استطلاع : فاطمة رشاد ناشرالكثير من الكتاب الشباب صار يهرب إلى الشبكة العنكبوتية طالباً اللجوء والاحتواء من أزمة النشر الورقي ولكن الثقافة العنكبوتية صحيح أنها استطاعت أن تخدم الكاتب ولكنها لا توثق عمله بقصاصة من الورق‘ هناك سرقة تحدث بسبب انتشار مثل هذه المواقع الثقافية لأنها بحر وفضاء واسع الكل يدخل والكل يأخذ ولا احد يستطيع أن يردع الفاعل لأنه عالم يختاره الكاتب لنفسه فالذين اتجهوا إلى الشبكة العنكبوتية هم من الكتاب الشباب الذين لم يجدوا من يأخذ بأيديهم لان المجتمع لا يشجع أي مبدع وهذا ما يلمسه معظم الكتاب اليمنيين والعرب الذين نقلوا إبداعهم عبر هذه المواقع الثقافية والتي صارت هي المتنفس الوحيد في إخراج طاقة كامنة من الإبداع ربما تجاوز الجمال وربما ظلت نصوص تلتصق على الإبداع وهي لاتمت إليه بشيء ومع هذا لقد خلقت أمامنا هذه المشكلة فجوة بين الإبداع في أوراق الصحف والإبداع عبر الشبكة العنكبوتية .لابد أن نخلص هؤلاء الذين اتجهوا نحو المنتديات الثقافية والمواقع إلى إعطائهم فرصة في التنفس عبر ورق الصحف حتى توثق ما يكتبونه عبر الشبكة العنكبوتية رغم أن هناك الكثير من الكتاب العرب واليمنيين تأسرهم هذه المواقع لأنها استطاعت احتواء نصوصهم ووجدوا عبارات مجاملة لهم بان نصوصهم جميلة مع العلم أنه لو جاء أحد النقاد المتمرسين وقرأها لوجد فيها أكثر من عيب وهذا الذي يحدث فعلاً فهناك نصوص شعرية لا تمت إلى الشعر بصلة إلا أنها تجد الترحاب في المواقع الثقافية خاصة المنتديات .أسماء ربما تبهرك لوجودها في منتدى ضخم يديره كبار الكتاب أسماء تتنقل من هنا وهناك لتصير أسماء كبيرة بعيدة عن النشر الورقي الذي يعتبر إجازة من القارئ ومن الناقد المتتبع لصفحات الصحف التي تعني بالثقافة فالكاتب عبر هذه الشبكة يصيبه الغرور ويصدق بأنه قد صار كاتبا لمجرد أن كاتباً من دولة معينة قرأ قصيدته وقال له « رائعة « فهذه الكلمة تحتاج إلى الكثير لفك لرموزها فكيف نعطي الأحقية في نص يمر عليه مرور الكرام إن ما نحتاجه في هذه المواقع الثقافية هو النقد الجيد بل والتعليق الجيد الذي يستفيد منه كاتب النص أو ما اسميهم بكتاب الشبكة العنكبوتية نحن لا نتهم هؤلاء الذين يفضلون هذه الشبكة على الورق خاصة وأنهم صاروا يتلذذون بدخولها ليلاً ونهاراً ويغوصون في أعماقها لأنها فعلا احتوت إبداعاتهم وانتشلتهم من الإهمال فصدور مجموعة شعرية أو قصصية لكاتب ما لابد وان يكلفه الكثير لذلك فإن البعض يلجأ إلى المدونات الالكترونية لتحل محل الورق التي صارت غالية عليهم،وهنالك مجموعات شعرية وقصصية ودراسات أدبية وثقافية نحتاجها لم تجد النور، وإهمال وزارة الثقافة لها جعل الكاتب يصاب بالإحباط فيذهب إلى عالم الوهم فربما يخفف عنه ولكنه للأسف تصير نصوصه مهددة بالسرقة المعلنة جهارا فمن نحمل هذا الذنب الكبير الذي يرتكب بحق كتابنا إليكم حصيلة أراء جمعناها من بعض الأدباء في هذا الاستطلاع:[c1]استفادة[/c]الشاعر خالد السياغي كان له وجهة نظر حول هذا الموضوع حيث قال:«قد تكون مسألة تراكمية ..ومراحل تم الاستفادة منها بشكل كبير من قبل المبدع اليمني واعتقد إن الحراك الثقافي وخاصة في مجال الشعر والقصة ملحوظ وقد لا تجده في بقية الدول برغم قلّة الإمكانيات لدى هذا المبدع لكنه كمن ينحت في صخر كذلك انفتاحه خلال الفترة القريبة على الكثير من الثقافات نمى الكثير من المدارك المبدع اليمني مبدع حقيقي ولا يدعي ، يخلص لما بين يديه ..