عدن في شعر د . محمد عبده غانم
يقول د . محمد عبده غانم في مقدمته لديوان محمد عبده غانم الذي نشرته دار العودة عام 1981م وكان يحوي دواوينه الخمسة الأولى (على الشاطئ المسحور, موج وصخر، حتى يطلع الفجر، في موكب الحياة، وفي المركبة) وعنون تلك المقدمة (رحلتي مع الشعر):ولكن كتابتي للقصيدة كانت قليلة في الفترة التي اعقبت نشر ديواني الثاني حتى إذا ما اقتربت من اواخر الستينات واشتد اوار الحركة الوطنية في الشطكر الجنوبي من الوطن، كتبت في عامين تقريبا كل ما يجده القارئ الكريم في ديواني الثالث (حتى يطلع الفجر) الذي نشر في بيروت عام 1970م.وكان ديوان محمد عبده غانم ايضا مقدمة اخرى تحت عنوان (اضاءة) بقلم د.عبدالعزيز المقالح تحوي الكثير من الملاحظات القيمة.وفي عام 2004 نشرت وزارة الثقافة والسياحة بالجمهورية اليمنية (الاعمال الشعرية الكاملة – محمد عبده غانم) في مجلد ضم الدواوين الخمسة التي نشرتها دار العودة مع اضاءة المقالح وكلمة غانم (رحلتي مع الشعر) واضافة ديوانه السادس (الموجة السادسة) الذي كانت قد نشرته دار آزال للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت عام 1985 وديوانه الاخير (الانامل الجافة) الذي كنت قد جمعته بعد رحيل والدي رحمه الله وكتب له مقدمة ونشره مركز عبادي للدراسات والنشر بصنعاء عام 1999م.ديوان (حتى يطلع الفجر) منذ عنوانه يعبر عن الاهتمام بالمد الوطني التحرري وتناميه في مقاومة الاستعمار في اليمن والمنطقة العربية خلال تلك الفترة التي ضمت مأساة نكسة حزيران. وفي نفس تلك الفترة صدر للشاعرلطفي جعفر امان – رحمه الله – ديوانه بعنوان (ليل الى متى؟) وعنوان (حتى يطلع الفجر) يحمل نفس المعنى تقريبا ولكن بتعبير اكثر تفاؤلا، وهذا الديوان يختلف قي اجوائه التي يكثر فيها الدم والدمار عن اجواء ديوانيه السابقين اللذين كانا يحفلان بدنيا الجمال والحب والغزل والطبيعة والوصف.القصيدة الاولى (على الباب) تتحدث عن مصرع ولد عدني اسمه هشام قتل في مظاهرة في احد شوارع عدن:[c1]ومشى الموكب يحكي[c1] *** [/c] صـولة السيل انحداراودوي الطلق يمينـا[c1] *** [/c] ودوي الطلق يسارا وجرى البعض اقتحامـا [c1] *** [/c] وحتي البعض انكسارا وانثنى في عرصة الدار [c1] *** [/c] هشام يتـوارى فاذا الموت له بالبـاب [c1] *** [/c] قد سل الشفاراأي ذنب قد جنى [c1] *** [/c]حتى عن الشمس يـوارى[/c]وفي قصيدة (ما ذنبها) يتحسر على امرأة مدرسة ماتت حرقا في مدينة الضالع:[c1]ما دنبها ؟ ماذا جنت حتى بنار تحرقاهل قارفت إثماً عظيماً واستباحت موبقا ..ما ذنبها حتى توارى في الشباب وتدفنـاألأنها قد فارقت اهلا لتخدم موطنـاوتوجه النشء الكريم الى المكارم والسناوتقول هيا للفتاة فقد دعانا مجـدناهيا فبلقيس واروى نادتا من ها هنـا؟