماليين الجمعة في قدرة حسين على إحداث اختلاف قائلا إن المشكلة الأساسية هي "احتلال" إثيوبيا للصومال. وولد حسين عام 1938 وعمل في العديد من الوظائف الحكومية قبل توليه منصب النائب العام عام 1987 . وشغل حسين منصب الأمين العام للهلال الأحمر الصومالي منذ عام 1991 عندما أطاحت ميليشيات بالدكتاتور العسكري محمد سياد بري مما أطلق العنان للفوضى في البلاد. وقالت متحدثة باسم بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام رحب بترشيح حسين. وأضافت في بيان "يشيد الأمين العام بخلفية وخبرة السيد نور حسين في الأعمال الإنسانية في الصومال ومن ثم فهمه الفريد للتحديات التي تواجه بلاده." ميدانياً أطلق مسلحون صوماليون وابلا من قذائف الهاون على مخيم للجيش الإثيوبي في العاصمة الصومالية مقديشو ما أشعل معارك قوية بين الجانبين.وأنهت هذه المعارك أسبوعين من الهدوء في المدينة بعد أسابيع من القتال العنيف الذي راح ضحيته عشرات المدنيين وشرد 200 ألف مواطن على الأقل.وقال أحد سكان حي الحرية شمال مقديشو إن "نحو 10 قذائف هاون سقطت قرب مصنع للمعجنات تتركز فيه القوات الإثيوبية تبعها إطلاق كثيف للنيران بين الطرفين".، فيما وصف مواطن آخر وابل القذائف بأنه "أعنف هجوم بقذائف الهاون شاهده منذ أسبوع تقريبا". ولم تصدر تقارير فورية عن خسائر الطرفين.على صعيد أخر تظاهر مئات من الجالية الصومالية في سويسرا أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، وطالبوا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بوقف ما سموه المذبحة المسكوت عنها بحق الشعب الصومالي، والتساهل الدولي مع الحكومة الإثيوبية.، كما طالبوا بمحكمة حرب لمحاسبة المتورطين في الفظائع المرتكبة في حق الشعب الصومالي، والكشف عنهم أمام الرأي العام العالمي.وقال عبد الرحمن حسن من اللجنة المنظمة إن الإبادة التي يتعرض لها الشعب الصومالي على أيدي القوات الإثيوبية غائبة عن وسائل الإعلام الدولية، رغم وجود عدد كبير من المراسلين الأجانب في القرن الأفريقي. وانتقد المتظاهرون عجز منظمات الإغاثة الإنسانية عن الوصول إلى المناطق العشوائية التي ينتشر فيها المشردون حول مقديشو حيث تنتشر معسكرات عشوائية بدأت تشهد ظهور عصابات للسيطرة على المدنيين والتحكم في القليل الذي لديهم للبقاء على قيد الحياة.وأشار المتظاهرون إلى معاناة 45 ألف طفل صومالي على الأقل من سوء التغذية، بينهم 8500 يحتاجون رعاية صحية خاصة، وأوضاع النساء بشكل خاص والخوف والذعر الذي يعشن فيه خوفا على أعراضهن وأطفالهن.