المالكي يهدد باستبعاد أتباع الصدر من الحياة السياسية
جانب من مؤيدي الصدر يحملون صورته
النجف/بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال مساعد كبير لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس الاثنين إن الزعيم الشاب سيتشاور مع كبار الزعماء الدينيين وسيحل مليشيا جيش المهدي التابعة له إذا أمروه بذلك. جاء الإعلان المفاجئ في نفس اليوم الذي أمر فيه رئيس الوزراء نوري المالكي في مقابلة تليفزيونية بحل جيش المهدي وإلا فسيستبعد اتباع الصدر من الحياة السياسية. وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها الصدر حل جيش المهدي الذي يلعب مقاتلوه ذوو الأقنعة السوداء دورا رئيسيا في الحرب التي تدور رحاها في العراق منذ خمس سنوات وهم الأعداء الرئيسيون للولايات المتحدة والقوات العراقية خلال الفترة الأخيرة التي شهدت زيادة في وتيرة القتال. وقال المساعد البارز حسن الزرقاني إن الصدر سيطلب مشورة آية الله العظمى علي السيستاني اكبر مرجعية شيعية في العراق بالإضافة إلى كبار رجال الدين الشيعة في إيران بشأن حل جيش المهدي وانه سيطيع أوامرهم. وقال الزرقاني «وجه مقتدى الصدر أوامر إلى مكاتبه في النجف وقم الزيارة السيد السيستاني في النجف والسيد كاظم الحائري في قم لمناقشة مسألة حل جيش المهدي.» وقال من إيران حيث يقول مسؤولون أمريكيون ان الصدر قضى معظم العام الماضي هناك «إذا أمروا بحل جيش المهدي سيمتثل مقتدى الصدر والتيار الصدري لأوامر المراجع الدينية.» والنجف في العراق حيث يعيش السيستاني وقم في إيران هما المركزان الرئيسيتان للسلطة الشيعية. ويسلط ذلك الضوء على السيستاني رجل الدين الناسك البالغ من العمر 77 عاما والذي تجله جميع الفصائل الشيعية في العراق وتحمل أوامره قوة الشريعة الإسلامية. ولم يتدخل السيستاني الذي لا يكاد يبرح منزله في النجف في الشؤون السياسية في العراق سوى مرات قليلة لكن أحكامه تكون حاسمة في كل مرة. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ انه لا يمكنه التعليق على بيان مساعد الصدر. كما رفض المتحدث باسم السيستاني حامد الخفاف التعليق. وأمر المالكي بشن حملة مداهمات على الميليشيا منذ أسبوعين في مدينة البصرة بجنوب العراق مما أدى لوقوع اشتباكات في أنحاء بغداد وجنوب العراق الذي تسكنه أغلبية شيعية والتي أدت إلى أسوأ قتال في البلاد منذ النصف الأول من 2007 على الأقل. وتراجع القتال قبل أسبوع عندما أمر الصدر أتباعه بالابتعاد عن الشوارع لكنه تجدد مرة أخرى الأحد مع وقوع اشتباكات حول مدينة الصدر معقل جيش المهدي وإحدى ضواحي بغداد. وفي مقابلة أذيعت أمس ذكر المالكي للمرة الأولى جيش المهدي بالاسم وأمر بحله. وقال المالكي في مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الأمريكية إن حل المشكلة لا يتأتى إلا عن طريق حل جيش المهدي. وقال إن القوات الحكومية ستواصل حملتها في مدينة الصدر وإن حكومته فتحت الباب لمواجهة حقيقية مع تلك «العصابات» ولن تتوقف قبل أن تسيطر تماما على تلك المناطق. وتأتي هذه التطورات في وقت حساس قبل يومين فقط من موعد تنفيذ دعوة الصدر لمليون من أتباعه بالخروج إلى شوارع العاصمة في احتجاجات حاشدة ضد الولايات المتحدة وقبل يوم من اطلاع اكبر مسؤولين أمريكيين في العراق الكونجرس على التقدم الحاصل هناك. ومن المتوقع أن يوصي قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير ريان كروكر بوقف خفض مستوى القوات الأمريكية بمجرد إتمام عملية سحب 20 ألف جندي في يوليو. واستمر القتال الذي اندلع الأحد إلى أمس. وقالت مصادر طبية ان تسعة أشخاص آخرين قتلوا وأصيب أكثر من 60 في الليل بعدما قتل 25 وأصيب ما يزيد على 90 في قتال الأحد. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش الأمريكي «يتعرض العراقيون لنيران متقطعة وقذائف صاروخية ولكن لم ترد أنباء عن معارك ضارية أو وقوع خسائر بشرية.» وأعلن الجيش الأمريكي مقتل اثنين آخرين من جنوده الأحد ليرتفع عدد القتلى في يوم واحد إلى سبعة ويصبح أكثر الأيام دموية للقوات الأمريكية منذ شهور. وقتل ثلاثة جنود وأصيب 31 في هجمات بقذائف مورتر أو صواريخ بينهم اثنان قتلوا وأصيب 17 داخل المنطقة الخضراء حيث يرتدي طاقم العاملين في اكبر سفارة أمريكية في العالم حاليا سترات واقية من الرصاص وخوذات.