التنجيم هل هو حقيقة
اعداد / مركز المعلوماتكثيرون هم الذين يتابعون الابراج بشكل يومي من خلال الصحف او الإذاعة والتلفزيون وتؤمن بها ان كانت الاخبار التي تسمعها سعيدة وجيدة ، وتتجاهلها اذا كانت سيئة وتعيسة لا سيما التي تتكلم عن الشخصية من خلال الابراج.أما رنده فلها رأي مختلف في هذا الموضوع، فهي تعتبر الابراج عبارة عن تسلية ولا تمت للحقيقة بصلة ، وتعترف بانها كانت تستهويها في الماضي عندما كانت في سن المراهقة، الا انها بعد ذلك لم تنظر الي الموضوع الا من باب التسلية.وهناك أيضا ً من يبدي رأيه بالأبراج والتنجيم، وهو مقتنع بانها هواية النساء فقط ، ويقول ان الرجال عمومًا لا يؤمنون بها ولا تثير اهتمامهم لأنهم اكثر عقلانية من النساء اللواتي يطمحن دائمًا لمعرفة ما يخبىء المستقبل لهن. "الابراج" و"التنجيم" وغيرها من الامور الفلكية تستحوذ اهتمام الانسان منذ القديم وربما يعود الامر الى التخوف بما سيحمله المستقبل فيلجأ الجميع الى علم الفلك لعله يستشرق معالم الغد.ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه بشأن الأسباب التي تدفع بعض الناس لقراءة الأبراج والإيمان بالتنجيم حتى لو كانوا لا يعتقدون بها؟يجيب الدكتور علي عوض المتخصص في الدراسات النفسية موضحا ً حقيقة ان الإنسان بطبيعته شغوف لمعرفة الغيب او ما يخبئه الغد له، فقد يلجأ الفرد للعرافين وقراء الطالع والتبصير ليتأمل بالغد اكثر، والمرأة بطبيعتها السيكولوجية ـ النفسية ـ ميالة اكثر للحلم من الرجل، ولا سيما الرجل الشرقي، فالبيئة هي التي تطبع خبراتها على شخصية الفرد فتتربى المرأة في مجتمعاتنا منذ الصغر على الأمل الزائد ، أما الرجل فينشأ على انه لن يحصل على شىء الا بالجهد والعمل الدؤوب للوصول الى مبتغاه، وأنه كرجل ذكوري عليه ان يكون اكثر جدية في تعامله مع الجميع والمعطيات ، والأبراج ربما تكون ضربًا من ضروب الإستبشار بالمستقبل ليطمئن الإنسان نفسه قليلًا.ويضيف "أما علم الفلك فهو علم مرتكز على حقائق علمية ثابتة، والخبراء في هذا العالم هم من خيرة العلماء والفلك الذين يؤثرون علي سيكولوجية الفرد بشكل مباشر ، ولا سيما عند معرفة مكان وتاريخ وزمان الولادة ، ودليل على ذلك اننا في كثير من الأحيان نبدأ يومنا ونحن غير سعداء ، رغم جميع المسوغات الموجودة للسعادة ، فيقول لنا احدهم " أنا اليوم غير سعيد ... ولا اعرف لماذا؟"الأبراج والتنجيم تاريخيًاكانت بدايات التنجيم والفلك مع نشأة الحضارة الإنسانية، حيث بدأ الإنسان رصد مواقع النجوم والكواكب وحساب الحركة المنظمة للأجرام المختلفة لاستغلالها في التنبؤ بما قد يحدث له في المستقبل كأسلوب لطمأنة نفسه الخائفة دائما من المستقبل وفي رحلة بحثه عن كيان أكبر يتحكم في أقداره، وكانت تلك الحسابات هي الأشكال الأولى لعلم الفلك، فقد كان علماء الفلك هم أنفسهم المنجمون، وكان اليونانيون القدماء هم أول من وضع أسس التنجيم التي ما زالت تستخدم حتى الآن.انخفاض شعبية التنجيمومع انتشار الأديان وإيمان الإنسان بأن الغيب لا يعلمه إلا الله بدأت تخف شعبية التنجيم، وفي القرن السابع عشر وجه للتنجيم طعنة قوية بعد ظهور النظريات التي تؤكد أن الأرض ليست مركز الكون، حيث إنه بهذه الاكتشافات فسدت قواعد الفلك الأساسية التي كانت تعتمد عليها قواعد التنجيم وحاول المنجمون بعد ذلك تحوير تلك القواعد لتتماشى مع الاكتشافات الفلكية الجديدة لكن دون جدوى، لذلك انخفضت شعبية التنجيم بشكل كبير جدا في القرون التالية خاصة مع تطور علم الفلك وتفسير العلم للعديد من الظواهر الفلكية التي كانت تثير حيرة الكثيرين، وحاول المنجمون ربطها بالمستقبليات وبالتالي فقد التنجيم صدقيته التي قد يكون قد حملها قبل ذلك، لكن مع منتصف القرن العشرين بدأ التنجيم في استرجاع شعبيته المفقودة من جديد دون حدوث أي تغيير جوهري في قواعده التي اعترف سابقا بخللها مما يعني خللا حقيقيا في المجتمع.