اللقاء بين لاريجاني وسولانا سيعقد في 31 مايو
بغداد/وكالات: سيعقد مسؤولون أمريكيون وإيرانيون محادثات نادرة في بغداد اليوم الاثنين لبحث الأمن في العراق حيث تتهم واشنطن طهران بإذكاء العنف.ويمثل اللقاء بين السفير الأمريكي ريان كروكر ونظيره الإيراني حسن كاظمي القمي تحولا من جانب واشنطن التي قطعت العلاقات مع إيران عام 1980 وسعت الى حد كبير الى عزل الجمهورية الإسلامية في السنوات الماضية.ولن تشمل المحادثات البرنامج النووي الإيراني الذي تعتقد واشنطن انه محاولة لإنتاج أسلحة نووية تحت ستار توليد الكهرباء.ولقيت المحادثات التي تجرى اليوم الاثنين ترحيبا من العراق الذي يقول انه لا يريد ان يكون ساحة للعراك بين الخصمين القديمين.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري "اعتقد انه تطور ايجابي. يجب ان نشجعه ونبني عليه. ان هذه مجرد بداية العملية."وسيحضر مسؤولون عراقيون أيضا الاجتماع الذي لم يكشف عن مكان انعقاده.وتأتي المحادثات بعد يومين من قول طهران أنها كشفت شبكات تجسس غربية على أراضيها وفي حين يجري أسطول من سفن البحرية الأمريكية مناورات على أعتاب إيران في الخليج.وحذر انطوني كوردسمان خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن من عقد أمال اكبر مما ينبغي على المحادثات. وقال "يجب ان يحذر المرء من الخلط بين التقدم والحوار."وأضاف "تعرف الولايات المتحدة ما تريده من إيران.. لكن ليس من الواضح مطلقا ان باستطاعتها الحصول عليه. تريد الولايات المتحدة ان توقف إيران دعم الميليشيات الشيعية وتوفير أسلحة لها. في نفس الوقت لا يمكن للإدارة تقديم الكثير في المقابل."ويقول كروكر انه لا يتوقع "إي انفراجات مذهلة ومفاجئة" من اللقاء. ويقول مسؤولون أمريكيون انه سيضغط على إيران لاتخاذ خطوات للحد من العنف في العراق.وتنفي إيران أنها تشعل العنف وطالبت بخروج القوات الأمريكية من العراق قائلة ان وجودها يذكي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، ويقول الجيش الأمريكي أيضا ان الميليشيات الشيعية تتلقى تمويلا وتدريبا في إيران. وفي فبراير احتجزت القوات الأمريكية خمسة إيرانيين متهمين بأن لهم علاقات بالحرس الثوري الإيراني مما أغضب إيران التي تصر على أنهم دبلوماسيون،ويمكن ان يكون مصير الخمسة ورقة مقايضة يطرحها الأمريكيون على المائدة رغم ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قال الأسبوع الماضي انه تلقى تأكيدات من زيباري بأن من الممكن الإفراج عنهم بحلول 21 يونيو.وقال تقرير لمركز أبحاث تشاتهام هاوس المرموق عن إيران ان الدولة الإسلامية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الشيعة في حكومة بغداد تجاوزت الولايات المتحدة باعتبارها القوة الأكثر تأثيرا في العراق.وحث كثير من الخبراء ومنهم لجنة أمريكية غير حزبية بشأن العراق إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش على التحدث مع جاري العراق إيران وسوريا. ورفض بوش في البداية المحادثات مع إيران لكنه يواجه ضغوطا داخلية متزايدة لإنهاء الحرب وسحب بعض من القوات الأمريكية البالغ عددها 150 ألف جندي ورغم انقطاع العلاقات على مدى 27 عاما إلا ان مسؤولين على مستوى متوسط من البلدين عقدوا لقاءات بين الحين والأخر وكان أحدثها لبحث الوضع في أفغانستان قبل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بحركة طالبان وبعد تلك الحرب أيضا.على صعيد أخر أكدت إيران أمس الأحد ان اللقاء المقرر بين المفاوض الإيراني علي لاريجاني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حول الملف النووي الإيراني سيعقد في موعده في 31 مايو، ولم يرجأ كما أعلن سابقا.وقال بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني ان "اللقاء سيعقد في 31 مايو اثر اتفاق بين لاريجاني وسولانا".وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية أعلن في وقت سابق ان اللقاء تم إرجاؤه "بموافقة الطرفين".ولم تعط السلطات الإيرانية تفسيرا لهذا التغيير المفاجئ، وفي ما يتعلق بمكان اللقاء، أوضح البيان انه "سيحدد خلال اتصالات لاحقة".وأعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في الثامن عشر من الجاري ان اللقاء "سيعقد على الأرجح في اسبانيا".وكان محمد علي حسيني أعلن في لقائه الصحافي أمس الأحد ان سبب تأجيل اللقاء يعود الى انه أثناء "اجتماع على مستوى الخبراء" عقد مؤخرا للإعداد للقاء (...)، جرى تبادل لوجهات النظر والخطط، لكن بعض هذه الخطط يتطلب مزيدا من التقييم والدراسة"، وسبق ان التقى لاريجاني وسولانا في 25 و26 ابريل في أنقرة. وفي أعقاب هذا الاجتماع ابلغ سولانا النواب الأوروبيين ان لقاءه ولاريجاني لم يسفر عن أي تقدم باستثناء الاتفاق "على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والالتقاء مجددا".ومن المقرر ان يكرر سولانا على مسامع لاريجاني في لقائهما المرتقب العرض القائم على تعاون موسع بين الدول الكبرى وإيران مقابل تعليق الأخيرة تخصيب اليورانيوم.غير ان طهران لم تكف عن القول انها لن تعلق نشاطات التخصيب مطلقا، على الرغم من احتمال تعرضها لعقوبات جديدة من قبل مجلس الأمن.وتخشى الدول الكبرى من ان تكون الجمهورية الإسلامية تعمل تحت ستار برنامجها النووي السلمي على تطوير سلاح نووي، في حين تنفي طهران هذه الاتهامات.وعقد سولانا ولاريجاني في العام الفائت سلسلة من اللقاءات بين يونيو وسبتمبر في محاولة لإيجاد حل لازمة الملف النووي الإيراني لكنها باءت بالفشل.