القاص جمال عبدالواحد عبدالرب للصفحة الثقافية 14اكتوبر
اجرى اللقاء/ عبدالله الضراسي * الاستاذ الاديب جمال عبدالواحد عبدالرب واحد ممن يكتبون القصة القصيرة بتميز وابداع وحساسية ادبية دقيقة فرغم انشغالاته الكثيرة عن الادب والكتابة الادبية بحكم عمله التربوي حالياً والاعلامي سابقاً الا انه يطالعنا بين الفينة والاخرى بعمل ادبي مبدع يقدمه على استحياء وبتواضع كان يقول لنا :" انا حاولت اقتحام مجال الادب ولكم الرأي في ان تحكموا على هذه المحاولة .." وعندما نقف على ما كتب نجده مبدعاً متمكناً وان كان مقلاً في الانتاج وهو ما يشفع لنا ان نسميه اديباً الى جانب كونه استاذاً تربوياً ونلح عليه ان يستمر في هذا الاقتحام الجميل لفضائنا الادبي واثقين انه لو فعل ذلك لاحتل مكاناً بالمقتحمين والمقتحمات من غير اصحاب المواهب . وفي هذه الالمامه سنحاول ان نعرف القراء بهذا المبدع المقل من خلال هذا اللقاء الذي اجريناه معه . > منذ متى بدأت بكتابة القصة القصيرة وهل هناك من وقف الى جانبك وساعدك بهذا الاتجاه ؟! - كان ذلك تقريباً في عام 1972م وانا طالب في الثالث اعدادي يومها واذكر انني كنت في دراستي عموماً تلميذاً ممتازاً احصل على المراكز الاولى في الصف الى ان وصلت الى الثالث اعدادي عندها بدأت عندي مثلي مثل أي مراهق تغيرات نفسية اعتبرها عنيفة لانها حولت اهتماماتي كلية من المواد العلمية الى المواد الادبية وحصراً في الشعر اولاً والقصة القصيرة ثانياً واحتفظ بمذكرتي الشخصية حتى اليوم بمجموعة محاولات شعرية . اما بالنسبة للقصة فقد كان اول من شجعني في كتابتها الاستاذ محمد احمد هاشم رحمه الله وكان مدرساً للغة العربية واصبح فيما بعد مديراً عاماً للتربية م / عدن واذكر انني اعطيته اول محاولة قصصية وكانت مكتوبة بالقلم الرصاص وتتحدث عن مشروع حب يجري في رحلة قطار .؟ اما في السنوات الاخيرة فالحقيقة ان الصديق الشاعر مبارك سالمين كان اول من بادر في تشجيعي حيث اخذ مني اكثر من قصة الى الاستاذ الشاعر جلال احمد سعيد وهو صديق لي ايضاً حيث بادر هو بنشرها دون تردد كما ان لي صديقاً تربينا انا وهو في بيت واحد هنا في عدن يشجعني كثيراً في كتاباتي وانا اعتز بارائه هو الصديق الحبيب نجيب عبدالحبيب.> ماهي اول قصة قصيرة كتبها ونشرتها وفي أي مكان ؟؟ - ربما كان ذلك في نهاية السبعينات في صحيفة الراية التابعة للدائرة السياسية للقوات المسلحة آنذاك وكان عنوانها " المنكوده " وتتحدث حول مأساة ام تصاب بوفاة اولادها الواحد بعد الاخر نتيجة للفقر والعوز . والحقيقة انني كتبت في هذه الفترة مجموعة قصص جمعتها في ملف واهديتها للأخ منصور عبدالعزيز وهو صديق قديم و احد زملاء الكلمة مع مجموعات قصصية اشتريتها من معرض الكتاب لكتاب محليين قبل سنوات طويلة ولكني حتى الان لم التق به للحصول عليها . > ماهي المشاركات الادبية التي قدمت نفسك بها كقاص ونوعية المشاركة ؟؟ للأسف لم اقدم نفسي كقاص واتحمل انا ناتج هكذا التجاهل وعدم الثقة بالنفس والشعور باللامسئولية تجاه الابداع الشخصي واللامبالاة عموماً في حياتي . > بعد اكثر من عقدين كيف ترى نفسك كقاص ؟ اذا قلت لك انني لا زلت اعتبر نفسي في طور التجارب ولا زلت مبتدئاً فإنني بهذا اقول الحقيقة تماماً وعلى العموم فانني مقل جداً في كتاباتي والسبب انني لا اكتب للاستهلاك ولبقاء اسمي حباً في الصحف بل اكتب لضرورة داخلية شديدة الالحاح فقط . > هل تعرضت لقراءات نقدية وما رأيك بها ؟ - لم اقرأ شيئاً كتب عني في الصحف واذكر انني اشتركت في مسابقة للقصة القصيرة عام 1984م تقريباً بقصة اسمها " شيء اسمه الحزن " وكانت من القصص الناجحة وهي موثقة في مجلة الحكمة اكتوبر 1985م واذا لم تخنني الذاكرة فان اللجنة المحكمة كانت مكونه من الدكتور سالم عمر بكير رحمه الله والاستاذ فيصل صوفي والاستاذ القاص ميفع عبدالرحمن . > هل لنا ان نعرف شيئاً عن موضوعاتك في القصص ؟ - فيما اكتب عموماً انتصر دائماً للقيم النبيلة التي اومن بها ولكن بعد صراع حاد وعنيف مع تلك القيم المضادة او مع تلك الظروف القدرية والقهرية المعاكسة . > كيف ترى واقع القصة في اليمن عامة وعدن خاصة ؟ - القصة القصيرة اليمنية تسللت الى كل زوايا الواقع ولا مست كل الهموم الاجتماعية والتاريخية واستطاعت ان تتحسس كافة المشكلات وان تعالجها وان برؤى مختلفة ومتباينة نسبياً . كما انها تطورت من حيث الشكل والمضمون واثبتت انها فن له امكاناته الخاصة حيث تجاوزت السرد واكتسبت العمق والتحليل واصبحت تغوص داخل الملامح النفسية وتتبع حركاتها وتكشف عن صراعها بدلاً من الحديث عن القسمات الخارجية او سرد الاحداث زمانياً ومكانياً فقط كما كان في الماضي . غير ان هناك الكثير من المحاولات لاسماء كثيرة لاتعد وان تكون خواطر وليست قصص . > كيف تنظر الى هذه الاسماء القصصية 1- ميفع عبدالرحمن 2- هدى العطاس وبقية اسماء اديبات القصة ؟؟ قرأت قديماً لميفع عبدالرحمن والحقيقة انني اتفق معه من حيث معالجاته وفكرة اليساري عموماً واذكر له قصة قديمة بعنوان " المطر والجبل " تتحدث عن الصراع بين البرجوازيين والفقراء اعجبتني كثيراً . اما هدى العطاس فان الملاحظات الانطباعية الاولية حول كتابتها هي انها تقتي كثيراً بالشكل حيث يصل الى مرحلة التكثيف الشعري . وقد قرأت اخيراً كتاب اعدته وقدمته نهله عبدالله حول اصوات نسائية في القصة اليمنية وكذلك كتاب للدكتور عبدالحميد ابراهيم حول القصة اليمنية وفيه نصوص نسائية وعلى العموم فان الكتابة النسائية لا زالت متأخرة بالنسبة لوضع المرأة فهي في البدايات الاولى . وهناك اسماء كثيرة شابة تكتب ولكن الحصيلة قليلة . > لمن تقرأ ؟؟ - تقريباً لكل الكتاب العرب المعروفين واخر ما قرأته مجموعة قصص قصيرة في كتاب من اصدارات دار الهلال المصرية للكاتب الكبير انطون تشيخوف . هذا بالاضافة الى قراءاتي في تخصصي الفلسفة وعلم النفس وكذا الابداع الادبي عموماً او البحوث العلمية الجديدة والمثيرة كما انني مغرم بقراءة الشعر العربي .