رأي العلم في التنجيموعادة يحظى التنجيم بجدل واسع ليس فقط بين العلماء، بل أيضا بين الأشخاص العاديين، فليس هناك أي دليل علمي أو منطقي يثبت وجود علاقة بين موقع الكواكب في وقت معين وشخصية وتصرفات ومستقبل شخص ولد في هذا الوقت، كما أن المنجمين أنفسهم فشلوا في تفسير ارتباط صفات معينة بتأثير كوكب معين، حيث يعترف المنجمون بأن قراءة النجوم وترجمتها إلى تنبؤات تختلف من منجم إلى آخر، حيث يمكن أن يقوم منجمان بقراءة النجوم للشخص نفسه، فنجد أن كلا منهما قد خرج بتنبؤات متباينة تماما عن الآخر، وأهم الانتقادات العلمية التي وجهت للتنجيم هو خلل خرائط أو دوائر البروج التي يستخدمها المنجمون، حيث إنه تم رسمها منذ أكثر من 2000 سنة ولم يتم تغيرها منذ هذا الوقت، وبالتالي فهي لا تعكس الموقع الحقيقي للأبراج في السماء حاليا، وتختلف تواريخ الأبراج الفعلية حاليا بحوالي أسبوعين أو ثلاثة عن التواريخ التي يتم استخدامها حاليا، وهكذا نجد أن المنجمين كذبوا ولن يصدقوا أبدا.نوستراداموسميشيل نوسترادام الشهير باسم "نوستراداموس" أشهر من عرف الطالع في كل العصور، وهو طبيب فرنسي عاش بين فترتي (1503 - 1569) و كان يواجه الوباء والأمراض ويشفي الناس وكانت له وصفات لا يقرها الأطباء واشتهر بين الناس بأنه يعالج الناس روحيًا، وأنه ليس صحيحًا أنه كان يشخص الأمراض وإنما كان يلمس المرضى ويعطيهم بعض الماء الدافئ والكثير من الأعشاب. وضاق به الأطباء، وأقبل عليه الناس، وعندما اجتاحت الأوبئة فرنسا جنوبًا وشمالًا، كان هو الرجل الذي يخوض الموت ويعطي الأمل ويخفف الأوجاع.وكانت لديه توجهات أخرى فقد كان يقرأ في الكتب التي تسمى الكتب السوداء أو كتب السحر الأسود أو مخطوطات التنجيم، وكان هذا الاهتمام في سن مبكرة.ولاحظ الذين حوله أنه يتوقع أشياء عجيبة، ثم تقع، وقبل أن يصارح الناس بهذه النبوءات كان يسجلها سرًا، ثم ينتظر أن تتحقق، وكان الكثير جدًا يتحقق بصورة أذهلته هو نفسه! وفكر في أن يعتزل الطب وأن يتجه نهائيًا إلى التنجيم. ومن الغريب أن هذا الرجل الذي توقع أحداثًا رهيبة وقعت في القرن العشرين، لم يتوقع أن تموت زوجته وابنه وابنته معًا، ورغم أن هذا الحادث الرهيب قد هز صورته ووزنه ونبوءاته عند الناس، لكنه استطاع أن يسترد قدرته الخارقة عندما استدعاه الملوك والأمراء ورجال الدين.وقد كون مجموعة ضخمة من التنبؤات التي تغطي مدة حوالي 450 سنة من توقعات و رؤى نوستردامس لمستقبل العالم ، الا انه يوجد خط عريض واحد تنتظم أغلب نبوئءاته على ذلك ، وذلك أن نوستردامس كان فرنسيا من ناحية ، وكان مسيحيا كاثوليكيا من ناحية ثانية ، ولهذا فقد انصب معظم اهتمامه في نبوءاته على فرنسا وعلى الكنيسة الكاثوليكية ومقام البابوية ، وكتعبير عن ذلك فقد اعتبر سنة 1792 بداية لعهد جديد وذلك في رسالته الى الملك الفرنسي هنري الثاني مشيرا بذلك الى أهمية تلك السنة وخطورتها ، وهي سنة اعلان الجمهورية الفرنسية وهي التي تعتبر بداية النهاية لعصر السلطة الكنسية الكاثوليكية والمسيحية بشكل عام في العالم الغربي ، وهي واحدة من نبواءاته التي تحققت وواحدة من النبوءات النادرة جدا التي يذكر فيها تاريخا محددا لحادثة ما ..الحادثة الثانية التي يذكر لها تاريخا محددا والتي هي امتداد أو تعبير آخر عن الخط المذكور نفسه هي ما ذكره في رسالته لولده قيصر مشيرا بها الى الكاتب االفرنسي جان جاك روسو حيث يقول له انه بحسب العلامات السماوية فان العصر الذهبي سوف يعود بعد فترة اضطرابات ستقلب كل شئ والتي ستأتي من لحظة كتابتي لهذا بعد 177 سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما والتي ستجلب معها فساد الأفكار و الأخلاق والحروب والمجاعات الطويلة . وآخر التواريخ التي ذكرها نوستردامس للأسف لم تفلح الا في الانقاص من شهرته ، بل وطمسها تقريبا .