الإبداع مسألة نسبية تتفاوت من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر وبقدر ما تعطي إبداعك يمنحك .. المبدع اليمني قارئ شامل وأنا هنا أتحدث عن المبدع وليس من يدعيه «.تعارف بين الأدباءأما القاصة الإماراتية فاطمة المزروعي فقالت بكل حماسة :بالتأكيد أن المواقع قد قدمت خدمة كبيرة للكاتب العربي, وقد ساعدتني المواقع على معرفة إبداعات لكتاب عرب في مختلف الأقطار كما أنها أيضاً قد خدمتني, وأصبح لي قراء في كل مكان.والنت أصبح وسيلة لتقريب الناس ومعرفة ثقافة وإبداع الآخرين. ومن خلاله تعرفنا على زملائي في كتابة القصة ,و قرأت لكتاب اليمن أمثال القاص صالح البيضاني ومحمد الغربي عمران وللروائي وجدي الاهدل , وكذلك للروائي ياسر عبدالباقي , ولوحتي تحمل صورة غلاف روايته زهافار , ونعمل حالياً أنا وياسر على موقع جدارية . الشاعر ة منى نجيب تحدثت إلينا قائلة :مما لاشك فيه إن المواقع الثقافية أصبحت ذات اثر كبير على العديد من الكتاب والمثقفين ،منها ما هو مقنع ومفيد فما إن استولت المنتديات - حتى وقت ليس بالقليل - على المشهد الثقافي الإلكتروني، حتى جاءت المدونات وزاحمتها وأخذت وهجاً لامعاً،لكن لا أخفيك أن المدونات سرعان ما تراجعت بنفس ما بدأت به والسبب حسب اعتقادي البسيط ناتج عن عيب كبير في المدونة؛ وهي تفردها بشخص واحد أو فكر واحد أو لون ثقافي واحد الى جانب تراجع المصداقية في اغلب الأحيان عند أصحاب هذه المدونات الشخصية.إنه هامش الحرية طبعاً وغياب الاكراهات السياسية، ما يجعل المواقع الثقافية اليوم تحتل مرتبة مهمة. وبقدر ما لهذه المسألة من أهمية، فهي سيف ذو حدين، إذ نجد الكثير من المواقع التي تفتح الباب واسعاً للتعليق على النصوص والمقالات، إلا أن التعليقات تغيب عنها روح المسؤولية وتتحول الحرية خطاباً للكراهية والحقد وتصفية الحسابات أكثر منها نقاشاً ثقافياً هادئاً وحواراً عقلانياً حراً.حينما ننظر إلى الجانب المستقبلي الثقافي قد لا تتضح الرؤية لدينا كثيراً، فالمنتديات الثقافية بدأت بالانتشار بشكل كبير، وأحياناً دون حتى مقاييس ثقافية صحيحة، ودون تعريف صحيح للثقافة، والمدونات الشخصية قد تفرض فيها النزعة المركزية والحرية بعض التجاوزات التي قد تتفاقم، والمواقع الثقافية من بينهاجميعاً تجد الصدى الأقلّ، ولكن إذا كانت إدارة المنتدى الثقافي إدارة واعية تماماً، وقادرة على التحكم في المسارات بصورة جيّدة أظنّها هي الأقدر على البقاء الثقافي، لأنّ اليد الواحدة لا تصفق!، وفي المنتديات هناك الآلاف من الأيادي المُشاركة في أي فعل أو حركة.في المجتمع اليمني مثلا وخلال أزمة النشر المستفحلة منذ بداية التسعينات في اليمن حتى على مستوى الصحف اليمنية الرسمية منها وقلة من الأهلية التي لم تكن تهتم كثيراً بالمادة الثقافية، مركزة اهتمامها على المادة الأمنية، نتاج المرحلة العصيبة التي عرفها البلد، برزت فرصة مواتية ليبحث الكاتب والأديب اليمني عن طرائق لتصريف مادته الأدبية على بعض المواقع الثقافية العربية من دون التفكير في إنشاء مواقع محلية.