رغم أنها قفزت بهم إلى النجومية:
الممثل محمود عبد العزيز، تألق منذ بداياته في تجسيد الأدوار الصعبة حين اكتشفه المخرج نور الدمرداش وقدمه في أول عمل على الشاشة الصغيرة (الدوامة) فلفت الأنظار إليه ثم انهالت عليه الأعمال وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 5791 عندما قام ببطولة فيلم (حتى آخر العمر)،م تالق في أفلام (العار) و(العذراء والشعر الأبيض) و (إعدام ميت) و (البريء) ، (جري الوحش) و(الجوع) وكلها أعمال حظيت بنجاح جماهيري وأشاد بها النقاد ، إلا أن النجاح الأسطوري الذي حققه في المسلسل الشهير (رأفت الهجان) لم يتكرر في الأعمال التي تلته وشعر أنه قام بأهم دور في حياته الفنية، وظل يدقق في الأعمال التي تعرض عليه لعله يجد عملاً يساوي أو يفوق النجاح الكبير لرأفت الهجان عميل المخابرات المصرية الذي إندس في المجتمع الإسرائيلي. ولم يستطع محمود تجاوز نجاح الهجان الأسطوري رغم أنه قدم عدة أعمال بعده مثل (محمود المصري) و (الكيت كات) و (الساحر) و(سوق المتعة) إلا أنها لم ترق إلى مستوي نجاح رأفت الهجان.[c1]أم كلثوم تعتزل [/c]أما الممثلة صابرين فقد كنت صريحة وواضحة مع نفسها وجمورها حين رأت أن النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل (أم كلثوم) لن تحققه ثانية ووجدت أنها وصلت إلى ذروة النجاح وقمة التألق الفني فاعتزلت وتحجبت، ثم عادت مؤخراً إلى الساحة لتقدم برامج دينية ، وكانت صابرين قد قدمت أدواراً مهمة في مشوارها الفني الذي يمتد 52 سنة في مسلسل (ليلة القبض على فاطمة) و (ليالي الحلمية) و (هالة والدراويش) وفي أفلام مثل (سواق الهانم) و(حارة الجوهري).[c1]الحاج متولي[/c] قدم نور الشريف مسلسلا نال نجاحا جماهيريا كبيراً وعرض على أكثر من 03 قناة تلفيزيونية وأثار جدلا إنه مسلسل (عائلة الحاج متولي) ورغم هذا النجاح فإن نور لم يتوقف عند هذا المسلسل مكتفيا بهذا الدور أو متريثاً في البحث عن أدوار أكبر، بل واصل مسيرته الفنية وحقق نجاحاً في آخر أعماله (حضرة المتهم أبي) ورغم نشاط نور الشريف الملاحظ فإنه لم يستطع تخطي حاجز دور تاجر الأثواب الذي قدمه في مسلسل (عائلة الحاج متولي)، ولم يفلح في الخروج من عباءة هذا المسلسل. كذلك الفنان صلاح السعدني لم يستطع أن يقفز خارج نطاق دور العمدة بل يزال الدور يحاصره رغم أنه قدم مسلسلات ناجحة مثل (أرابيسك) و (رجل من زمن العولمة). أما الممثل المتميز يحيي الفخراني فقد استطاع أن يتجاوز نجاحه في مسلسل (ليالي الحلمية) وقدم أدوارا كبيرة ومهمة في (زيزينيا) و (أوبرا عايدة) و (نصف ربيع الآخر) و (للعدالة وجوه كثيرة) و (عباس الأبيض في اليوم الأسود) وأخيراً (سكة الهلالي).في نفس الإتجاه لم تستطع النجمة الراحلة سعاد حسني أن تتجاوز دورها في فيلم (خلي بالك من زوزو) وظلت تتذكر هذا الدور أكثر من أي دور في حياتها، فقد تربعت على قلوب المشاهدين من خلاله كما تربعت على قمة نجمات الشاشة العربية، وكان أداؤها غير مسبوق بين نجمات الشاشة فاستحقت لقب الفنانة الشاملة، حيث إنها مثلت وغنت ورقصت، ورغم تألقها في 38 فيلما وهي حصيلة مشوارها الفني فإن الفيلم كان علامة بارزة في هذا المشوار الذي حفل بأعمال مثل (القاهرة 03) ، (غروب وشروق) (الكرنك)، ( أهل القمة)، (الاختيار)، (أين عقلي) ، (صغيرة على الحب)، (الجوع).وإذا كانت سعاد حسني تعلقت بشخصية (زوزو) التي قدمتها في هذا الفيلم وفضلت أن يناديها المقربون منها بـ (زوزو) بدل السندريلا، فإن هناك فنانين آخرين شكلت أدوارهم الناجحة مأزق حقيقية لهم كالممثل أحمد عبد العزيز الذي أبدع في مسلسل (المال والبنون) وبلغ قمة الجماهيرية والنجومية، أجمع النقاد على ولادة ممثل من الوزن الثقيل سيغير مجري الدراما المصرية، إلا أنه بعد فترة من هذا النجاح اختفي عن الأنظار.