باريس /متابعات : صدر مؤخرا عن دار «نوفو موند» كتاب حول جرائم وكالة المخابرات الأميركية تحت عنوان «الكتاب الأسود للمخابرات الأميركية» من تأليف الكاتب الفرنسي المتخصص في مجال الاستخبارات غوردون توماس.ومع ان الجرائم متنوعة إلا أن المؤلف يجمعها في ثلاث: أولاها - وفق جريدة « المستقبل» اللبنانية - الاعتداء على حقوق الأشخاص سواء أكانوا أميركيين أم أجانب، والثانية تخص الدول والأمم الأجنبية، إذ خلال 60 سنة تدخلت الوكالة وغيرت المسار التاريخي في العديد من دول العالم، والمسألة الثالثة تتعلق بمبدأ المسئولية التي تتعارض مع مبدأ الفعالية، وتتضمن هذه المسألة كل النتائح غير الإرادية، ولكن المُنْتَظَرة للحركات والعمليات السرية.يورد الكاتب أنه في سنة 1947، حذر السفير الأميركي في فرنسا « جيفيرسون كافري « حكومته من أن النفوذ السوفييتي يمكن أن يمتد بفضل الحزب الشيوعي الفرنسي وقلعته النقابية المنيعة (CGT الكونفيدرالية العامة للعمل) وعبَّر السفير الأميركي عن حزنه لأنّ المسئولين النقابيين الذين يتصدون لسيطرة الشيوعيين على نقابة CGT ليسوا قادرين لأسباب مالية على تنظيم مجموعات معارضة فعّالة.ويعترف جورج ميني George Meany رئيس الفيدرالية النقابية الأميركية في ما بعد كيف أنّه موّل انشقاق النقابة التي كانت خاضعة للتأثير الشيوعي: “دفعنا لهم أموالا، أتينا لهم بأموال من النقابات الأميركية، ونظمنا مكاتبهم وبعثنا لهم بالمعدات”. يبدو الأمر غريباً من كون الأميركيين يمولون الاشتراكيين، ولكن المؤلف يرى أنه من بين القوى السياسية الثلاث التي كانت قوية آنذاك: الشيوعيون والديجوليون والاشتراكيون، كان الاشتراكيون الأقرب إلى الأميركيين.ويكتب غوردون توماس - وفقا لنفس المصدر -: “في بداية سنوات الخمسينات بدأت الحركات القومية الإيرانية في البرلمان الإيراني تنتقد توزيع الريع النفطي، وانتهى الأمر بإعدام رئيس الوزراء الذي كان مواليا لبريطانيا سنة 1951 وحلّ مكانه الزعيم الوطني محمد مصدق الذي قام بتأميم شركة النفط الإيرانية البريطانية. لم يتأخر موقف البريطانيين الذين ذهب بهم الغضب إلى درجة محاولة زعزعة مصدق، وبدأوا حصارا على صادرات النفط الذي يمنع البلد من عائداته. هنا قام الشاه، وهو مُوال للغرب، بإقالة مصدق، ولكن البرلمان الإيراني أعاده على الفور”.السياق التاريخي لم يعُدْ يُساعد بريطانيا على القيام بحركة سياسية كبرى ضد الزعيم مصدق: “بريطانيا التي خرجت من الحرب الكونية الثانية منهوكة القوى، يديرها زعيم كاريزمي ولكنه عجوز، ونستون تشيرشل، كانت على وعي بأنها لم تعد تهيمن على الوضعية، وبالتالي طلبت تدخل الولايات المتحدة الأميركية”.الظروف الأميركية كانت ملائمة، ، ووفق توفيق المديني بصحيفة “ المستقبل” اللبنانية ، فقد انتخب الأميركيون رئيساً جديداً وهو إيزنهاور، الذي كان متحمّسا لحركة سرية، لقلب مصدق، الذي كان من أنصار سياسة عدم الانحياز، وإذن فهو متهم، في المنظور الأميركي، بالتعاطف مع الشيوعيين.وهو “ما جعل منه حليفا للسوفييت في نظر الأميركيين”. وعملوا علي الإطاحة به من خلال وكالة الاستخبارات.ويورد الكتاب عمليات عديدة للمخابرات منها أن الوكالة تحمي مجرمي الحرب النازيين، الوكالة تعيد استعمار الكونغو، وفي النهاية ، يتساءل الكتاب أين بن لادن الآن؟
|
ثقافة
الكتاب الأسود للمخابرات الاميركية برؤية فرنسية
أخبار متعلقة