دراسة إستراتيجية:
فنلندا/ متابعات: وجدت دراسة أوروبية حديثة أن جيوش أوروبا ستواجه نقصاً بشرياً خطيراً خلال العشرين عاماً المقبلة جراء تراجع النمو السكاني مما سيجبر الحكومات على تقليص أعداد جيوشها ويتركها أمام خياري تطوير المزيد من الأسلحة الآلية robot weapons أو خفض مهامها العسكرية.ويصور التقرير، الذي رسم صورة مقلقة عن أوروبا الهرمة عام 2025 رفع إلى وزراء دفاع الكتلة الأوروبية خلال اجتماعهم في منتجع "لابلاند" الثلاثاء(3الجاري)، الصراع الذي ستخوضه الحكومات للحفاظ على الإنفاق العسكري في مواجهة تكلفة التقاعد المتنامية.ويوضح التقرير أن الأجيال الأوروبية المتوسطة ستبلغ 45 عاماً بحلول العام 2024 فيما ستتراجع أعداد الفئة العمرية بين 16 - 30 عاماً (سن الخدمة العسكرية) بواقع 15 في المائة، وفي ذات الوقت، تشير التوقعات إلى تنامي متسارع لمعدلات السكان في كل من أفريقيا والشرق الأوسط وسط تخلف اقتصادي الأمر مما سيخلق وفرة من الأجيال الشابة الساخطة.وأشار خبير دفاعي في التقرير إلى أن "الاتجاه الديموغرافي والاقتصادي قد يفرز أوروبا "أفقر نسبياً" تحيط بها مناطق صراع في أفريقيا والشرق الأوسط وروسيا.[c1]مخاوف كثيرة[/c]ويحذر التقرير من أنه لن يكون في مقدور أوروبا الاعتماد على حليفها التقليدي عبر الأطلسي، أي الولايات المتحدة، التي ستستبدل اهتمامها المتنامي بالتركيز على آسيا، حيث تتعاظم قوى الهند والصين لتتحولا إلى قطبين عظيمين جديدين في العالم.كما يحذر من تزايد اعتماد أوروبا على الطاقة المستوردة، وغالباً من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى مشيراً إلى أن أوروبا، وخلال العقدين المقبلين، ستستورد 90 في المائة من حاجياتها من النفط و80 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.و"في رؤية بعيدة المدى"، تقول وكالة الدفاع الأوروبية أن احتمالات دخول الدول الأوروبية في حروب تقليدية مع دول أخرى "ضئيلة" إلا أن التهديدات التي يمثلها الإرهاب والنزاعات الإقليمية في تنامٍ.[c1]جيوش أصغر[/c]وبالنظر إلى جميع تلك العوامل يحث الخبراء الدول الأوروبية على تشكيل جيوش أصغر حجماً وأكثر حرفية مجهزة بأحدث الأسلحة ذات التقنيات العالية والتخلص من القدرات العسكرية الزائدة عن الحاجة.ويطرح التقرير تساؤلات بشأن مدى حاجة أوروبا الحقيقة إلى قرابة 10 ألف دبابة وحوالي 3 آلاف طائرة مقاتلة في ترسانتها العسكرية الراهنة.ورسم التقرير صورة قاتمة لمستقبل التكتل الأوروبي "ستجد أوروبا - الفقيرة نسبياً والهرمة والأكثر هلعاً بشأن أمنها - في عزلة متزايدة في مواجهة قضايا مناطق الجوار الصعبة.ويتوقع التقرير أن يحيط الغموض بالأوضاع السياسية والاقتصادية في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.