كذلك الممثل حمدي أحمد الذي أدي شخصية محجوب عبد الدايم في القاهر 03) للمخرج صلاح أبو سيف، فقد كان أداؤه باهراً ومن فرط نجاح هذا الدور الذي قام به حمدي في بدايته الفنية أصبح يعتذر عن الحديث إذا سأل عن دوره في الفيلم، بدعوي أن مشواره الفني سوف يتم اختصاره في دور واحد فقط.ومن الأعمال الفنية التي شكلت عقدة لأبطالها دور نفيسة للفنانة الراحلة سناء جميل الذي قدمته في فيلم ( بداية ونهاية) حتي أن البعض كان يناديها نفسية مما أثار غضبها وأحزنها كثيرا، لأنها اعتبرت أن النقاد لا يرون من مشوارها الفني سوي هذه الشخصية، وأن توقف المعجبين أمام هذا الدور يعني أنها لم تتجاوزه، رغم أنها قدمت الكثير من الأعمال المهمة مثل (الزوجة الثانية) و (سواق الهانم) ومسلسل (الراية البيضة) الذي يعد واحداً من أنجح المسلسلات والذي حقق معدلات مشاهدة كبيرة في الوطن العربي. وفي فيلم (الناصر صلاح الدين) حقق الفنان الكبير أحمد مظهر تماساً قوياً مع الجمهور من الصعب نسيانه ورغم أنه قدم 002 فيلم إلا أن هذا العمل حجب إبداع أحمد مظهر في أدوار أخري، حتي أنه لقب بفارس السينما بسبب هذا الدور.كما كان لدور عبد الله غيث في الفيلم الأسطورة (الرسالة) إشعاع إنساني قوي حقق له جماهيرية كبيرة، نفس الشيء حدث للممثلة صفية العمري التي أدت (نازك السلحدار) في مسلسل (ليالي الحلمية) الذي بلغت به قمة النجومية. أما الراحلة أمينة رزق فقد منحها دورها في الفيلم الشهير (دعاء الكروان) المقتبس من رواية الأديب طه حسين حب وتعاطف الجماهير، فأطلق عليها لقب أم الفنانين لإجادتها دور الأم في هذا الفليم رغم أنها جسدت دور الأم في الكثير من الأفلام مثل (أريد حلا) و(بائعة الخبز) و(التلميذة) إلا أن دورها في (دعاء الكروان) كان مميزاً وناجحاً.[c1]فنانون تخطوا هذه العقدة[/c] إذا كانت الأعمال الناجحة قد وقفت حاجزاً أمام بعض الفنانين فإن نجوماً آخرين استطاعوا تخطيها والتميز في أعمال أخري رغم أنهم ظلوا فترة زمنية مترددين ينتابهم الخوف والحيرة من الظهور بمستوي أقل مما سبق وقدموه، فالراحل أحمد زكي استطاع التجدد والانتقال من عمل ناجح إلى آخر من (شفيقة ومتولي) و (البيضة و الحجر) و (الهروب) و (ضد الحكومة) ليتواصل إبداعه مدققاً في أعماله أكثر فأكثر، فقدم (ناصر 65) و (أيام السادات) و (حليم) . وحين قدم عادل إمام المسرحية (الواد سيد الشغال) وأفلام مثل (بخيت وعديلة) و(المنسي) و (النوم في العسل) و(السفارة في العمارة) و (مرجان أحمد مرجان) و(حسن ومرقص) الذي يعرض حالياً بدور العرض وتشهد إيرادات أفلامه ومنافسته الشديدة لجيل الشباب على قدرته وموهبته الفنية العميقة، فهو ممثل وقارئ عميق للعصر يعلن من خلال أعماله عن بقائه وديمومته الفنية ويخلق بذلك نموذجاً ممتازاً لأقرانه من الفنانين ويمنحهم زخماً كبيراً من الحماس، ويمدهم بعناصر القوة التي تدفعهم إلى المزيد من الإنتاج الفني، والعطاء الإبداعي الذي يلامس شغاف المتلقين.واقترن اسم الممثل الراحل محمود مرسي بشخصية (سي السيد) الذي قدمه في مسلسل (الثلاثية) لمأخوذة من رائعة الأديب العالمي نجيب محفوظ،ذلك رغم ما في رصيده من العديد من الأعمال الناجحة على مدي عمر فني تجاوز 24 سنة، كـ (شيء من الخوف) و(السمان والخريف) و (زوجتي والكلب) و( طائر الليل الحزين) ومسلسلي (العائلة) و(بنات أفكار).أيضا الفنانة القديرة نادية لطفي كانت صاحبة الأدوار الصعبة المميزة لكن دورها في الفيلم الناجح (أبي فوق الشجرة) كان قمة في الإبداع طغي على بقية أدوارها المميزة التي سبقته وأعقبته فلم تستطع تخطي حاجز هذا النجاح الاستثنائي وكانت لديها القدرة والمرونة لا ستيعابه، فلم تظهر يوماً حزنها أو غضبها من توقف الناس عند هذا الدور.