[c1] تبعات العمليات في البصرة[/c] قالت صحيفة ( واشنطن بوست) في تقرير لها تحت عنوان «لدى أميركا تأثير ضئيل، والخيارات قليلة في جنوب العراق الهش»، إن مسؤولين في إدارة بوش أقروا بأن إستراتيجية رفع اليد عن الجنوب في السنوات الأخيرة جعلتهم أقل اطلاعا على الصراع الجاري بين الجماعات الشيعية هناك، وبالتالي أقل تأثيرا فيها.ورغم ترحيب الرئيس الأميركي جورج بوش بمشاركة القوات الجوية الأميركية في الهجوم، فإن مسؤولين آخرين قالوا إن إدارتهم ما زالت غير متأكدة من نوايا رئيس الحكومة نوري المالكي، وحذروا من أن المعارك المستمرة قد تعود بالبلاد إلى عنف كارثي لا يختلف عن مستويات 2006 ومطلع 2007.ونقلت ( واشنطن بوست ) عن مسؤول أميركي رفيع المستوى مطلع على المعلومات الاستخبارية الأميركية في جنوب العراق، قوله «إنها حالة غير مستقرة، ويمكن تحقيق الكثير ولكن في نفس الوقت ستكون الخسارة كبيرة».ورأى المسؤول وآخرون غيره أن المالكي بقيامه بعملية عسكرية مطلوبة في البصرة، إنما يؤهل نفسه كما يبدو وحلفاءه السياسيين من الشيعة لبسط الهيمنة في الانتخابات العامة التي ستجري في نوفمبر المقبل.وذكرت الصحيفة أن المنافسة على السلطة وموارد النفط في الجنوب كانت مستمرة منذ عدة أشهر بين جيش المهدي ومليشيات فيلق بدر وحركة الفضيلة المنشقة عن الصدر.وحذر مسؤول أميركي في بغداد من أن الاستمرار في القتال الدائر في البصرة قد يفضي إلى تعطيل وقف إطلاق النار المعلن منذ أغسطس/آب من قبل قوات رجل الدين مقتدى الصدر، وهذا من شأنه أن يدمر كل ما حققته الولايات المتحدة مما وصفه من مكاسب أمنية.الخبير العسكري في مجلس الشؤون الخارجية ستيفن بيدل الذي أسدى نصائحه لقائد القوات الأميركية ديفد بتراوس، قال «ليس هناك ما يمنع العراق من العودة إلى أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2006 عدا إبرام اتفاقيات طوعية من قبل اللاعبين، ولهذا تعتبر البصرة خطرة جدا».، وأضاف بيدل أن الانهيار في البصرة يعني أن الكثير من الضغط سيأتي من الجيش لوقف الانسحابات الأميركية من العراق.من جانبها قالت صحيفة ( نيويورك تايمز ) إن الجيش الأميركي نفذ هجمات جوية يومي الخميس والجمعة لدعم القوات العراقية ضد المليشيات الشيعية في البصرة وبغداد في وقت يسهم فيه العنف المستمر والاقتتال السياسي في إبعاد احتمال أي تسوية في أوساط التيارات العراقية المتناحرة.، وأضافت أنه رغم تأكيد المسؤولين الأميركيين أن الحملة في الجنوب تجري بإشراف القوات العراقية، فإن العراقيين فشلوا حتى الآن في إحكام قبضتهم على مناطق الجنوب، لذا طلبوا من القوات الأميركية والبريطانية التدخل.وقالت الصحيفة إن العملية العسكرية تعمق الانشقاق السياسي والطائفي الذي دأب المسؤولون الأميركيون على حث القادة العراقيين على معالجته أثناء تراجع الهجمات في الأشهر الماضية.وأشارت إلى أن زيادة العنف في العراق تدل على هشاشة المكاسب الأمنية التي تحققت في الأشهر الأخيرة.، ومضت ( نيويورك تايمز ) تقول إن هذا العنف يشكل عنصرا جديدا في سباق الرئاسة الأميركية حيث تراجع الاهتمام بالحرب أخيرا بسبب القلق بشأن الاقتصاد، ولذا فإن هذه التطورات تمثل تحديا جديدا للمرشح الجمهوري جون ماكين الذي أبدى دعمه لزيادة القوات الأميركية في العراق وركز على نجاحها.ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي تأكيده وجود مفاوضات تجري بين الحكومة العراقية وقادة المليشيات في البصرة رغم تواصل الاشتباكات بينهما.واعتبرت الصحيفة أن دعوة القوات التي يرعاها الأميركيون إلى المشاركة في هذه الحملة، تثير تساؤلات حول قدرة الجيش العراقي على شن حملة ناجحة بنفسه.النائب في البرلمان العراقي محمود عثمان من التحالف الكردي، قال إن «حركة الصدر موجودة في البرلمان، ويجب أن يكون هناك مفاوضات معها قبل تنفيذ العمليات العسكرية».ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]كيف ينظر إلى العملية؟[/c]كتبت مجلة ( تايمز ) تحت عنوان «هجوم البصرة يجر الولايات المتحدة» تقول إن بدء الحكومة العراقية العملية العسكرية، وهجوم القوات الأمنية العراقية على المليشيات في البصرة يجران الولايات المتحدة للمشاركة، عسكريا وسياسيا.وقالت إن تمديد المالكي للمهلة كي يسلم المسلحون أسلحتهم ويحصلوا على مكافآت مالية، إلى جانب مشاركة القوات الجوية الأميركية، يشير إلى أن القتال كان أكثر ضراوة مما توقعته الحكومة العراقية.وفي حين يؤكد المسؤولون العراقيون أن العملية تستهدف ما أسموه بالعناصر المارقة من جيش المهدي، فإن الحركة الصدرية تعتبر ذلك هجوما مسيسا من قبل منافسيها من الشيعة في الحكومة يهدف إلى إضعاف موقفها في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول المقبل، المحلية.، وأضافت أنه كلما طال هذا القتال في الجنوب، وزاد تصعيد العنف في تلك المنطقة وكذلك في ضواحي بغداد، زاد احتمال تعرض ما أسمته بالمكاسب الأمنية للخطر.
أخبار متعلقة