تونس / متابعات : “مدينة الظلال” انتاج سينمائي كندي-تونسي يصور حاليا في جنوب تونس ويعكس تقاطعا ثقافيا بين الشرق والغرب، وذلك عبر معاناة قرية في شمال افريقيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.وليست المرة الاولى يتحول فيها الجنوب التونسي موقعا لتصوير افلام اجنبية، فقد شهد تصوير الفيلم الايطالي “النمر والثلج” الذي تدور احداثه خلال الغزو الاميركي للعراق، اضافة الى استعانة المخرج الاميركي جورج لوكاس بهذه المنطقة لتصوير لقطات من شريطه المعروف “حرب النجوم”.يخرج الفيلم الكندي كيم نغيبان، ويؤدي الممثل الكندي جون مارك بار احد ابطال فيلم “لو غران بلو” للمخرج الفرنسي لوك بيسون والممثلة سابين كارسنتي ذات الجذور المغاربية دوري البطولة.وكان تصوير المشاهد الأولى بدأ في 25 شباط/فبراير الماضي في تطاوين (600 كلم جنوب تونس).واوضح نغيبان (33 عاما) ان “موضوع الفيلم مستوحى من كتاب الطاعون للكاتب الفرنسي الجزائري المولد البير كامو”، موضحا انه يهدي كامو هذا العمل الثالث في مسيرته السينمائية التي بدأت قبل اكثر من سبع سنوات.وامل المخرج الشاب ان “يستفز هذا العمل المعقد المتفرج في محاولة لتغيير ما يمكن تغييره والارتقاء بالانسان نحو الافضل”.واضاف “كان يفترض ان يتم تصوير الفيلم بكامله في ايطاليا، لكنني عدلت عن ذلك واخترت تونس لان فيها مناظر خلابة يمكن ان تشكل ديكورا طبيعيا للفيلم، فضلا عما يتمتع به التقنيون والممثلون التونسيين من خبرة”.ويشارك في الفيلم ايضا الممثل السويسري فنسان وينترهالتر وممثلون تونسيون ابرزهم لطفي العبدلي بطل “اخر فيلم” للنوري بوزيد الذي حاز نحو 30 جائزة عربية وعالمية منذ 2006.ويؤدي بار دور طبيب عسكري يعود من جبهة القتال محبطا، فيجد قريته الواقعة على اطراف الصحراء وقد تفشى فيها وباء الطاعون مهددا سكانها، فيصاب بالذعر وتتحول رغبته في الاستقرار والراحة الى كابوس.واثناء محاولته انقاذ قريته، يتعرف الى “مليكة” البربرية التي تعد قلب القرية النابض ويقع في حبها.وعلى خلفية قصة الحب هذه، يبرز المخرج مآسي الحروب وتداعياتها مركزا على الصراع الازلي بين الخير والشر والمحاولات المتكررة لطمس الهويات ودوس القيم.ويستخدم الفيلم ديكورات ضخمة حولت شوارع واحياء وجبال مدن الجنوب التونسي مثل قرماسة وشبيكة وتطاوين ودويرات ونفطة الى ثكنات عسكرية ومواقع للقتال ومستشفيات.من جهته، اوضح التونسي رضا التركي المنتج المنفذ للفيلم ان “انجاز هذا الفيلم تطلب طاقما تقنيا كبيرا ضم اكثر من 150 تونسيا وكنديا شدوا الرحال نهاية الاسبوع الماضي الى مدينة سلقطة الساحلية لالتقاط المشاهد الاخيرة”.واعتبر التركي ان “الانتاج المشترك فرصة من ذهب من شأنها فتح افاق واسعة في عملية الترويج للافلام في مواجهة محدودية السوق”.ويتوقع ان يكون الفيلم الذي بلغت موازنته ستة مليارات دولار جاهزا مطلع 2009.ومن المقرر ان يشارك في مهرجان كان الفرنسي وأيام قرطاج السينمائية في دورتيهما المقبلتين.