[/c]وعلينا الا ننسى ان غانما كان من مؤيدي تعليم المرأة ومشاركتها في بناء المجتمع وكان دائما يعطف بشكل خاص على ابنتيه بين ابنائه وكان يسمي ابنته عزة بالدكتورة عزة منذ كانت طفلة دون الرابعة وبالفعل اصبحت تلك الطفلة اول خريجة جامعية يمنية وربما اول يمنية تنال الدكتوراة وبالتأكيد اول يمنية تنال درجة بروفسير.وفي قصيدة (مأساة الباص) يتحدث عن مأساة باص يقل تلاميذ مدرسة انفجر تحته باص فقتل من قتل وجرح من جرح:[c1]من زرع المأساة في ارضنا[c1] *** [/c]بين الزهور الغضة الناضرهمن اخرس الاطباء في المنحنى[c1] *** [/c] واغتالها صادحة سادرهيا ويحه من غادر قد جنـى [c1] *** [/c] على بلاد حــرة ثائرهاطفالنا آمالنا والمنـى [c1] *** [/c] ان ينكبوا فالامة الخاسره[/c]فذلك مشهد كأنه استعير من مشاهد العراق بعد احتلال بوش وبلير ودمار الفلوجة وخراب البصرة الجديد.وفي قصيدة (مأساة طفل) يتحدث عن طفل قتلت امه فلحقت أباه الى العالم الآخر :[c1]أماه ضميني اليك فاين ساعدك الحريـرأماه ما هـذا ؟ امــاء في الحصير له خريراماه بل هـذا دم في ثوبك القاني غزيرأماه هل قتلوك مثل أبي وحاق بك المصير[/c]هكذا نجد ان غانما كان يلاحق الاحداث الدامية متعاطفا مع معاناة عدن واليمن ولكن الناحية الفنية في هذه القصائد بشكل عام كانت ربما دون قصائده المتميزة الرائعة ومن افضلها قصيدة (دموع في العيد) واظنها افضل ما كتب في رثاء ابي الاحرار شاعر اليمن الكبير محمد محمود الزبيري الذي اغتيل وهو يحاول ان يخرج اليمن من مأساة الحرب الاهلية الضروس بين الملكيين والجمهوريين وقد كتبت مرات كثيرة عن ذلك الزعيم العظيم:[c1]يا للرزية في طود هوى فهــوت[c1] *** [/c] آمالنا الشم وارتجت لها البيدمن للمنابر في الجلى يزلزلـهـا[c1] *** [/c] قد غاب عنها أبو الاحرار محمودأم للعروبة في الدنيا يصوغ لهـا [c1] *** [/c] آ القريض له في الخــلد ترديـد أم للمبادئ يرعاهـا ويكلأهـا [c1] *** [/c] كي لايضيعها البله العرابيـد[/c]والقصيدة بشكل عام رائعة ولكن اروع ما فيها في نظري هذه الابيات :[c1]مازلت اذكر ايامـا حلـلت بنـا [c1] *** [/c] فيها وما حل الا الفضل والجودوحولك الفتية الاحرار قد عرفوا [c1] *** [/c]فيك الزعيم اذا نادوك او نودوامن كل أروع تأبى نفسه كرما [c1] *** [/c] ان يستبد بهـا جهل وتقليـد[/c]ويمكن للمرء ان يحاول تقليب دواوين الشعر العربي في كل العصور فلا يجد مثل هذا الوصف الرائع للعلاقة بين الزعيم الحقيقي واتباعه الخلص الاحرار الذين يعرفون فيه الرئاسة ويقبلون بها ولكنهم يحتفظون بشخصياتهم المتميزة التي تضيف الى قوة الزعيم ولاتصبح مجرد شخصيات مستلبة تؤيد بالحق والباطل وما يسميهم الانكليز (yes men) وهو مايحدث في معظم الزعامات العربية اليوم واقترح ان تدرس هذه الابيات في كتب علم الادارة وعلم السياسة.