بغداد/14 أكتوبر/نواه باركن: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الاثنين إن الحكومة العراقية ستتصدى للميليشيات المسلحة ولن تسمح لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بشن «حرب مفتوحة» في العراق كما توعد وستتحرك لكبح الميليشيات التابعة له.وهدد الصدر الذي اشتبكت ميليشيا جيش المهدي التابعة له مع قوات الحكومة العراقية يوم السبت بشن «حرب مفتوحة حتى التحرير» ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة إذا استمرت في حملة القمع التي تشنها منذ شهر ضد أتباعه في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية. وجاء التهديد بعد ما وصفه الجيش الأمريكي بأشرس قتال منذ أسابيع في حي مدينة الصدر معقل الزعيم الشيعي في شرق بغداد. وقال زيباري في البحرين حيث يحضر اجتماعا إقليميا إنه لن يقبل أحد بالتأكيد حربا مفتوحة في العراق أو يسمح بتأسيس حكم للميليشيات.، وتابع أن الحكومة العراقية ستكون صارمة للغاية لمواجهة كل الميليشيات غير المشروعة كما ثبت في البصرة وفي أماكن أخرى. وأيدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حملة القمع التي يشنها العراق على الميليشيات في زيارة أمس الأول الأحد لبغداد حيث أسفر أسوأ قتال منذ أسابيع عن سقوط 23 قتيلا. وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة العراقية قادرة على مواجهة الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق عام 2004 قال زيباري إنها فعلت ذلك بالفعل وأن الحكومة عليها بالقطع أن تتحرك حين يتحدى أحد سلطة الدولة. وانفجرت صواريخ في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث اجتمعت رايس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسئولين آخرين وأشادت بالحملة المستمرة منذ شهر ضد أنصار الصدر. ووجهت رايس كلمات قاسية لرجل الدين الشاب الذي توعد عشية زيارتها بحرب مفتوحة إذا استمرت الحملة ضد أنصاره. ولم يظهر الصدر علنا في العراق منذ قرابة عام. وقالت رايس للصحفيين «انه لا يزال يعيش في إيران واعتقد أنها ستكون حربا مفتوحة للجميع إلا هو...يمكن لأتباعه ان يلقوا حتفهم بينما هو يقيم في إيران.» وتحدث الجيش الأمريكي عن معارك بين القوات الأمريكية وميليشيات شيعية في حي مدينة الصدر ببغداد ليل الأحد قتل فيها ثمانية أشخاص كما وردت تقارير عن وقوع معارك في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش الأمريكي «يمكنني أن أقول إنها كانت أسخن ليلة منذ أسبوعين.» وصرح بأن طائرة بلا طيار أطلقت صاروخا طراز (هيلفاير) على ثلاثة مسلحين في حي مدينة الصدر ليل الأحد وقتلتهم جميعا. وأضاف الجيش الأمريكي ان صاروخين أمريكيين قتلا أربعة رجال مسلحين في مدينة الصدر في وقت سابق من أمس الأول الأحد بينما قتلت القوات الأمريكية مسلحا هاجم موقعها الاستطلاعي في الحي المزدحم الذي يقطنه مليونا نسمة. وصباح أمس الاثنين قتلت القوات الأمريكية ثلاثة أشخاص أطلقوا مقذوفة صاروخية على دورية أمريكية في حي بغداد الجديدة جنوبي حي مدينة الصدر. وقال ستوفر «مازلنا نتعرض للنيران. قواتنا تحاول إقامة المتاريس وتتعرض للنيران.» وصعد الصدر المخاطر في مواجهته مع المالكي الذي هدد بمنع التيار الصدري من المشاركة في الحياة السياسية ما لم يحل الميليشيا التابعة له. وفجرت حملة المالكي على مدى الشهر الماضي أسوأ قتال في العراق منذ قرابة عام امتد إلى الجنوب وإلى المناطق الشيعية في بغداد. ورغم أن القتال في الجنوب تراجع استمرت الاشتباكات في بغداد بلا كلل. وحظيت الحملة بتأييد جميع الأحزاب من مختلف الكيانات الطائفية والعرقية باستثناء تيار الصدر. وزارت وزيرة الخارجية الأمريكية البحرين أمس الاثنين لحضور اجتماع تشارك فيه دول الخليج العربية بالإضافة إلى مصر والأردن. واليوم الثلاثاء تجتمع الدول العربية والولايات المتحدة وباقي دول الثماني الصناعية الكبرى في الكويت وجاء في مسودة بيان عن الاجتماع المنتظر أن الدول المشاركة ستؤيد الحملة التي يشنها العراق لنزع سلاح الميليشيات وستدعو إلى فتح مزيد من البعثات الدبلوماسية في بغداد. ويجيء اجتماع اليوم بعد اجتماعين لدول الجوار والدول الكبرى عقدا في تركيا ومصر العام الماضي لمناقشة سبل إعادة الاستقرار إلى العراق. وجاء في مسودة البيان الذي يصدر اليوم الثلاثاء خلال الاجتماع أن المشاركين يرحبون بالتزام الحكومة العراقية بنزع سلاح وتفكيك كل الميليشيات والجماعات المسلحة غير المشروعة وفرض القانون وضمان سيطرة الدولة على القوات المسلحة. كما حث البيان على الإبقاء على البعثات الدبلوماسية في العراق أو إعادة فتحها. وتريد الحكومة العراقية من الدول العربية تعزيز وجودها الدبلوماسي في بغداد. ولطالما حثت واشنطن التي تتهم إيران بتأجيج العنف في العراق الدول العربية ذات الأغلبية السنية على تعزيز سفاراتها في بغداد كإشارة على دعم الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة برئاسة المالكي والتصدي لنفوذ إيران في العراق.