عرض / طارق حنبلة استمراراً لمسيرة عطاءاته الثقافية والإبداعية الجميلة وفي سياق إنساني بديع وخلاق جابه إلى حد كبير واقع العمل الذكوري في نظرته وبعده الفكري المتعلق ووهجه المتشبث بتلابيب الأنانية الذكورية وانكفائه على نفسه في الواجهة الثقافية والإبداعية مغيباً في معتركات عطاءات الجنس الآخر .. أو العنف الآخر للحياة الإنسانية.. المرأة.اصدر القاص المعروف والمبدع المتألق في المشهد الثقافي اليمني عبدالاله سلام كتاباً قيماً حمل عنوان ( نصوص بلون الفجر) في 149 صفحة من الحجم الصغير ضم في صفحاته المشرقة عدداً من القصص الرائعة حقاً لمبدعات يمنيات رسمن لوحات فكرية وإبداعية غير عادية من خلال قصصهن ولمساتهن الفكرية البديعةبشكل عانق الجمال الأنثوي ( القوس قزحي) تاركاً في النفس ابتسامة وأمل في غدنا الحضاري والإنساني الأجمل. يقول سلام في مقدمة الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه: القصة القصيرة في اليمن لها مدلولها الخاص بها ولها نكهتها الخاصة بها ، طعمها خليط لكل الفواكة وشمها روائح جميلة فهي فاكهة بكر حين قطفها، ولكن هناك طعم أخر يتجلى في القصة القصيرة وخاصة في السرد الأنثوي. فالمرأة بكل تكويناتها تكتب بكل الألوان وبكل الأشكال فلا يخلو لون إلا تجد المرأة فيه تحيك خيوطها من بيئتها .. فهل ترى فيها الغموض؟ فالمرأة تتنفس كالفجر ليكون الصباح جلياً .. إذا ما حكايتنا هنا وسرد الأنثى.. هذه القصة القصيرة في اليمن لها مدلولاتها الخاصة، وها هي المجموعة الأولى التي يصدرها الصالون الأدبي احد فروع المركز الوطني الثقافي للشباب بعنوان ( أصوات نسائية).. قد يقول البعض لماذا أصوات نسائية؟! أقول : إن المرأة جاءت متأخرة في القصة القصيرة ، في زمن كان الرجل هو السباق إلى كتابة القصة القصيرة .. فجاءت فكرة الصالون في جعل أول عملية إصدار لهذه المجموعة. ولم يكن الصالون هو السباق . فلقد كان هناك من أقدم على نشر أعمال المرأة ومن ذلك كتاب ريا احمد التي أصدرت مجموعتها عن المرأة والتي سمتها ( يوم كان السرد أنثى).. فكانت السباقة في هذا المضمار وهناك من كتب في سرد الأنثى لكن بشكل فردي ، وفي مجموعتنا هذه تعمدنا أن تصدر هذه المجموعة لأصوات نسائية ، لفتيات لا زلن في بداية الطرق و أخريات لهن باع في كتابة القصة وقد أخذنا نموذجاً من هذه القصص من بعض المحافظات حتى تكون النكهة لها مدلولاتها وبثوب جديد يحمل في طياته معالم القصة القصيرة. يقول الدكتور محمد يوسف نجم ( القصة مجموعة من الاحداث يرويها الكاتب وهي تتناول حادثة واحدة أو عدة أحداث ، تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة تختلف بتباين أساليب عيشها وتصرفاتها على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الارض ). من ذمار كانت معنا سلمى الخيواني ونبات السماوي ومن إب ياسمين الجمالي ونعمة الحميري ومن عدن حنان محمد فارع وحكمت شيخ وفاطمة رشاد وسماح رياض ملهي ، ومن حضرموت أمل احمد عبدن ومن تعز كان الباع الأكبر للقاصات الشابات الطموحات نجاح حميد الشامي ونعائم خالد وأميرة عبده ونادية المنصوب وباسمة عبدالله احمد المليكي ونجوى دائل العريقي ومن صنعاء آسيا ثابت رفعان. في بداية الأمر كنا متخوفين نحن فريق العمل وكيف البداية فكانت الفتيات أكثر حماساً من الشباب.. ووضعنا النقاط على الحروف فانشأنا الصالون الأدبي ووضعنا خطة عمل فتوصلنا إلى هدفنا واستطعنا تجاوز تلك العقبات وأنشأنا فريق عمل في كل من تعز وعدن من اجل الوصول إلى هدفنا.