وفي قصيدة (العبث العقيم) يخاطب الشاعر غانم الشاعر علي محمد لقمان تلميذه واخا زوجته صاحب صحيفة (القلم العدني) وكان غانم يكبر مكانة على لقمان كسياسي وصحفي وشاعر بل ان غانما كان قد خاض الانتخابات في عدن في نفس الدائرة مع لقمان في الستينيات حظي باصوات كثيرة فلما خشي ان يؤثر ذلك على نتيجة الاصوات التي كان لقمان يحصل عليها انسحب من الانتخابات وبالفعل نجح لقمان في المرتبة الاخيرة بين الناجحين.وكان غانم قد كتب قصيدة بعنوان (القلم العدني) في ديوان (موج وصخر) بمناسبة صدرو تلك الصحيفة ولقمان اهدى العديد من قصائده لغانم مثل قصيدة (الشعر والمجتمع) في ديوان (اشجان في الليل) بمناسبة حصول غانم على الجائزة الاولى في المباراة الشعرية المحلية التي اقامتها هيئة الاذاعة البريطانية بعدن وهي منشورة في ديوان (هدير القافلة) وقصيدة (الشاطئ المسحور) في ديوان (ليلي غريب) كما اهدى لغانم مسرحيته الشعرية (العدل المفقود) ولم ينس ان يشير الى صديقه غانم في القصيدة التي كتبها بمناسبة زفاف ابنته اليّ عام 1968: [c1]واليوم في الخمسين [c1] *** [/c] يحلو في الوجـود موردي أزف شمس اسرتي [c1] *** [/c]في موكـب محتشد الشهب من ضيوفه [c1] *** [/c] من لؤل ؤ وعسجد الى (شهـاب) نـيـر[c1] *** [/c] كفارس متقدمهذب مثـقف [c1] *** [/c]وسيد من سيـد[/c] فهذه كانت مصاهرة ثانية بين الشاعرين الكبيرين والعلمين البارزين.يقول غانم في (العبث العقيم) وهو يتحدث عن المصائب التي كانت تعصف بالوطن وعن الصحف المأجورة التي تتخفى وراء صورة جمال في الصفحة الاولى:[c1]أعلي إن الصحف خير أو هي الشر العميمفيها البطولة للذي ترنو لهمتـه النجوموبها النذالة إن تولى أمرها وغـد زنيـمكم نشرة يبكي بها الاوطان جاسوس أثيمفي الصفحة الاولى (جمال) ثم تندس السموم[/c]وجمال هو طبعا الزعيم العربي جمال عبدالناصر.وفي الديوان قصيدة بعنوان (تعز العز) اظن ان والدي كتبها في الستينيات عندما سافر الى الشطر الشمالي في احدى سفراته للبحث عن مصادر اطروحته عن شعر الغناء الصنعاني التي حصل بها على درجة الدكتوراه من جامعة لندن:[c1]تعز العــــز في ثبح الجبـال [c1] *** [/c]أحقا مـا أرى أم في خيـالقدمتك والمغيب يموج جمــرا[c1] *** [/c] يسيل الأفق منه على التلال[/c]وفي الديوان قصائد عدة عن الصراع مع الاستعمار بجانب قصيدة (بين ديك وثعلب) مثل قصيدة (عندما يقول الجندي البريطاني الشعر) ومثل (الوداع الاخير) ومثل (في عيد الثورة) ومثل قصيدة ( في عيد الاستقلال) ومن هذه القصيدة :[c1]طوبى لك اليوم هذا النصر يا وطني[c1] *** [/c] فقد بذلت له ما شــاء من ثمن موت وسجن وتشريد وتضحيـة [c1] *** [/c] بالآل والمال والخلان والسكنومحنة لـم تـــذر شيخا ولا ولــدا [c1] *** [/c] الادعته الى الآلام والحزنفي أطروان الصبا طاف النجيع بهـا [c1] *** [/c] يستبدل الحلة الحمراء بالكفن..