د.زينب حزاميافع الخضراء وجبالها المزينة بأشجار البن اليافعي المشهور بجودته العالية،حين تزورها عزيزي القارئ تشعر بأنك تنتزع أحلامك من أنفاس الصحو..ما إن تصل إلى ارتفاع2500 قدم فوق الصحو حتى يدهشك جبل(ثمر))اليافعي بمعدنات الطبيعة..والربوع الخضراء التي أنجبت العديد من الشعراء والفنانين الكبار.للفن المعماري اليافعي مميزاته الخاصة،حيث يتكون البيت من طابقين،تحتل وسط الطابق الأول مساحة واسعة تزينها الأشجار وزهور تجميلية وخاصة أشجار الليمون أو البن..وفي مدينة يافع وجبالها المليئة بالقصص التاريخية وبطولات أهاليها تجد يافع اللحجية بلوحة معمارية فريدة ذات طابع خاص اغتسلت بلون الجبال التي اعتنقت اليفوع لتبدو سامقة تعلو كل المناطق الشرقية والجنوبية متربعة بين الضالع ولحج وجبال البيضاء في منطقة عرفت قديماً بـ((سروحمير))[c1]فن العمارة اليافعية[/c]يافع الخضراء المزينة بأشجار البن والذرة وبقايا أيكات حقول تعز من(قرف)أشجار القات هذه يافع الخضراء..يافع التاريخ والفن المعماري والغنائي ومفردات أخرى تختزنها العين من(تشاريف)المباني واخضرار وادي(بهر)الذي يعد منتوجه من البن من أجود البن اليافعي.هناك مزايا وإشراقات أخرى أكثر إيقاعاً..ترتبها في ذاكرتك وأنت عزيزي القارئ ترى أجمل المدن والذرة والطرق جبلية في شبق عارم كأنها ردة فعل تنبض في القرى بشجن المنازل المسافرة بين الوادي والجبل.وعندما تقترب من القرى اليافعية تجد أن الفن المعماري اليافعي بأصالته ورصانته نموذجاً،راقياً الفن العمارة اليمنية.وتقول الدكتورة سلمى سمر الدملوجي الأستاذة في جامعة لندن وهي وحدها من أكد بأن الفن المعماري اليافعي نموذج راقٍ في قولها((البناء من يافع يكاد يكون الأكثر تطوراً في الجزيرة العربية..كما إنه سبق غيره من حيث الهندسة المعمارية..وأصبح للهندسة البنائية بيافع محترفوها.فهم دو خبرة متوارثة امتازت بجودة عالية لا تضاهى..مشيرة إلى أن من أشهر البنائين في يافع((ال ابن صالح))فقد نشروا فمنهم في معظم المناطق المجاورة.وظهر لهم تلاميذ أتقنوا البناء اليافعي الذي لازال متمسكاً بخصائصه منذ القدم حتى الآن و((المنزل اليافعي))يتميز بالفن الزخرفي في عمارته المشابهة للعمارة الحضرمية والصنعانية.وهذا الأمر عالجه العديد من الباحثين في فن العمارة اليمنية من الدارسين والباحثين المحليين والأجانب والبيت اليافعي يتميز بصلابة أحجار الجرانيت ذات اللون الرصاصي المائل إلى السواد،وهي الأحجار الأساسية التي تبنى منها المنازل في يافع،حيث يجدها المشاهد مزينة بالنقوش والألوان الزاهية التي تزين واجهاتها بأشكال بسيطة هي سر روعتها،هذه الأشكال يتم رسمها من خلال وضعية الأحجار التي تكون بارزة للخارج والداخل..وكذا استخدام أحجار((المرو))لتعطي في بقعة معينة شكل نجمة((داود))أو ((الصليب))أو خطاً طولياً بحجرالمنزل على شكل (علسة).
