الطائرات والصواريخ قد تساعد في كبح قوة إيران المتزايدة
بيروت/14 أكتوبر/من: أليستر ليون:تبدو وعود الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة كي تقوي حلفاءها في الشرق الأوسط في مواجهة إيران وأعداء آخرين في المنطقة رامية لإعادة التوازن الذي دمره الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.وأنهت الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين دور العراق كثقل مواز لإيران وهو الدور الذي لعبه العراق منذ الثمانينات في إطار نظام أمني في الخليج أملت واشنطن ان يسهم في كبح القوى المتنافسة.ويقول محللون ان إمداد دول الخليج بأسلحة متطورة يبعث برسالة مفادها ان واشنطن ملتزمة بمساندة الحكام المحافظين الذين انتقدتهم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر لما تفرزه أنظمتهم من تشدد إسلامي.وقال مصطفى العاني المحلل الأمني في دبي "الفكرة ان الاستقرار يمكن ان يتحقق عن طريق الردع" وأضاف أنه في حين أن الطائرات والصواريخ قد تساعد في كبح قوة إيران المتزايدة فإنها لا يسعها تحقيق الاستقرار في العراق أو ردع القاعدة.وهذا الأسبوع أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعرض صفقات أسلحة بمليارات الدولارات على دول الخليج. وهدأت مخاوف إسرائيل بإعلان زيادة بنسبة 25 في المائة في المساعدات العسكرية التي تحصل عليها لتبلغ 30 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وسوف تحصل مصر على 13 مليارا وفق المستويات الحالية.ووصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى مصر يوم الثلاثاء مع وزير الدفاع روبرت جيتس وقالت "هذا المسعى سيعزز قوى الاعتدال ويدعم إستراتيجية أوسع للتصدي للنفوذ السلبي للقاعدة وحزب الله وإيران و..."ونمت لهجتها عن سياسة تهدف لدعم قوى إقليمية على عكس الرؤى السابقة التي طرحها الرئيس الأمريكي جورج بوش لشرق أوسط تحركه حرب العراق نحو ديمقراطية وحرية وقبول لإسرائيل.وقبل عام فقط دافعت رايس عن الرفض الأمريكي لطلب بإيقاف حرب إسرائيل ضد حزب الله في لبنان قائلة ان النزاع مجرد "مخاض مؤلم لشرق أوسط جديد."ويقول بول سالم مدير مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت ان صفقات الأسلحة المقترحة مع الدول العربية تؤكد ان أجندة واشنطن الديمقراطية "ماتت وانتهت ".ومحاولة تجميع صفوف الدول العربية السنية وإسرائيل ضد تهديد إيران المسلحة نوويا محاولة لاحتواء الأضرار الناجمة عن غياب العراق كثقل مواز للجمهورية الإسلامية.ويقول سالم ان إعلان صفقات الأسلحة ربما يكون في أفضل الأحوال حيلة لتعزيز موقف واشنطن قبل مفاوضات محتملة مع إيران وسوريا. واجتمع مسؤولون أمريكيون وإيرانيون مرتين في بغداد في محادثات نادرة الحدوث لبحث كيفية تحقيق الاستقرار في العراق.ويقول العاني ان المعدات العسكرية تهدف لطمأنة دول الخليج العربية التي أقلقتها الفوضى في العراق المجاور إلى جانب عدم ثقتها في رغبة واشنطن في الدفاع عنها أمام إيران.وتابع "يريدون تعزيز قدرتهم في الدفاع عن النفس. هذا ناجم عن فقد الولايات المتحدة مصداقيتها في العراق" وأضاف أن أنشطة إيران النووية والصاروخية والاعتقاد بتدخلها في شؤون العراق واللهجة الجازمة أثارت مخاوف في الخليج.واستطرد العاني ان الرياض لم تكن في مزاج للاذعان للمطالب الأمريكية بمنح مزيد من الدعم لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو شيعي يرى السعوديون انه غير قادر على كبح أعمال العنف الطائفية في العراق إلى جانب تأثره الكبير بالنفوذ الإيراني.وأضاف "لن يدعم السعوديون حكومة المالكي سواء رضي الأمريكيون أو لم يرضوا. يشعرون ان الأمريكيين يحتاجونهم وليس العكس .. في العراق ولبنان وفلسطين وفي مكافحة الإرهاب وحتى في باكستان وأفغانستان."وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ان بلاده تتفهم الخطة الأمريكية في ضوء الخطر المشترك من إيران.وتنفي إيران السعي لإنتاج أسلحة نووية أو تهديد جيرانها وتتهم واشنطن بتأليب السنة على الشيعة في العراق ولبنان وفي أماكن أخرى لتشويه صورتها.وذكر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في بيان بشأن مبيعات الأسلحة الأمريكية "تعلم أمريكا جيدا ان سبب مشاكل الشرق الأوسط التأييد غير العادل والمنحاز للنظام الصهيوني (إسرائيل) ولسياسات هذا النظام المحتل المولعة بالحرب والتوسعية."ويقول ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة ان التحدي الإيراني سياسي وديني وليس عسكريا إلا في أعين إسرائيل.وتوقع ان ترد إيران بشراء أسلحة من دول ترغب في البيع لها مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.، وأضاف "الخطر الذي يهدد المنطقة هو أنها سوف تدخل في سباق تسلح واسع النطاق بلا طائل لأنه ليس هناك ثمة تهديد عسكري يبرره."