نجاح فني وتنظيمي لألعاب غرب آسيا بالدوحة
حققت دورة ألعاب غرب آسيا الثالثة التي استضافتها قطر في بداية الشهر الجاري نجاحا تنظيميا وفنيا رائعا جعل عاصمتها الدوحة تتطلع بالكثير من التفاؤل والاستعداد الجاد لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية المقررة في نهاية العام المقبل 2006. وأكد الناطق الرسمي باسم دورة غرب آسيا عبد الله الملا أن جميع الوفود المشاركة أشادت بحسن التنظيم من جانب قطر رغم أن الدورة شهدت أرقاما قياسيا عديدة سواء من حيث الدول المشاركة أو الرياضيون أو الألعاب والمسابقات التي استضافتها الدوحة في الفترة من الأول إلى العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.وفي مقابلة مع الجزيرة نت قال الملا إن الدورة جرت بشكل منظم ومنسق كتجربة جادة لاستضافة الألعاب الآسيوية المقبلة، مشيرا إلى أن جميع الإدارات التي شاركت في تنظيم البطولة أعدت تقارير تفصيلية تخضع حاليا لعملية تقييم شاملة للاستفادة من الإيجابيات وتلافي السلبيات.وحول ما نشرته وسائل الإعلام من ملاحظات أبداها المجلس الأولمبي الآسيوي على الدورة قال الملا إن اللجنة المنظمة لدورة غرب آسيا لم تتلق أي إخطار رسمي من المجلس بهذا الشأن، لكنه رد على إحدى هذه الملاحظات تتعلق باستعانة قطر بغير الآسيويين في تنظيم دورة آسيوية قائلا إن اللجنة المنظمة اهتمت بجذب أصحاب الكفاءة والخبرة دون اعتبار لعامل الجنسية. وأضاف الملا أن اللجنة المنظمة لألعاب الدوحة 2006 تضم كوادر من 60 جنسية معظمها آسيوية فيما يشغل القطريون معظم المناصب العليا ومعهم اثنان من العرب وآخران من الأجانب.واقترن التنظيم الجيد لألعاب غرب آسيا بارتفاع المستوى الفني إلى حد كبير بالنظر إلى المنافسة المثيرة التي شهدتها الدورة بين عدة دول هي قطر والكويت وسوريا وإيران، حيث تبادلت الصدارة منذ بداية الدورة حتى حسمتها قطر في اليوم قبل الأخير بفضل تفوقها في منافسات ألعاب القوى والرماية.وفي هذه النقطة دلل الناطق الرسمي لدورة غرب آسيا على نجاحها فنيا بالفارق البسيط بين الدول المتنافسة على القمة حيث حصلت قطر على 28 ذهبية مقابل 25 للكويت و21 لسوريا و19 لإيران، مشيرا إلى أن الدورة الماضية التي نظمتها الكويت شهدت ست لعبات فقط وفازت بها الدولة المضيفة متقدمة بفارق عشرات الميداليات عن السعودية التي جاءت في المركز الثاني. وشهدت النسخة الثالثة لألعاب غرب آسيا التي نظمتها الدوحة أرقاما قياسية عديدة سواء من حيث الدول المشاركة وعددها 13 أو عدد الرياضيين الذي بلغ 1442 رياضيا ورياضية شاركوا في 116 مسابقة في 11 لعبة.وأرجع الملا فوز قطر بالدورة إلى تفوقها في ألعاب القوى رغم غياب العديد من النجوم عن المسابقة سواء من قطر أو السعودية، كما أشاد بما شهدته مسابقات كرة القدم والسلة والطائرة من نجاح فني وإقبال جماهيري، معترفا في الوقت نفسه بأن السباحة القطرية ما زالت في بداية الطريق لكنه يتوقع لها التحسن في الألعاب المقبلة. من جهة أخرى أشاد الناطق باسم ألعاب غرب آسيا بالإسهام الذي قدمه المتطوعون الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف من القطريين والمقيمين في قطر، مشيرا إلى أن الألعاب الآسيوية بحاجة إلى 15 ألف متطوع وتلقت بالفعل طلبات من نحو 19 ألفا ستقوم بتصفيتهم ثم تقديم التدريب النظري والعملي لهم. وفي حواره مع الجزيرة نت أوضح عبد الله الملا أن الأشهر المقبلة ستشهد استضافة قطر للعديد من الفعاليات الرياضية في عدة لعبات وذلك بهدف تجربة المنشآت الجديدة التي لم تستخدم في دورة غرب آسيا مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة ما زال لديها الوقت لتصحيح الأخطاء التي يمكن أن تظهر علما بأن الألعاب الآسيوية ستجى في النصف الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.واعتبر الملا أن قطر باتت تمتلك سمعة طيبة في القدرة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى ونالت ثقة الاتحادات الدولية في الرياضات المختلفة، كما تولى عدد من القطريين مناصب مهمة في هذه الاتحادات مشيرا إلى أن الرياضة في قطر تحظى بدعم كبير من أعلى المستويات في البلاد.