إرشادات سكانية
إعداد / د . محمد أحمد الدبعي :مصطلح تسمم الحمل ليس صائباَ من الناحية العلمية ، ولكن جرت العادة على تداول هذا الاسم والأحرى أن يطلق عليه ( انسمام الحمل ).إذ ليست هناك سموم بالمعنى الدقيق تظهر على الحامل ، بل أساس المشكلة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ، ويصل هذا الارتفاع إلى ( 140 على 90 ) مصحوباَ بازدياد في إفراز الزلال بالبول وتورم شديد بجسم الحامل يبدو بصورة واضحة في منطقة الكاحل ، وغالباَ ما يمثل ذلك أمراَ طبيعياَ نتيجة للحمل وسرعان ما يزول بمجرد الولادة .اما التورم الذي يعد عرضاَ من أعراض انسمام الحمل فيمتد إلى الساق أو البطن أو الوجه أو اليدين ، وتصل نسبة المصابات بين الحوامل بهذا المرض إلى ( 5 - 7 % ) وفقاَ للمستوى الصحي والواقع الاجتماعي والبيئة التي تعيش فيها المرأة ومدى كفاءة الرعاية الصحية المتاحة .قد يحدث هذا المرض بعد مرور (28 أسبوعاَ ) من الحمل ، ونادراَ حدوثه في بداية الحمل ، ويحدث في حالة ( الحمل الحويصلي ) أو (الاستسقاء الحاد بالسائل الأمينوسي) .ولعمر المرأة الحامل دوراَ مهماَ في الإصابة . فالنساء في عمر ما قبل العشرين وما بعد الخامسة والثلاثين معرضات أكثر من غيرهن، بالإضافة إلى ان الإصابة واردة خلال الحمل الأول. كذلك النساء معرضات في حملهن إذا كن يعانين ارتفاع ضغط الدم المزمن أو البول السكري أو التهابات الحوض أو ا لكلى.في حين تشير المصادر الطبية إلى أن هناك علاقة وثيقة بين تغير المناخ خلال شهور السنة وبين الإصابة بهذا المرض .[c1]أسباب متفاوتة[/c] أسباب الإصابة بانسمام الحمل مجهولة ، ليست معروفة على وجه الدقة . حيث تعددت الآراء والنظريات بشأنها . وقد ثبت مؤخراَ أنها يمكن أن تكون ناجمة عن خلل في إفراز مادة يحتويها الجسم تعرف باسم ( البروستجلاندينز ) ، وكذا لازدياد إفراز مادة ( ترومبكسان ) ، فهذه الإفرازات تؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية والتصاق الصفائح الدموية يبعضها .وبالتالي تقل مادة حمض ( البروستاسكين ) مما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية وعدم التصاق الصفائح الدموية قد تلعب الوراثة دوراَ في الإصابة ، والمرض وارد الحدوث إذا ما كان حملاَ متكرراَ أو متعدداَ ( التؤم ) بنسبة ( 25.3 % ) مقابل ( 4.3 % ) للحوامل في جنين واحد .كما يحدث هذا المرض بنسبة (70 %) في حالات الحمل العنقودي ، ويمكن أيضاَ لدى الحوامل اللواتي يعانين من نقص الغذاء والفيتامينات والبروتينات.وجد كذلك أن النسبة تزيد إذا تم الحمل في الشتاء وتزيد الإصابة بالسمنة.مضاعفات خطيرة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل المعروف بانسمام الحمل يعد من أهم المضاعفات المصاحبة للحمل ، وقد يسبب وفاة للأجنة وكذا للأمهات الحوامل بنسبة تتراوح من 5 - 15 %) من الحالات .ويصاحب ظهور هذه المشكلة لدى الحوامل زلال البول وتورم بالقدمين لدى (80%) تقريباَ من الحالات وهذا بدورة يؤدي إلى زيادة بالوزن في الأسبوع تصل إلى 0.75 كيلو جرام ) أو أكثر ، مع عدم القدرة على إخراج الماء الزائد .كما من الممكن أن تحدث للحامل تغيرات ( فسيولوجية ) تؤدي إلى إحداث سيولة بالدم ، وأيضاَ زيادة في نسبة ( حمض البوليك ) ونقص في عدد الصفائح الدموية .ومن المضاعفات الخطيرة لظاهرة انسمام الحمل حدوث تشنجات الحمل التي قد تؤدي إلى وفاة الأجنة بنسبة (30 - 40 %) ووفاة الأمهات بنسبة (4-3 %) وتسبب الاصابة بهذا المرض قصور بوظائف القلب وارتشاح بالرئتين يؤدي إلى صعوبة التنفس .ناهيك عن معاناة الحامل من متاعب وألم شديد بمنطقة ما فوق المعدة، مع الشعور بالألم ناحية الكبد أضف إلى ذلك سوء أداء المشيمة في حالات انسمام الحمل نتيجة حدوث تضيق بالأوردة والشرايين الخاصة بها ، مما يقضي إلى نقص وصول الأوكسجين والغذاء للجنين ، وقد يصل الأمر أحياناَ إلى انفصال جزء من المشيمة ، وإذا زاد عن حد معين فمن الممكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين . أما إذا تمت الولادة فيلاحظ صغر حجم الجنين عن المعدل الطبيعي .[c1]الوقاية [/c]لمنع الإصابة بانسمام الحمل ينصح بالتحكم في زيادة الوزن مع تقليل الملح بالطعام والإكثار من تعاطي الأغذية الغنية بالبروتين والحفاظ على تناول جرعات من عقار ( الأسبرين ) ذي الجرعة البسيطة ( أسبرين الأطفال )أيضاَ تجنب استعمال مدرات البول إلا عند الضرورة القصوى بعد استشارة الطبيب إلى جانب المحافظة على متابعة الحمل لدى طبيب مختص أو طبيبة للتحكم في مستوى ضغط الدم ومتابعة حالة الجنين لمعرفة صحته داخل المشيمة لأن ذلك يساعد على الولادة بسهولة ويسر في وقتها المناسب فيما أكدت دراسات كثيرة على أهمية الرعاية الصحية للحامل للكشف المبكر عن هذا المرض وكذا ضرورة نومها بشكل كافي كل يوم بما لا يقل عن عشر ساعات يومياَ مع حرصها على تناول زيت كبد الحوت يومياً نظراَ لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين (أ) وفيتامين (هـ) إلى جانب تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة كالبرتقال الطازج وعصير الجزر نظراَ لأن هذه الأطعمة لها دور مهم في الحد من خطورة الإصابة بهذا المرض وتباعاتها. [c1]*المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان [/c]