طهران /14 أكتوبر(رويترز) : قال تلفزيون ايراني مملوك للدولة يوم أمس الاربعاء إن إيران أعربت عن اعتقادها بان اتفاق تبادل الوقود النووي مع الغرب مازال ممكنا بعد يوم من توسيع الجمهورية الإسلامية برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهو ما قوبل بتحذير أمريكي من فرض مزيد من العقوبات على طهران.وقال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية لتلفزيون برس تي.في. الناطق بالانجليزية «الاتفاق مازال مطروحا على الطاولة».لكنه كرر ان التبادل يجب ان يتم بشكل متزامن وعلى أرض ايرانية وهو شرط لن تقبله على الارجح القوى الغربية التي تريد من طهران ان ترسل معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج قبل ان تحصل في المقابل على يوارنيوم مخصب لدرجة اعلى.وأضاف صالحي ان اليورانيوم الايراني يمكن ان توضع عليه أختام ويوضع تحت «وصاية» الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة داخل ايران الى ان تحصل طهران على الوقود النووي الذي تحتاجه لمفاعل أبحاث طبي.وصرح الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء بأن المجتمع الدولي يتحرك «بسرعة مقبولة» لفرض عقوبات جديدة على ايران مع توسيع الجمهورية الاسلامية لبرنامجها النووي.وقال أوباما ان رفض ايران قبول اتفاق لتوريد الوقود النووي توسطت فيه الامم المتحدة يشير الى انها عازمة على محاولة انتاج اسلحة نووية رغم تأكيدها ان برنامجها سلمي ولا يهدف الا الى توليد الكهرباء.وأضاف اوباما للصحفيين في واشنطن ان الباب مازال مفتوحا امام ايران للدخول في مفاوضات مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي لكنه اوضح ان الولايات المتحدة تركز الآن جهدها على العقوبات.وأضاف اوباما «ما سنعمل بشأنه على مدى الاسابيع القادمة هو تطوير نظام عقوبات فعال يبين لهم مدى عزلتهم عن المجتمع الدولي ككل.»وكان أوباما تولى منصبه متعهدا بالتخلي عن سياسة حكومة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الساعية الى عزل ايران لكنه اتخذ موقفا أكثر تشددا منذ الانتخابات المتنازع على نتيجتها هناك في يونيو حزيران الماضي وانقضاء مهلة في ديسمبر كانون الاول كان قد حددها لطهران لقبول الاتفاق الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وتجاهلت ايران الضغوط الدولية وأعلنت يوم الاحد انها ستخصب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لاستخدامه في مفاعل ينتج نظائر لعلاج مرضى السرطان. واعلنت يوم الثلاثاء ان العمل بدأ.واتخذت طهران هذا القرار بعد فشل الاتفاق على شروط المبادلة الذي كانت سترسل ايران بموجبه معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج مقابل حصولها على وقود مخصب الى درجة نقاء بنسبة 20 في المئة.والقصد من هذه المبادلة هو منع ايران من تخزين مواد كافية لتصنيع سلاح نووي.وكانت ايران تخصب اليورانيوم الى مستوى 3.5 في المئة قبل ان ترفعه الى نسبة 20 في المئة امس. ويتطلب صنع قنبلة نووية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.وأوضح صالحي ان ايران ستوقف انتاج قضبان وقود نقي بنسبة 20 بالمئة لمفاعلها اذا حصلت عليه من الخارج بدلا من ذلك.لكنه اوضح ان طهران لم تتراجع عن مطلبها بان يتم التبادل بشكل متزامن وهو شرط على الارجح لن تقبله القوى الكبرى المشاركة في جهود للتوصل الى حل دبلوماسي للنزاع المحتدم منذ فترة طويلة.وأضاف صالحي «اليورانيوم يمكن ان يوضع تحت وصاية الوكالة ( الدولية للطاقة الذرية) في ايران ويمكن وضع اختام عليه...والى ان نتسلم الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة من الخارج.«اذا تقدموا ومدونا بالوقود حينها سنوقف عملية التخصيب بنسبة 20 في المئة».ونقل برس تي.في. عن صالحي قوله ان ايران قررت انتاج اليوارنيوم المخصب لمستوى اعلى بعد ان رفضت الدول الغربية مد ايران بالوقود النووي الذي يحتاجه مفاعلها الطبي.وذكر التلفزيون ان هذا المفاعل ينتج نظائر مشعة «ضرورية لرعاية صحية تنقذ أرواح أكثر من 850 ألف مريض ايراني.»وعلى الرغم من ان صناعة قنبلة نووية يتطلب نسبة نقاء تصل الى 90 في المئة الا ان الحصول على نسبة نقاء تبلغ 20 في المئة هي خطوة كبيرة لأن التخصيب الى مستويات أدنى هو المرحلة الاصعب في العملية وتستغرق وقتا أطول. ويقول دبلوماسيون غربيون ان من الاهداف المحتملة لاي عقوبات جديدة البنك المركزي الايراني والحرس الثوري وهما من الاهداف التي تقول الدول الغربية انها ذات دور حيوي في البرنامج النووي لايران وشركات النقل البحري وقطاع الطاقة.وقد كثفت القوى الكبرى بالفعل المناقشات بشأن الخطوة القادمة. وارسلت روسيا اقوى اشارة حتى الآن على انها قد تؤيد فرض مجموعة عقوبات دولية رابعة بسبب البرنامج النووي الايراني.وقالت روسيا التي حثت في الماضي على اجراء محادثات بدلا من توقيع عقوبات ان الجهود الجديدة من جانب ايران بشأن تخصيب اليورانيوم انتهاك واضح لقرارات الامم المتحدة وان اسباب قلق الغرب بشأن النوايا النووية الحقيقية لايران مبررة.ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الامن الروسي قوله «الوسائل السياسية الدبلوماسية مهمة للتوصل الى قرار لكن توجد حدود لكل شيء».والصين هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تعارض بشدة معاقبة ايران بين القوى الكبرى التي يمكنها اعاقة فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية في الامم المتحدة. وحثت بكين يوم الثلاثاء على زيادة الجهود الدبلوماسية لحل النزاع بشأن خطط ايران النووية ودعت كل الاطراف الى العمل للوصول الى اتفاق حول خطة مبادلة الوقود.
أخبار متعلقة