الله للمبتلـى بالشر في وطن [c1] *** [/c] يأتيه من اجنبي غادر العطنكـــم قاد فيـنـا (باسترلينه) ذمما [c1] *** [/c] وفي الضمائر ما ينقاد للشلنوكم اقام بناء شيد من زيـــف[c1] *** [/c] على (شفار جرف هار) من العفنحينا يطالعنا في (هوبسن) فاذا [c1] *** [/c] ولى أتانا (بأشورت) على رسن..[/c]ـوفي القصيدة اشارات يعرفها اهالي عدن في فترة الستينيات اما هوبسن واشورت فقد كانا من رجال الاستخبارات البريطانية. وانا شخصيا اذكر هوبسن عندما كان يدير مكتب عدن في لندن وهو المكتب الذي كان مسؤولا عن طلبة عدن في بريطانيا وذات يوم زار مدينة ابردين ودعاني للعشاء اذ كنت ادرس الهندسة هناك وكان هناك طلبة آخرون من عدن في نفس الجامعة ولكنه دعانا منفردين وحاول اثناء العشاء ان يستخرج من كل واحد منا استغيابا للآخرين وحاول ان يقرأ اتجاهاتنا السياسية بعد ذلك انتقل للعمل في عدن حيث كان يحضر مقايل القات ويثير الفتن وهو شخص اضطر لتلقي العلاج النفسي فيما بعد. ويذكر د.عصام غانم هوبسن في الصفحة الثامنة من كتيبه (سيرة الدكتور محمد عبده غانم الشاعر والاستاذ والتربوي) لمن اراد مزيدا من التفاصيل.والديوان يحوي خمس قصائد تتعلق بقضية العرب الاولى قضية فلسطين ففي قصيدة (بالصميل) يقول فيها :[c1]أم هل يلام على الأذى من يستجير (بجونبول)و(العم سام) ورهطه من كل محتال عميـلدنيا بها (الدولار) يفرض كل وضع مستحيـل[/c]الى ان يخلص بان الحق العربي لن يأتي بغير القوة :(صهيون) لم تخلق لفهم الحق الا (بالصميل) وهو ما رأيناه ينجح في الايام الاولى من حرب اكتوبر ثم رأيناه في التصدي الذي قامت به المقاومة اللبنانية في صيف 2006م.اما قصيدة (يا إلهي) فكانت صرخة من هول النكسة ثم قصيدة (سنسير) الذي يرد فيها على قصيدة نزار قباني (هوامش على دفتر النكسة) حتى التي يقول فيها نزار مخاطبا الصغار:[c1]يا أيها الاطفال من المحيط للخليج أنتم سنابلوأنتم الجيل الذي سيكسر الاغلالويقتل الأفيون في رؤوسنا ويقتل الخيال ..وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة..[/c]وغانم يرد قائلا : "لا يا نزار افلا نطيق الانتظار" ولكن الاطفال الذين خاطبهم نزار قد شاخوا وما زلنا لم نهزم الهزيمة. ومن وحي الاسراء يكتب غانم قصيدة (قبة الصخرة تنادي). ولكن افضل قصيدة عن القضية في الديوان هي (قالت لي الشقراء) وقد كتبها الشاعر اثناء مشاركته في مؤتمر وفي المساء في بهو الفندق جاءته امرأة شقراء من المشاركات في المؤتمر وحاولت ان تناقشه في قضية فلسطين. ولما كانت المرأة ثملة فقد حاول غانم ان يتجنب النقاش ولكنها اصرت والقصيدة حوارية من اربع مقطوعات تتكلم الشقراء فيها في المقطوعة الاولى والثالثة بينما يرد عليها الشاعر في المقطوعتين الثانية والرابعة والقصيدة تتحلى بالوحدة الموضوعية واجتزاء ابيات منها لايؤدي هدفا مفيدا ويتمكن الشاعر من سرد كل الحجج التي يستعملها الصهاينة ومن والاهم في ادعاء احقيتهم بفلسطين وفي نظرتهم الاحتقارية للعرب والمسلمين والشاعر يرد بأسلوب يتناسب مع الحديث مع امرأة ثملة بشكل موفق.