استيقظت الحمامة المطوقة في الصباح الباكر ،وأخذت تهدل وتنادي جاراتها حتى أيقظتهن جميعا وقالت :نحن في موسم الحصاد ، هيا نطير إلى الحقول ، لنلتقط الحبوب هيا بنا ،فأنا أعرف حقلاً قريبا من هنا مليئاً بالحبوب طارت المطوقة وانطلق الحمامات خلفها ترفرف في سعادة حتى ارتفعت في الفضاء في شكل سراب جميل تقوده الحمامة المطوقة ؛ فهي أكبرهن سناً وأكثرهن جمالاً وخبرةً وحباً وتواضعاً ولذلك كان الجميع يسمعون كلا مها وصل سرب الحمام إلى حقل الذرة فقالت الحمامة المطوقة : احذرن يا صد ياقتي ؛ فربما نصب الصيادون لنا شباكهم ولذلك يجب أن نتفرق في الحقل فلا ننزل في مكان واحد وكذلك علينا أن نهبط على مهل ودون اندفاع . لم تحذر الحمامات بل اندفعت جميعها ومعها الحمامة المطوقة في الهبوط إلى مكان واحد عندما رأته مليئاً بالحبوب وفجأة وجدت الحمامات نفسها واقعة في شبكة الصياد وقد التفت الخيوط على أرجلها جميعاً . أخذت الحمامات تبكي وأخذت كل حمامة تحاول أن تخلص نفسها من الشبكة دون جدوى بل إن خيوط الشبكة أخذت تزداد تشابكاً على أرجلهن وفجأة صرخن جميعاً ؛ فقد ظهر الصياد قادماً من بعيد صرخت الحمامة المطوقة قائلة : اهدأن واستمعن إلى . هدأت الحمامات ونظرن إليها في لهفة . قالت الحمامة المطوقة :لا بد أن نتعاون ونرفرف معاً لنخلع الشبكة ونطير بهاو إلا سنقع جميعاً في يد الصياد هتفت المطوقة : ( واحدُ ، اثنان ، ثلاثة ُ ) ، وفي لحظة واحدة انطلقت الحمامات ترفرف معاً رفرفات قوية وأخذت ترتفع بالشبكة فوق الأرض ثم خلعتها من الوتد وطارت بها في الفضاء والصياد ينظر مذهولاً قالت المطوقة : لا تفرحن كثيراً فلا زالت لدينا مشكلة كبيرة ؛ فهذا الصياد الماكر لا يزال يجري ويبعنا متوقعاً أننا سنبتعد قليل ونقع في يده .صرخت حمامة صغيرة :(وهل سنظل نطير هكذا والشبكة في أرجلنا قالت الحمامة المطوقة : لا بد أن نظل نطير حتى نبتعد عن أعين الصياد و بعد ذلك نبحث عن حل . وهكذا ظلت الحمامات تبذل كل جهدها حتى ابتعدت عن الصياد وعبرت من فوق النهروصارت تحلق فوق الغابة البعيدة في تلك اللحظة خطرت فكرة في بال الحمامة المطوقة جعلته تهتف قائلة : ( وجدت الحل وجدت الحل )شعرت الحمامات بالاطمئنان وأخذت تهدل :( ما هو ؟ ما هو ؟ ) قالت المطوقة : لن أشرح لكن الآن ،ولكن هيا بنا أخذت الحمامة المطوقة تقود سرب الحمام للهبوط على الأرض وهي تحاذر أن تشتبك خيوط الشبكة بأفرع الأشجار وفوجئت الحمامات بها وهي تنادي يا فأر يا فأر .. وما هي إلا لحظات حتى جاء الفأر يجري مندهشاً مما يرى قال الفأر : ( كيف حدث ذلك ؟). ودون أن ينتظر إجابة من المطوقة انطلق من فوره إلى الخيوط المتشابكة علىرجليها ليقرضها ولكن المطوقة رفضت ذلك وقالت له :لا يا صديقي الفأر لابد أن تبدأ بصديقاتي أولاً ابتسم الفأر ثم انطلق يقرض الخيوط ويخلص الحمامات واحدة بعد واحدة حتى انتهى من تخليصهن جميعاً وقد بلغ به التعب أشده ولكنه لم يسترح بل انطلق إلى صاحبته المطوقة حتى خلصها ثم جلس يستريح تجمعت الحمامات تحتفل بنجاتها قالت حمامة : الحمامة المطوقة علمتنا الصبر والعزيمة والتعاون .وقال الفأر : لقد طلبت منى أن أبدأ بكن وأن تكون هي الأخيرة ؛ لتدفعني إلى العمل دون كسل لقد علمتنا الحب والإخلاص
|
اطفال
الحمامة المطوقة
أخبار متعلقة