كما يوجد فوق((السدة))الباب عقد نصف دائري يسمى((الثريا)). أما في الداخل فتوجد عدد من الأقواس نصف الدائرية والعقود البيضاوية وبالذات داخل المجلس الرئيسي في البيت كما توجد ( الولج) مفردها : ولجه وهي عبارة عن رفوف متعددة الأحجام التسع لكافة اللوازم والأغراض مثل للموكف ولجة للفازة أو الفانوس القديم أنذاك وبيت للمداعة وفي الوقت الحاضر حل محلها الكباتات تستخدم والقمريات فوق النوافذ بالنقوش والوان الزجاج المموج أما المباني فتكون إما مبنى عادياً يمكن إدخال بناء ملاصق له وبدرجة (سلم) مشترك تسمى ( التطليعة ) ونوع مثلث ( ثلاث غرف ) عديل ونوع مربع (عديل ) أربع غرف أما مادة البناء فهي حجر (طين ) وحجيرات التلصيق ( الماطير ) . أما الأسقف فتصنع من أشجار العلب ( السدر نظراً لقوتها وصلابتها كما تستخدم في الأبواب الرئيسية للمنازل القديمة وتكون معززة ( بمواسيك ) أو مغاليق كبيرة في الداخل حتى يغلق الباب بإحكام وتكون المسكتان طويلتين مصنوعتين من الخشب كما أن هناك مسكتين صغيرتين عريضتين مشتركتين تبرزان من الخارج على شكل علامة الصليب وتوجد في ى داخلها قصاصات عود من الخشب صغيرة متحركة ( تشكل وفقاً للمفتاح الذي يدخل في المغلقة ويتم تحريكة للفتح أوالغلق ومن مزايا البيت اليافعي فنياً التشاريف وهي توضع على الأركان من البيت وتشبة القرون وهي مستوحاة من الجوامع لذلك يحظر استخدامها في الغرف القبلية فهي حسب الدراسات تعني الشرف الهيبة الشجاعة وتضاف للمزايا الفنية للبناء اليافعي الخصائص المتعلقة بالمعتقدات والعادات التي تمارس في أثناء البناء فمن المعتقدات المشهورة في يافع والمتعلقة بالبناء أن يبدأ البناء يوم الأحد انطلاقاً من الأعتقاد السائد بأن الأرض خلقت يوم الأحد وانتهى خلقها يوم الجمعة في ستة أيام كما ذكر الله في محكم كتابة كما يتم ذبح رأس ماعز كفدية لطرد الأرواح الشريرة على كل عقد يتم إنجازة وعند طرح أول خشب في سقف كل طابق ومن المعتقدات السائدة التي أوردتها الدراسات عن البناء اليافعي أنه يتم وضع حبة بيض في زوايا الأساس قبل طرح الحجر ويتم وضعها ليلاً فإذاتغير لونها أو كسرت لقياس درجة الحرارة ( التبخر) من بطن الأرض وخاصة المسامية أما الصلبة فلا تجرب بالبيض لأن حساسية البيض التبخر ينتج عنها تماسك الزلال والصفار فتخف البيضة وبالتالي من يتم الحكم على أن الأرضية صالحة للبناء فتدخل الشكوك في نفوسهم في عدم صلاحية العرصة بوجود ذرة نملة سوداء فيتشاءمون من ذلك أما وجود النملة الحمراء في الأرضية فهم يستبشرون بها أخيراً ويحبذون البناء فيها ويرجع السر في ذلك إلى كون النملة تنخر في التربة وتتخلل الأساسات وخاصة السوداء المتوحشة أما الحمراء فغالباً لاخوف منها ومايلفت النظر في هذة الدراسة إلى البيت اليافعي أنه من النادر أن تكون مداخل الـ(السدة) في الجهة الشمالية ، وتشير الدراسات إلى أن هذا ربما يتم خوفاً من نفح الرياح القادمة من الشمال بل الأرجح أن الرياح الشمالية القادمة من الشمال تكون مشبعة ببخار الماء وهبوبها من الشمال إلى الجنوب يحدث ساقياً من الماء أثناء هطول الأمطار في الصيف وهذا الذ ي نقدمه في هذه الصفحة الثقافية عن الفن المعماري اليافعي نجد روعة الطبيعة والمهارة العالية التي يتميز بها البناء اليافعي والإبداع الذي يتميز به أهل اليمن بشكل عام والإصرار على الإ بداع بمهارة عالية حدقت ترويض الصخور فحصونها المتشابهة والمتأثرة في كل تجاه تراها شبيهة بسيقان وأفخاذ الجبال أو جمال الروابي وهي عالقة بأثواب السحاب في قم الشوامخ على شكل تجمعات أشبه بالعناقيد رأسية البناء وكل هذه الحصون التي تشكل القرى تأتي على مقياس فني يعتمد على طراز متقارب ومتماثل يعبر عن الواقع الأجتماعي والأقتصادي والثقافي وتلبة الحاجة الإنسان اليمني والذي هو من منجزات الوحدة اليمنية المباركة حيث تؤكد اهتمام الدولة اليمنية بفن العمارةاليمنية والمحافظة على التراث القديم والحديث إن العمارة اليمنية قد حققت مقومات النجاح والبقاء ناهيك عن أقتران هذا النموذج بقدرمن التميز والتفرد ترصد العين من أول نظرة ولهذا يصبح القول إن طابع العمارة اليمنية كما هو في بقية فنون العمارة المعروفة قد أنصف بشكل عام عند الذين شيدوه بالمواهب والذوق الرفيع إضافة إلى تميزه التلقائي والبساطة والعمق والدلالة وهذا مانراه في فن العمارة اليمنية في المدن التاريخية شبام وصنعاء القديمة الصهاريج وجامع زبيد وقصر السلطان حالياً ومتحف عدن وغيرها من نماذج العمارة اليمنية.