
للأسف، ما نشهده اليوم من ضعف في بنية التعليم ومنظومته لا ينبع فقط من قلة الإمكانيات، بل من غياب الأسلوب التوجيهي السليم داخل المؤسسة التعليمية، وغياب الاحترام لمكانة المعلم، وغياب التحفيز للطالب منذ أولى سنوات عمره على حب المدرسة والمعرفة، وسط بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الجذب والتحفيز.
إن ما يحدث من تسيب وغش، ونجاح غير مستحق، وهروب من المسؤولية في مدارسنا، سيصنع أجيالًا تحمل شهادات بلا علم، وأوراقًا بلا مهارات، وأسماءً بلا قلوب تحمل الوطن. ومن هنا يبدأ فساد الطب والهندسة والإدارة، بل وحتى الجندية، حين يتكون الفرد على ضعف وجهل.
ونحن نؤمن أن الحلول ليست معجزة، بل تبدأ بخطوات صادقة وقلب مؤمن نظيف:
المعلم (صانع المستقبل)
أولًا: إعادة مكانة المعلم كصانع لمستقبل الأوطان، برفع مكانته وابراز دوره واهميته عبر تفعيل حملات اعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية ومن أهمية الرسائل الكرتون التعليمي، ومنحه مسميات مهنية وترقيات تحفزه على التميز بين زملائه مثل النجوم، تفعيل مراكز تدريبية وتأهيلية للمعلمين وتساعد على صرف الترقية (النجوم) بالشراكة مع لجنة مركزية على المدارس، دمج التكنولوجيا لتسهيل المهام بتوفير انظمة ذكية تساعد في تصحيح الاختبارات ومتابعة الحضور والدرجات واستخدام التطبيقات لتقليل الجهد اليدوي.
الطالب (ركيزة المستقبل)
ثانيًا: الاهتمام بالرغبة وحب الطالب للتعلم بخلق بيئة تعليمية ممتعة عن طريق ربط التعليم بالحياة الواقعية بتفعيل زيارات ميدانية ومعايشة تجارب حقيقية لمشاريع ومصانع على ارض الواقع ، التوجيه باستخدام التعلم النشط والتكنولوجيا بوسيلة مناقشة التجارب العلمية وتحفيز المشاركة عبر الثقافة الذهنية بواسطة الالعاب التعليمية وبرامج التلفاز التعليمية ، التعلم التعاوني عن طريق تخصيص أعمال جماعية بمشاريع انتاجية علمية لتحفيز المشاركة والتعاون ، تحفيز الطالب معنويا من خلال تخصيص مكتبة متنوعة من الكتب والعاب تعليمية وألواح الرسم واجهزة الكترونية تقنية ، تفعيل الانشطة الرياضية من مختلف المجالات في المدارس.
الفساد (سرطان الوطن)
ثالثًا: الاعتراف بالمشاكل وعدم انكارها ومنها الفساد والاعتراف أن التعليم هو أداة الانقاذ من الفقر والتخلف، ارادة سياسية جادة في ان القيادة اتخذت قرارا وطنيا بأن التعليم أولوية قومية ، محاربة الفساد بآليات واضحة (رقابة مالية – ربط الرواتب بالأداء – تقليل الجهد)، استراتيجيات اصلاح منخفضة الكلفة وعالية الاثر بتحسين جودة المعلم قبل المباني، مشاركة المجتمع المحلي والقطاع الخاص في اصلاح المدارس لتحمل جزء من المسؤولية، اعلان ميزانية التعليم بشكل شفاف امام المجتمع لإشراك اولياء الامور والمجتمع في الرقابة على المدارس.
البنية التحتية (هيكل المستقبل)
رابعًا: اذا ما علمنا أن البنية التحتية هي التربة التي تنبت الزرعة التي نريد أن نحصدها بثمارها لذا يجب علينا: ترميم المدارس بأقل الامكانيات من صيانة وطلاء بالوان هادئة ورخيصة، تقوية ودعم المعاهد المهنية والحرفية بقيام الدولة بتكثيف الاهتمام بها، تفعيل الاعلام بتعزيز الثقة بالمعاهد المهنية لنشر الثقافة العملية والاحتياجية لكسب المهارة المهنية والحرفية وطرحها بصورة تعتبر من ركائز المجتمع مثلها مثل الطبيب والمهندس، وايضا من اهم ما يربط تقوية البنية التحتية هو تقوية الثقافة لدى المعلم والطالب بالاهتمام بكل ما سبق ذكره.
(همة قلب)
خامسًا: تكوين خطة استراتيجية زمنية واقعية لتنفيذ مشروع تطوير التعليم من: تحضير وتأسيس، البدء بتنفيذ الخطوات الاساسية في السنة الاولى، التوسع وتثبيت الاثر في السنة الثانية ، واماكن التمويل المحتملة.
نحن لا نقدم هذه الحلول من فراغ، بل من واقع نعيشه، وبدافع أمل لا ينطفئ، وثقة كبيرة باللواء عيدروس قاسم الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والدكتور سالم صالح بن بريك رئيس الوزراء، ومحافظ محافظة عدن احمد حامد لملس، بأن هذه الأبواب لن تغلق أمام حلم أبناء الوطن في إنقاذ التعليم.
إن هذه الخطوات ممكنة، ولا تحتاج إلا إلى قلوب صادقة وإرادة فعل، لتكون البداية الفعلية لبناء وطن نحلم به جميعًا، وطن يستطيع أبناؤه العيش فيه بكرامة وعلم وأمان.
وهذا نداء نوجهه إلى كل الإعلام الوطني والصحافة الحرة، لنكون شركاء في هذا الحلم، ولنبدأ معًا حملة (المعلم أولًا) لإحياء مكانة العلم في الوطن لمستقبل ستراه عيوننا.