الباب الخلفي للمدينة القديمة بصعدة
لقاء / خالد أحمد علي - خالد المرشد تعتبر مدينة صعدة من المدن اليمنية الهامة تاريخياً .. لما تمتلكه هذه المحافظة من رصيد تاريخي هام .. لازالت شواهده الحية تروي حكاية المهارة والإبداع ارليمني القديم . حيث تعتبر مدينة صعدة القديمة متحفاً “ مفتوحاً “ لما تحويه من معالم أثرية هامة ، وما يميزها من طراز معماري خاص جعل منها لوحة فنية بديعة الجمال تستهوي عشاق الحضارة والفن . لقد كانت صعدة إلى جانب كل هذا معملاً حرفياً كبيراً تمارس فيه العديد من الحرف اليدوية والتي بدأت تندثر الآن ، ولعل من أهم هذه الحرف اليدوية – الحياكة والدباغة والحدادة بالإضافة إلى صناعة البارود والنورة وغير ذلك من الحرف اليدوية الأخرى . ولان صعدة على هذا القدر( من التميز والإبداع ، سعت الدولة عن طريق الهيئات المختصة في المحافظة إلى الاهتمام بهذا الموروث الحضاري والمحافظة على ملامحه المميزه .. ومن بين تلك الهيئات : الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية – فرع صعدة والتي تم افتتاحها العام الماضي كخطوة أولى يليها خطوة ثانية تتمثل في ضم المدينة إلى قائمة المدن التاريخية التي تحظى بدعم المنظمات العالمية كما هو الحال في مدينة صنعاء القديمة وشبام وزبيد . حول صعدة الواقع والاشكالات والطموح كان لصحيفة ( 14 أكتوبر ) هذا اللقاء المقتضب مع مدير عام فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية م/ صعدة الأستاذ / عبده حسن جتوم .. حيث سألناه بداية أن يعطينا فكرة عن بداية تأسيس الهيئة فرد قائلاً : تعد مدينة صعدة من أهم المدن التاريخية في اليمن فهي تكاد تكون الوحيدة من المدن التي لازالت تتمتع بسورها المتكامل والكثير من الحصون والقلاع كقلعة السنارة الشهيرة والقشلة إضافة إلى مساجدها التاريخية القديمة كجامع إمام الهادي إضافة إلى ما تتمتع به مدينة صعدة القديمة من طراز معماري أصيل جعل من الضروري الحفاظ على هذا التراث وعلى طابع البناء المعماري للمدينة عن طريق إنشاء فرع للهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في هذه المدينة . وقد طرحت الفكرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ومن ثم كانت الموافقة في نهاية شهر 6 من العام الماضي 2006م وذلك بفتح مقر للهيئة بمدينة صعدة . [c1] ماهي ابرز مهام واختصاصات الهيئة ؟ [/c]يتمثل عمل الهيئة في تنفيذ مهام الحكومة في مجال المحافظة على المدن التاريخية واقتراح السياسات ورسم الخطط والبرامج الخاصة بحماية المدن التاريخية والعمل على منع أي تشويه لمعالم المدينة ، والحفاظ على مبانيها وطابعها المعماري وتراثها الحضاري وحماية هذه المعالم وترميمها خاصة المعالم ذات القيمة التاريخية وتوظيفها لأغراض المنفعة العامة . بالإضافة إلى منع أي بناء جديد أو ترميم أو هدم داخل المدينة الا بعد الحصول على موافقة الهيئة ومنح التراخيص ، وكذا الاهتمام بتنمية التراث الثقافي والطبيعي والحضري والمعماري والتنسيق بهذا الشأن مع الجهات ذات العلاقة ورصف وتحسين الشوارع العامة ، وكذلك القيام بعملية المسح والتوثيق للمباني والمعالم التاريخية والدينية والعلمية والحرفية والساحات وغيرها بهدف إيجاد قاعدة بيانات يعتمد عليها المكتب في خططه القادمة . [c1]ماهي خطط وبرامج الهيئة لهذا العام 2007م؟[/c]أما بالنسبة لخطط الهيئة لهذا العام ، نحن نقوم بالإشراف المستمر على سير المشاريع المقامة داخل مدينة صعدة من بناء أو إعادة أو ترميم أو هدم ومن ضمن هذا المشاريع إعادة بناء وترميم سور مدينة صعدة القديمة الذي يجرى العمل فيه حالياً كما تتضمن الخطة المرسومة لهذا العام حصر وتوثيق كافة المباني الأثرية والمعالم التاريخية والدينية والتنسيق مع جهة العلاقة المعنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدينة من أي تشويه أو تدمير لهذه المباني كذلك إعداد الدراسات الأولية حول إمكانية تشجيع إنشاء وإحياء الأسواق القديمة والتي اندثر بعضها والبعض الأخر على وشك الاندثار كالأسواق التي كانت تعرض الصناعات الحرفية واليدوية والمصنوعات التقليدية كما تتضمن الخطة إعداد التصورات حول ما يمكن تقديمه من مشاريع تراعي الطراز المعماري للمدينة ووضع معالجة لما هو قائم من مخالفات . [c1]ماهي المشاريع التي قمتم بتنفيذها حتى الآن ؟ [/c]المشاريع التي قمنا بها حتى الآن هي الإشراف على ترميم سور صعدة القديم بالإضافة إلى ما نقوم به حالياً ترميم باب اليمن باعتباره مدخلاً رئيسياً لمدينة صعدة القديمة ونحن الآن بصدد إعداد دراسات وتصورات وخطط سيرتكز عليها عمل الهيئة في الأعوام القادمة إن شاء الله . [c1]هل هناك جهات داعمة للهيئة ؟ [/c]هناك دعم حكومي للهيئة حيث يتم تخصيص اعتماد مالي كل عام بحسب ما يقدم من احتياجات كما أن هناك دعماً من الصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة اليونسكو . [c1]هل هناك إشكالات أو معوقات تعترض سير عملكم في الهيئة ؟[/c]أهم الإشكالات التي تعترض سير عملنا في الهيئة هي أنه حتى اللحظة لم يتم تعزيزنا بأي مبالغ مالية حتى التكاليف التشغيلية للفرع لم تصل ، كذلك انعدام الوعي عند المواطن بأهمية الحفاظ على معالم المدينة وطابعها المعماري الفريد أضف إلى ذلك تهاون بعض الجهات الحكومية ، وعدم الالتزام بنمط البناء داخل المدينة القديمة ادى ذلك إلى تقليد العامة لهم . [c1]بالنسبة لسور صعدة إلى أين وصلت مراحل الترميم وكم نسبة الإنجاز فيه ؟[/c]نحن الآن في المرحلة الثالثة من مراحل ترميم السور التاريخي ، بنسبة تزيد على 50 %وبكلفة إجمالية تصل إلى 360 ألف دولار أمريكي على نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية . [c1]كلمة أخيرة تود قولها عبر صحيفة 14 أكتوبر ؟ [/c]أشكر هيئة تحرير الصحيفة والقائمين عليها ومندوبها في صعدة لاهتمامهم بجوانب التراث والحضارة في هذه المدينة التاريخية الأصيلة .