ما يجري في الجنوب اليوم وبعد ثمانية عشر عاماً من الوحدة والانتصار والتصالح الحقيقي الذي لم يعرفه أبناء الجنوب على مدار صراعاتهم في كل المراحل المختلفة هو اليوم لعبة جديدة وأكاذيب وخداع لكي يوصل في نهايته إلى تصفية حسابات قديمة فالذين دخلوا الوحدة إبان عام 90م وهم من انتصروا في أحداث يناير 86م وعملوا أبشع الجرائم والانتقاصات والانتهاكات بالمحسوبية والبطاقة والانتماء لمن هزموا وهم جناح الزمرة الذين كانوا نازحين ومشردين وتم رفضهم رفضاً قاطعاً من أي شيء أسمه تصالح وتسامح أو حوار مع هؤلاء الذين للأسف البعض منهم لم يتعلم من الماضي ودروسه ودافعي الثمن الباهظ بأضعاف الأضعاف في تلك الاحداث وحتى في كل الصراعات والسحل في كل مراحل حكم الثلاثين عاماً لحكم الجنوب الذي لم يطعم أبناء المحافظات الجنوبية طعم الراحة والسلام والمحبة إلا فترة وجيزة كانت بداية لذلك من 80م حتى 86م وحتى يناير الذي قضى على الأخضر واليابس.وقد أخذ المهزومون النصيب الأكبر وبأضعاف الأضعاف ليس بالمواجهة العسكرية، ولكن بعد أن سيطر الطغماويون وفرحوا بنشوة الانتصار وظلوا بكبريائهم رافضين أي شيء يدعو إلى الحوار والمصالحة الوطنية بل إنهم من رفض مشاركة المهزومين من الزمرة في وحدة 22 مايو واتفاقاتها وأصروا على خروج قيادتها خارج البلاد وتنحيها عن السياسة، وهذا ما حصل فعلاً وعندما تآمر هؤلاء المتكبرون على الوحدة وأعلنوا حرب الانفصال جاءت فرصة الزمراويين الذين هزموا إبان يناير ورفضوا المشاركة بيوم 22 مايو كانوا هم المشاركون الفاعلون لانتصار الوحدة والشعب وكان انتصار للوحدة يوم 7 يوليو قد فاجأ الطغماويين عندما لم يعمل الزمراويون بردة الفعل لما عمله هؤلاء إبان انتصارهم في أحداث يناير 86م من انتقامات واعتقالات وانتهاكات وأبشع جرائم التعذيبات والتزم الزمراويون وهم من أغلقوا ملفات الماضي التزاماً لتوجيهات وقرار العفو الذي أصدره علي عبدالله صالح وهي الحقيقة والتاريخ الذي لا يمكن نكرانه.وعندما وجد أصحاب الكبرياء أنفسهم قد هزموا بواقع لم يتخيلوه لأنهم كانوا أصحاب انتصار وقرار أكان في احداث يناير 86م أو بانتصارهم بأنهم قد رفضوا أي شيء اسمه تصالح وتسامح وحوار مع الزمراويين إبان يناير 86م فلم يجدوا سوى التوجه مع بعض ممن لم يتعلموا الدروس التي جرعتهم مراحل الماضي الثمن الغالي بكل الصراعات وآخرها يناير 86م وأصحاب العاطفة الزائدة نراهم يقومون بما يقومون به من كذب وخداع تحت مسميات واهية وخادعة قد راحت عليهم خلال حكم الثلاثين عاماً وتحديداً ما بعد يناير 86م، وكما يقول المثل (عادت حليمة لعادتها القديمة) وهم يلعبون ويدعون بتصالح وتسامح وكلما يقومون به ما هو إلا كذب وخداع، وحتماً سيكون نهاية لتصفية حسابات قديمة ونبش للماضي الذي يعرفونه حق المعرفة انه انتهى واندفن بالوحدة وانتصارها يوم 7/7/1994م، وهذا هو سيناريو يلعبه هؤلاء. أما العدالة والمساواة التي أساساً يعرفون انهم صانعوها لعدم الالتزام بها لانهم لم يطبقوها خلال حكم الثلاثين وبالأخص حكم المنتصرين بإحداث يناير الذي حرموا الناس وهم آلاف من المحسوبين على الزمرة ممن دفعوا الثمن أكان من الحقوق أو إسقاط رتبهم العسكرية وغيرها نرى بعض هؤلاء الزمراويين يطبلون اليوم معهم في الأكاذيب والخداع بما يقومون به ما هو الا تصفية حسابات أهمها أن هؤلاء الطغماويين سيؤكدون بالخير ان الزمراويين هم البائعون، وهذا ما سيحصل إذا ما وصلت الأمور إلى ساعة نتمنى أن لا يصل هؤلاء إليها ونتمنى ان يتعلم الآخرون ان هذه هي النهاية والسيناريو.فأية عدالة ومساواة وحقوق نحن معها على أن تبدأ بمن حرمهم وظلمهم هؤلاء الطغماويون ثم من يدعون أنهم مظلومون بأحداث ومؤامرة الانفصال ولكن في إطار سلمي بعيداً عن الكذب والخداع وشعارات الكراهية بين أبناء اليمن هذه هي الحقيقة، فما يجري اليوم ما هو إلا خداع ولعب نهايته وخيمة إذا ما قدر الله حصل شيء في البلاد، أما من يفكر ان الوحدة ستنتهي فهو واهم لأن الوحدة وجدت لتبقى.
أخبار متعلقة