وفي الديوان ثلاث قصائد ذات مواضيع انسانية عامة الاولى عن (هيروشيما) وكيف دمرت وكيف عادت مدينة متقدمة من جديد رغم الجريمة التاريخية التي ارتكبتها امريكا في حقها والقصيدة الثانية (دمعة على القمر) ويقارن بين القمر عندما كان معبودا يسمى (المقة) عند السبئيين وغيرهم وكان منبعا للالهام عند الشعراء. أما قال ابن المعتز عن الهلال :[c1]انظر اليه كزورق من فضةقد اثقلته حمولة من عنبر[/c]وقال غانم فيه الكثير من القصائد كما ذكرنا في الحلقتين السابقتين فهو يقول هنا :[c1] فاذا اللآلئ في الحصى[c1] *** [/c] اعجـوبـة المتأمـل[/c]وكان قد قال في قصيدة (انشودة البدر) في (على الشاطئ المسحور) :[c1]والحصى در وهذا الماء ديباج الأرائك[/c]والقمر شبه به الشعراء حبيباتهم . يقول غانم في رومانسية:[c1]ياليتهم ضلوا السبيل وغادروك بمعزللتظل وحي الملهمين بسحرك المتزمل[/c]والقصيدة الثالثة هي (بين بابين) وموضوعها متميز فقد استفاد الشاعر من قصة اول عملية استبدال قلب فقد حصل اليهودي الابيض (بليبرج) على قلب رجل زنجي كان قد توفي في جنوب افريقيا حيث كان التمييز العنصر يمنع السود من الدخول من ابواب مخصصة للبيض يقول الشاعر :[c1]من أي بـاب يا ترى[c1] *** [/c] يجب الدخول ويستقيـمايعد ابيض من له[c1] *** [/c]في جنبه قلب بهيـممـاذا تقول شريعة التمييز والرأي الرجيـميا عنصر (البيض) اهدنا يا أيها الشعب الكريم![/c] ونختم بالحديث عن اطول قصيدة في الديوان (في رحاب الوحي) وكان الشاعر قد كتبها في رحلة الحج مع والد زوجته رجل التنوير المحامي الصحفي محمد علي لقمان رحمه الله وزوجتيهما وقد توفي لقمان في تلك الرحلة ودفن في الاراضي المقدسة. والقصيدة الطويلة مليئة بالمشاعر الروحانية فعبر 111 بيتا يعرج الشاعر على التاريخ الاسلامي المشرق في ايامه الاولى وعلى منجزات الحضارة الاسلامية وعلى مشاعره الدفاقة ثم يعرج على مصائب الامة ومأساة فلسطين وتخلف العرب ومأساة عدن في آخر القصيدة التي كتبت وهم في المدينة المنورة قبل التوجه الى مكة المكرمة:[c1]رسول الله والادواء شتـى [c1] *** [/c] وأنت كبيبها مهما دوينـاأتيت اليك من (عدن) وفيهـا [c1] *** [/c] شدائد كم بوطأتها منينـاأبثك مـا يلاقي الحر فيهـا [c1] *** [/c] من العملاء والمستعمرينـاوأشرح ما أكابد من هموم[c1] *** [/c] وأشكو عندك الداء الدفينالتأسو علتي وتزيـل كربـي [c1] *** [/c]ومن إلاك يأسوا المرفقينـاوألتمس الشفاعة من رسول[c1] *** [/c] رؤوف بالعصاة المذنبيـناوأطلب من رحاب الوحي رشدا[c1] *** [/c] لابناء العروبة اجمعينـا[/c]