نعمان الحكيممما لا شك فيه أنّ مياه عدن هذه الأيام، وفي هذه الشهور بالذات تعيش استقراراً في التموين، ما يؤشر إلى اطمئنان الناس وفرحتهم في استخدام المياه من دون انقطاع مخيف.. وربما هجر بعض الناس الأواني التي كانوا يقومون بتعبئتها يوماً تحسباً للانقطاع وعدم استمرار الضخ.. لكن ربما أيضاً أنّ هناك مناطق مرتفعة في جبال المدينة لا يصلها الماء بانتظام وهذه مشكلة قائمة وتقع على مجلس تخطيط المدن، إن كان هذا المجلس يزاول أعماله وغلطته تلك بالسماح في البناء بالجبال من دون خطط ومخططات للمياه والصرف الصحي والطرق... و.. وهلم جرا.إنّ استمرار تدفق المياه اليوم إلى المنازل نعمة من الله وجهد للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في إيصال هذه الخدمة، لكن ربما (وقد كثرنا من هذه الكلمة)، لا يكون الحال في الصيف القادم كذلك.. ونحن لا نستبق الحدث، بل سننتظر إلى أن يحل الصيف ضيفاً علينا، مهما كانت النتائج، لأنّ ذلك سنة الله في الكون (وكل في فلك يسبحون).وإشارة إلى عنوان المقال.. الذي يحمل معنى معكوساً لما درسناه وتعلمناه، فإنّه من الجدير بالإشارة إلى أنّ الماء اليوم.. صار يحمل المسميات أعلاه وذلك من خلال :اللون الذي صار مقارباً للحليب.. أبيض اللون بكثافة وفقاقيع تبعث على الخوف والقلق، لأنّ ذلك لم يكن ملحوظاً في سنوات بعيدة وقديمة أما الطعم.. فإنّه فعلاً يوجد طعم للماء هذه الأيام.. من خلال الملوحة والطعم المشوب بتغير بكتيري غير مستساغ، ما يعني أنّ هذا الطعم أقرب إلى أن يكون طعم ماء راكد (وحل).. وهكذا.. ويصعب التوضيح علينا أكثر من ذلك. أما الرائحة فحدث ولا حرج، وتختلف من منطقة إلى أخرى ومن حيٍ إلى حي.. فالرائحة تفوق روائح الصرف الصحي أحياناً، ولا يمكن لسكان بعض مناطق المعلا .. مثلاً الشريط الساحلي حيث مدارس قتبان- ريدان ـ روضة العد ـ أوسان.. يصعب أن تشربوا من ماء الحنفية.. ـ لأنّ الطعم سيفاجئك بأن تبصق بالماء من فمك متعوذاً بالله من الذي يجري، ولا تفسير له.هذه الحال تذكرنا باختلاط مياه الشرب في المعلا كبسة أو في الجبال والقلوعة ببعض مياه الصرف الصحي قبل شهور، ما أدى إلى تسمم للبعض وانتفاخات في البطون، لولا أن تدارك المعنيون الأمر وسرعة تلافي الخطر، لكانت الأمور أخطر من ذلك بكثير.. وهذا ما يجعلنا ننبه دائماً إلى ضرورة مفاقدة مواسير المياه والصرف الصحي، ومتابعة جريان المياه وعدم اختلاطها بهكذا أمور قد تؤدي إلى إيذاء الناس وإقلاقهم وتحميلهم مضاعفات صحية ومادية، ولو تمّ الحساب لمثلها بخطط شهرية متقنة لأمكن تجنب الأخطار حتماً!اليوم .. نحن نشير إلى هكذا أمور تهم الجميع، لكننا لا نحمل جهة أو شخصاً ما المسؤولية لوحده، بل نقول إنّ المسؤولية مشتركة، وأنّ تفاعل المواطن مع هذه الجهات وإتباع الإرشادات والنصائح، والإبلاغ عن أي خطر بوقت سريع سوف يكون له صدىً لدى ادارة المياه ومن ثم سوف يعملوا على إصلاح الخلل أينما وجد وكيفما كانت نتائجه.نحن نأمل دائماً أن يتم تلبية مثل هذه الأمور، وعلى المجالس المحلية أن تقرأ ما يُكتب وأن تتبع ذلك بعين الحرص والمسؤولية، لأنّ حياة الناس أمانة وأداء المسؤولية أيضاً أمانة كبيرة يجب أن تكون على أكمل وجه، فهل يا تـُرى يتم التفاعل؟!دعوة لمؤسسة المياه والصرف الصحي للبدء بذلك من عمارات شارع مدرم الرئيسي في المعلا كخطوة أولى للتنفيذ، لأنّ حال هذه العمارات لا يحتمل أكثر.والله الموفق
|
ابوواب
المياه .. لها لون وطعم ورائحة !!
أخبار متعلقة