[c1]شبكة الإنترنت متنفس كبير[/c]الشاعر محمد البذيجي والذي رأس تحرير رابطة جدل الثقافية والتي تعتبر انجح رابطة الكترونية في اليمن كان له وجهة نظر في هذا الموضوع حيث قال: أصبحت شبكة الانترنت متنفساً كبيراً للعامة وليس المثقف فقط .. أين سيجد المثقف الحرية والفضاء الذي قد يجده في الانترنت على واقعه.. للهروب من القيود التي يلاقيها في كل مكان من شللية الملاحق ومزاجية المسؤول هروباً من الضغوط ..فقد يجد في النت ما لا يمكن أن يجده في واقعه أبداً .. الانتشار الأوسع والتثاقف والتواصل الأسرع مع الكثير نظير الوسائل العتيقة .. قد يجد هناك ما لا يقيده ولايشرط عليه وعلى العموم هي ظاهرة صحية. دعوة إلى النشر الشاعر الفلسطيني/ جهاد أبو حشيش والذي يمتلك دار النشر فضاءات في عمان قال :لا استطيع أن أُكيل التهم لهؤلاء الشباب لان رغبتهم في عرض نتاجهم رغبة مشروعة إنني أرى في الانترنت مكملا للنشر الورقي وارفض ما قد يراه البعض في انه قد يشكل بديلا , لكن المشكلة في ارتفاع تكاليف النشر من جهة وفي فقدان الناشر المهتم بما قد يشكل إبداعاً من جهة أخرى , وأنني انتهز هذه الفرصة كناشر وأرحب بكل النصوص المبدعة من شعر وقصة ورواية ومن خلال «جدل» وأي نص سيتم تقييمه كنص يستحق المجازفة والنشر ستقوم الدار والتي أنا مديرها «دار فضاءات للنشر والتوزيع - عمان» بالمساهمة في الكلف من 20% وحتى 50% وأرجو أن نقدم شيئاً حقيقياً.[c1]القاص /هشام محمد[/c]اعتقد أن المواقع الالكترونية المتخصصة هي نفس الورقية مع وجود الاستثناءات ومن استطاع النشر في الصحف المعتبرة أو المواقع المعتبرة لا فرق.. لكن المنتديات لاتعبر عن جودة كتابة لان فيها الغث والسمين حتى التعليقات « السريعة « لا تفي بالغرض النقدي.. كنت أتمنى أن تكون هناك جدية في المنتديات.[c1]الكاتب /صادق عازب[/c]السلطة الأبوية وباء انتشر في كل مفاصل أنظمتنا حتى أن الثقافة لم تكن بمنأى عن ذلك فالحرس القديم هم من يتم تمجيدهم ولا مجال لأي قادم في التطفل على عالمهم ولابد لأي إبداع قادم أن يقدم فروض الولاء والطاعة وأن يمر عبر بوابتهم لهذا يلجأ الشباب المبدع المغلوب على أمره إلى الشبكة العنكبوتية كبديل لا مفر منه للإفراج عن مكنونه وان كان نتاجه الفكري معرضاًً للسرقة إلا أن الواحد منا يشعر بأن ثمة من يقرأ له ويشاركه الرأي في أن ما يسطره هنا أو هناك لم يأتِ من فراغ وإنما ثمة إبداع هنا .[c1]خدمة المثقف[/c]أما الشاعر/هاني الصلوي الزائر للمواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية فإنه يقول :أعتقد أنها ظاهرة صحية ساهمت وتساهم في انتشال المثقف العربي واليمني من الركود والترسب في القيعان وأما عن خدمتها للمثقف فقد قدمت الكثير ولازلنا ننتظر منها أن تقدم أكثر لكن نمطا من التفكير الأحادي قد ساهمت مواقع عدة في غرسه في نفس المثقف نتيجة لممارسات بعينها يقوم بها أصحاب المواقع وشللهم ، أيضا هناك رد فعل من الأجيال السابقة يسعى إلى فرض وصاية على الجديد فهويسهم كل يوم في خلق نمط تابع ومعاد للتقنية والإبداع.[c1]ختاماً[/c]في الأخير يبقي العزاء في تحمل الشبكة العنكبوتية كل ماهو جميل ورديء ويبقي الأمل في الرقابة على السرقات الالكترونية التي تحدث للكتاب الذين اتجهوا إلى هذه الشبكة والمتنفس الوحيد يظل في النشر الورقي.
أخبار متعلقة