اليورانيوم هو الذي يساهم في تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي
سنغافورة / 14 أكتوبر/ نيك تريفيثان : تشكك تقارير في مدى صحة مقولة إن الطاقة النووية هي الحل الأمثل لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وتشير هذه التقارير إلى ان أنشطة استخراج اليورانيوم ومعالجته هي التي تسهم في تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون وتكثيفه في الغلاف الجوي للأرض. وفي الوقت الذي تنتج فيه الطاقة النووية مجرد واحد على خمسين فقط من كمية الكربون الناتجة عن أنشطة إحراق الوقود الحفري إلا ان آثار الكربون الناجمة عن الطاقة النووية تتزايد. وآثار الكربون هي مقياس بالطن لكمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من احتراق الوقود الحفري من كائن أو منشأة ما. بذلك تكون طاقة الرياح ومختلف أنواع الطاقة المتجددة الأخرى أكثر قبولا وذلك وفقا لتقديرات جماعات الحفاظ على البيئة وبعض واضعي التقارير السابقة. ولعدة عقود من الزمن ظلت الصناعة النووية عرضة للانتقادات بسبب المخاوف الخاصة بالأمان النووي إلا ان زيادة المعرفة بالآثار الخطيرة للتغيرات المناخية كثفت التركيز من جديد على خطورة كميات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن مختلف أنواع سلاسل الطاقة. وقال بن آيليف وهو من الدعاة البارزين في مجال التغيرات المناخية والطاقة بجماعة السلام الأخضر (جرينبيس) المؤيدة للحفاظ على البيئة " إثارة القضية النووية مجرد حيلة لصرف الأنظار عن التغييرات المناخية." وأضاف "هناك بدائل أكثر أمناً يمكن الوثوق بها بدرجة أكبر مثل الطاقة المتجددة الأكثر كفاءة." ولاتزال القشرة الأرضية تحمل في جعبتها موارد ضخمة من اليورانيوم تفوق كميات الذهب بالقشرة بواقع 600 مرة إلا انه يجري حاليا استنفاد القدر الأكبر من خام اليورانيوم العالي الدرجة مما اضطر القائمين على أنشطة التعدين والاستخراج إلى تطوير أساليب فنية حديثة لاستخراج اليورانيوم ذي الدرجة المنخفضة. وهذا بدوره يعني ان استخراج اليورانيوم يتطلب قدرا أكبر من الطاقة. ومن بين الأمثلة الدالة على ذلك مشروع بحيرة سيجار التابع لشركة كاميكو بمدينة ساسكاتشيوان الذي ابتلي بعدد من الانتكاسات منها الفيضانات التي تغمر منجما تحت الأرض وهو منجم واعد قد يمد المنطقة يوما ما بكميات تزيد على عشرة في المائة من إجمالي اليورانيوم المستخرج في العالم. وأجبرت هذه المشاكل شركة كاميكو على تأجيل استخراج خام اليورانيوم من عام 2007 إلى عام 2011 وقال محللون هذا الأسبوع ان من المحتمل تأجيل المشروع إلى عام 2012 أو 2013 . وقال توني جونيبر من جماعة (أصدقاء الأرض) على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية في بالي "تقول الاحتمالات ان الطاقة النووية ستزيد من آثار الكربون المتراكم بسبب الخام المنخفض الجودة المتبقي في الأرض." وتحتاج عمليات معالجة هذا اليورانيوم بالضرورة إلى كميات اكبر من الطاقة وبالتالي انبعاث المزيد من غازات الاحتباس الحراري. وقالت متحدثة باسم منجم ريو تينتو لاستخراج اليورانيوم باستراليا إن انبعاثات الكربون زادت حول المنجم. فقد انبعثت من المنجم كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون تزن 17.7 طن لكل طن من أكسيد اليورانيوم المستخرج عام 2006 مقابل 13 طنا عام 2005 . وأضافت المتحدثة ان جزءا من الزيادة يعزى إلى سوء الأحوال الجوية التي عطلت الوصول إلى الخام الذي ترتفع به نسبة اليورانيوم فضلا عن التوسع في الطاقة الاستخراجية فيما حاولت الشركة ثانية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ووصل حجم اليورانيوم المستخرج من المنجم العام الماضي إلى 4748 طنا وأدت أنشطة الاستخراج إلى انبعاث نحو 84 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون فيما أنتج منجم ريو نحو 28.3 مليون طن من الكربون. وعلى الرغم من هذه الإحصاءات الواردة من صناعة استخراج اليورانيوم إلا ان كلارنس هاردي أمين الرابطة الاسترالية النووية ورئيس المجلس النووي في منطقة المحيط الهادي يقول إن جماعات الحفاظ على البيئة مخطئة في تقديراتها وافتراضاتها وان الطاقة النووية نظيفة نسبيا. وقال هاردي "انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناتجة من الدورة النووية منخفضة للغاية. انها ليست عند مستوى الصفر إلا أنها منخفضة إذا ما قورنت بأنواع الوقود الحفري وهي منخفضة أيضا إذا قارنتها بمحطات توليد الكهرباء من القوى المائية." وقال هاردي انه خلال فترة عمر محطة توليد الكهرباء من الطاقة النووية تصل كميات انبعاثات الكربون بين عشرة إلى 25 جراما من غاز ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوات/ساعة من الطاقة الكهربية الناتجة وهو مقدار ضئيل يمثل واحدا إلى 100 جزء إذا تمت إدارة المحطة بطاقة الفحم. ومضي يقول وهو يشير إلى الإحجام الضخمة من الصلب والخرسانة اللازمة وهما من المواد التي تستهلك كميات عالية من الطاقة لإنتاجهما "حتى استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية تنبعث منها كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون بقدر اكبر مما تنتجه دورة الوقود النووي كاملة بدءا من عمليات الاستخراج وحتى إدارة التخلص من النفايات." وتقول وثيقة أصدرها مكتب العلوم والتكنولوجيا بالبرلمان البريطاني إن الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة النووية تصل إلى نحو خمسة جرامات من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلووات/ساعة وهو رقم مقارب لاستغلال طاقة الرياح على اليابسة وهو 5.25 جرام ويفوق استغلال طاقة الرياح في المناطق البحرية وهو 4.64 جرام. وقال العلماء في مؤتمر بالي إن العالم بحاجة إلى حلول عاجلة إذ ان الانبعاثات ستصل إلى ذروتها خلال السنوات العشر القادمة. إلا ان بناء مفاعل نووي يستغرق بالفعل عشرات السنين. وقال جونيبر "الإجابة الحقيقية هي مزيد من الطاقة المتجددة والمستديمة مع رفع كفاءة الطاقة."