في ضربة للائتلاف الهش الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي
بغداد/14 أكتوبر/من بول تيت: انسحبت جبهة التوافق العراقية التكتل السني الرئيسي بالعراق من الحكومة أمس الأربعاء في ضربة للائتلاف الهش الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي فيما قتل مهاجمون انتحاريون أكثر من 70 شخصا في ثلاثة هجمات ببغداد. وأدخلت هذه الخطوة نحو الاستقالة الحكومة في أزمة جديدة وأضرت بمساعيها الرامية للتوصل إلى مصالحة وطنية ووضع حد للصراع الطائفي. وسقط 50 شخصا من بين قتلى أمس الأربعاء عندما استهدف مهاجم انتحاري يقود شاحنة وقود ملغومة قائدي سيارات عند محطة بنزين. وانسحبت الجبهة من الائتلاف الذي يقوده الشيعة بسبب تقاعس الائتلاف عن تلبية قائمة تضم نحو 12 مطلبا من بينها منحها المزيد من الثقل في الأمور الأمنية. وقال رافع العيساوي المتحدث باسم الجبهة خلال مؤتمر صحفي إن الحكومة لا تزال توصد الباب أمام الإصلاحات الضرورية لإنقاذ العراق مضيفا أنه كان ينبغي للحكومة أن تلبي مطالبها أو أن تقر بفشلها على الأقل. وقال العيساوي إن سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء ووزراء الجبهة الخمسة الآخرين سيقدمون استقالاتهم. وسيبقى أعضاء الجبهة وعددهم 44 في البرلمان الذي يضم 275 مقعدا. ولن يكون لانسحابهم تأثير يذكر من الناحية العملية على الحكومة المشكلة منذ 15 شهرا والمصابة فعليا بالشلل بسبب الصراعات الداخلية والتي تحتاج لاستمرارها إلى أغلبية بسيطة. وأصاب الضعف حكومة المالكي بالفعل نتيجة انسحاب الكتلة السياسية التي يتزعمها رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وهي من أكبر الكتل في البرلمان وذلك بسبب رفض رئيس الوزراء تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية.
وتتعرض حكومة المالكي لضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها لوضع حد للصراع الطائفي بين الشيعة والسنة الذي قتل خلاله عشرات الآلاف. ، كما تشعر واشنطن بالاستياء إزاء البطء في تحقيق تقدم بخصوص المصالحة بين الطوائف العراقية. وقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وعضو الجبهة إنها لا تزال مستعدة للمفاوضات. ، وأضاف في تصريحات للصحفيين أن الباب لا يزال مفتوحا أمام جميع الخيارات بما في ذلك العودة للحكومة إذا أدخلت إصلاحات. وتتشكل جبهة التوافق العراقية من ثلاث جماعات سنية رئيسية من بينها الحزب الإسلامي العراقي الذي ينتمي إليه الهاشمي. وتشمل قائمة المطالب التي تقدمت بها الجبهة حل الميليشيات الشيعية التي يلقى عليها باللوم في استهداف السنة. وقال برهم صالح وهو نائب آخر كردي لرئيس الوزراء إن انسحاب الكتلة السنية هو أخطر أزمة سياسية حتى الآن تواجهها حكومة المالكي. وأشار صالح إلى أن التحضيرات مستمرة لعقد قمة للزعماء السياسيين الأكراد والشيعة والسنة بالعراق خلال الأيام القليلة المقبلة. ، وتابع أن الأزمة خطيرة ويتعين عدم التهوين من تداعياتها وأعرب عن أمله في ان تتيح فرصة لمعالجة أسباب الاضطراب السياسي الذي تعاني منه البلاد. وعلقت الجبهة الأسبوع الماضي عمل أعضائها الستة في الحكومة وحددت للمالكي مهلة مدتها أسبوع لتلبية مطالبها. واتهمت الجبهة الحكومة الائتلافية بالتقاعس عن التشاور معها بخصوص قضايا أساسية. ومن المقرر أن يقدم ريان كروكر سفير الولايات المتحدة لدى بغداد واكبر قائد عسكري أمريكي في العراق تقريرا حاسما بشأن التقدم في العراق إلى الكونجرس الشهر المقبل فيما يتعرض الرئيس جورج بوش لضغوط متزايدة لإظهار حدوث تقدم في الحرب التي لا تحظى بتأييد شعبي أو البدء في سحب القوات. وقالت الشرطة إن المهاجم الانتحاري استدرج أصحاب السيارات الذين اصطفوا في طابور للحصول على البنزين في حي المنصور ببغداد قبل أن يفجر الشاحنة التي كان يقودها. وأصيب 60 آخرون. وفي هجوم منفصل قتل 20 شخصا عندما فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة قرب منفذ لبيع البوظة في منطقة تجارية تعج بالحركة في حي الكرادة الذي تسكنه أغلبية شيعية ببغداد. وقتل انتحاري ثالث ثلاثة أشخاص في حي الدورة بجنوب بغداد. وقال الجيش الأمريكي ان ثلاثة من جنوده قتلوا وأصيب ستة جنود آخرين في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في شرق بغداد يوم الثلاثاء. وكان الجيش الأمريكي قد بدأ هذا العام زيادة عدد قواته بنحو 30 ألف جندي في محاولة لإتاحة الوقت أمام المالكي للوفاء بأهدافه السياسية. وقتل جندي آخر بنيران أسلحة صغيرة في شرق بغداد أمس الأول أيضا ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في يوليو إلى 78 على الأقل وهو اقل عدد للقتلى في شهر في صفوف الجنود الأمريكيين بالعراق منذ نوفمبر الماضي والأقل منذ بدء إرسال القوات الأمريكية الإضافية في فبراير الماضي.