الكويت /14 أكتوبر/ وأولف لايسينج: انتقد نوري المالكي رئيس وزراء العراق دول الجوار أمس الثلاثاء قائلا إنها لا تبذل جهدا كافيا لتقوية علاقاتها مع بغداد أو لتخفيف أعباء الديون الآن في الوقت الذي لم يعد فيه العراق يمثل تهديدا على المنطقة بعد اختفاء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن الصورة. وقال إن العراق بلد مختلف تماما الآن عنه أثناء فترة حكم صدام الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لعقود من الزمان إلى أن أطاحت به القوات بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 ، وتابع في بداية المؤتمر: «عراق اليوم هو غير عراق الأمس الذي يثير النزاعات والحروب ويعتدي على جيرانه...انه بلد يحرص على إقامة أفضل العلاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.» وحث الدول المجاورة على فتح سفارات في بغداد، واستطرد: «من الصعب علينا أن نجد تفسيرا لعدم استئناف التبادل الدبلوماسي مع العراق.. وهي مبادرة كنا نتوقعها منذ وقت ولم تتحقق حتى الآن مع أن دولا أجنبية عديدة احتفظت ببعثاتها الدبلوماسية في بغداد ولم تتذرع بالاعتبارات الأمنية.» ولا يوجد سفراء من أي دولة عربية بشكل دائم في بغداد منذ خطف وقتل المبعوث المصري بعد وقت قصير من وصوله للعراق عام 2005 . كما تندر زيارات كبار المسئولين من الدول العربية للعراق. وبالمقارنة هناك علاقات متزايدة بين العراق وإيران، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تحضر الاجتماع إنها ستحث الدول العربية المجاورة للعراق على «الوفاء بالتزاماتها» وزيادة الدعم المادي والدبلوماسي. وصرحت رايس التي تضغط على الدول العربية لتكون أكثر ايجابية فيما يتعلق بعلاقاتها مع بغداد وتخفيف الديون عنها بأن العراق يعيد اندماجه مع جيرانه العرب. وقالت رايس للصحفيين أن بعض الدول عرضت تمثيلا دبلوماسيا مع بغداد لكنها لم تحددها. وحثت الدول العربية ودولا أخرى قائلة «من المهم أن نستفيد من قوة الدفع. نحث جيران العراق على تقوية علاقاتها.» واجتماع الكويت متابعة لاجتماعين لدول الجوار والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن عقدا في تركيا ومصر العام الماضي. وقال المالكي إن العراق قام بخطوات واسعة منذ ذلك الوقت. وصرح بأن العراق ما زال في انتظار شطب الديون. ووفقا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية جرى شطب نحو 66.5 مليار دولار من الديون الخارجية على العراق وقدرها 120.2 مليار دولار. وأضافت الوزارة أن أكثر من نصف الديون المتبقية وتتراوح بين 56 مليار دولار و80 مليار دولار مستحقة لدول خليجية. وأشار علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وافق على تشكيل لجان لدراسة مسألة خفض مدفوعات التعويضات التي فرضت على العراق بعد حرب الخليج عام 1991 . وبموجب شروط السلام التي وضعتها الأمم المتحدة بعد حرب الخليج يجب أن يدفع العراق خمسة في المائة من عائدات النفط إلى الكويت كتعويض عن غزو البلاد وضمها عام 1990 . وسئل هوشيار زيباري عما إذا كان يشعر بخيبة أمل من عدم وجود مزيد من الدعم الملموس للعراق فيما يتعلق بالديون والعلاقات الدبلوماسية فقال أن بلاده تلقت بعض الوعود وان عليها ان تكون صبورة مع الأشقاء العرب. وقال البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر أمس الثلاثاء إن المشاركين يرحبون «بالتزام الحكومة العراقية بتفكيك ونزع أسلحة جميع الميليشيات والجماعات المسلحة بشكل غير قانوني وإنفاذ سيادة القانون وضمان أن تكون القوات المسلحة والأمنية حكرا على الدولة.» وحث البيان على «تشجيع وحث جميع الدول ولاسيما دول جوار العراق على فتح أو إعادة فتح بعثاتها الدبلوماسية وتعزيز الموجود منها برفع مستوى التمثيل والإسراع في إرسال سفرائها إلى العراق.» وقال الجيش الأمريكي أمس الثلاثاء إن قواته قتلت خمسة مسلحين الليلة (قبل) الماضية في مدينة الصدر بشرق بغداد والتي تشهد قتالا محتدما منذ أسابيع بين قوات الأمن ومسلحين شيعة. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر إن جنودا أمريكيين في دبابة من طراز إم1 ومركبة مقاتلة من طراز برادلي قتلوا بالرصاص ثلاثة مسلحين في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الإثنين بعد أن انفجرت قنبلة موضوعة على الطريق أثناء مرور سيارة أمريكية. وفي الصورة الجماعية التي التقطت للمشاركين لدى بداية المؤتمر أمس كانت رايس تقف في الصف الأمامي ويفصل بينها وبين وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أربعة أشخاص. وقال مسئولون أمريكيون إنه لم يدر بينهما حديث مباشر.