مبدعون في ذاكرة الزمن الجميل
إعداد/ طارق حنبلةشكل رحيل المناضل الوطني الكبير الدكتور/ عبدالرحمن عبدالله إبراهيم خسارة فادحة للوسط السياسي والصحفي والإبداعي والحقل الإنساني بشكل عام نظراً لما كان يتمتع به من خصال رائعة، هذه ليست مجاملة بل حقيقة يشهد بها كل من عايش هذا الفيلسوف التقدمي النزيه الذي دافع خلال مسيرة حياته النضالية عن كل المقهورين والمظلومين واثبت بجدارة أنه رجل يحترم مبادئه التي يدافع عنها ،بل يقدسها ويعطي دون اكتراث للمردود النفعي والمادي باعتبارها زقاقاً تأخذ من أي شخص مساحة واسعة وتحرقها سواء على الصعيد الوطني أم الإنساني.(الدوك) الفارس الإنساني النبيل كان بهذا بل أكبر وأعظم ورغم أنني كنت دائماً اختلف معه وابتعد عن ساحله الأيدلوجي إلا أنني في كل مرة كنت أحبه أكثر واحترامه بشكل أعمق .. واستفيد منه كأي تلميذ يريد أن يتعلم ويمضي إلى الأمام للارتقاء بنفسه وأحلام شعبه وأمته.لقد رحل فارس الكلمة .. ترجل أخيراً .. بهدوئه المعهود رحل طائر الفينيق الأسطوري النزيه .. نقياً كبلورة ثلج.
[c1]السيرة الذاتية للفقيد[/c]الدكتور/ عبدالرحمن عبدالله إبراهيم شخصية وطنية وتربوية واجتماعية وأدبية وقامة صحفية يعرفها الكثير من أبناء التواهي خصوصاً وعدن عموماً لتواضعه ودماثة أخلاقه وهو رحمه الله من مواليد الـ 26 سبتمبر من عام 1941م بحيفان ـ الأغابرة ـ محافظة تعز وله من الأولاد أربعة هم رمزي، صوفيا، مجيد، بكيل.نزح مبكراً إلى عدن حيث تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها إلى الثانوية في كلية عدن بمدينة الشيخ عثمان، بينما تلقى دراسته الجامعية والعليا في جمهورية المجر حيث نال فيها الماجستير ثم الدكتوراه في القانون الدولي.بدأ الفقيد حياته العملية مدرساً في سلك التربية والتعليم، وهي المهنة التي طالما أحبها وظل مخلصاً لها حتى بعد حصوله على عضوية مجلس الشعب الأعلى ثم عضوية هيئة رئاسة المجلس .. وبالرغم من تدرجه في عدد من المناصب القيادية البارزة ومنها نائب وزير الإعلام ونائب وزير الدولة لشؤون الوحدة.زخرت حياته بالعديد من المواقف الوطنية التي جسدتها مشاركة الفاعلة في تحقيق الوحدة اليمنية المباركة من خلال رئاسته للجنة الدستورية الفرعية ممثلاً عن الشطر الجنوبي في لجان شؤون الوحدة.لعب الفقيد دوراً بارزاً وأساسياً في أعمال التحضير والإعداد لتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول منظمة جماهيرية وحدوية وذلك مع زملائه من أمثال عبدالله البردوني وعبدالله فاضل وعمر الجاوي والقرشي عبدالرحيم سلام حيث تم انتخابه في عضوية المجلس التنفيذي والأمانة العامة في أول مؤتمر للاتحاد الذي يعتبر الفقيد وحتى اليوم أحد أبرز مؤسسيه إلى جانب شغله منصب مدير تحرير مجلة (الحكمة) الصادرة عن الاتحاد.عقب التوقيع على اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م ساهم إلى جانب كوكبة من رفاقه أمثال المناضل الكبير ورفيق دربه عمر الجاوي ومحمد عبده نعمان وخالد فضل منصور وآخرين في تأسيس حزب التجمع الوحدوي اليمني الذي شغل رئاسة تحرير الصحيفة الصادرة عنه لاحقاً خلال فترة إصدارها من عدن وحتى انتقال إصدار الصحيفة إلى صنعاء.لقد كان للفقيد الدكتور/ عبدالرحمن عبدالله إبراهيم رحمه الله رصيداً وطنياً وتربوياً وأدبياً وصحافياً حافلاً بالعطاء والإبداع وكانت آخر وظيفة شغلها طيب الله ثراه مستشاراً في رئاسة الدولة.[c1]مقتطفات من مقابلة أجرتها الزميلة (صم بم) مع الراحل الكبير[/c] (صم بم): دكتور عبدالرحمن .. ما رأيكم بالسياسة؟-(الدكتور عبدالرحمن) يبتسم ليقول بعدها .. أنا لا اتعاطى مع الساسة اتعاطى مع الوطنية هناك فرق بين السياسة والعمل اليومي .. المشاغبات والممحاكات في الشارع اليمني السياسة هي (المدياسة) وأنا لا اتعاطى مع هذا النوع وإنما اتعاطى مع الوطنية، أي كل ما يهم الوطن والمواطن. (صم بم):وماذا تعني لكم الوطنية؟- (الدكتور عبدالرحمن): الوطنية نهتم بشؤون الناس حيث يكون لهم عيش طيب آمنين في وطنهم يمارسون حياتهم اليومية ويبنون مستقبل الوطن. (صم بم)دكتور ..ما الفرق بين المعارضة في السابق واليوم؟- (الدكتور عبدالرحمن): المعارضة في السابق والمعارضة اليوم واحدة، لأن المعارضة اليوم وفي السابق لم تنتهج نهجاً يجعلها في هذا المستوى من المعارضة، لأن الواقع العام الذي يأتي منه الناس ليمارسوا السياسة في الحكم أو المعارضة هو نفس الواقع الذي نعتقد أنه مازال وسيظل فترة طويلة متخلفاً .. وأظن أن مع الأيام والممارسات الجادة سوف تنضج المعارضة كما تنضج كل الظروف (شوية شوية) يعني (يشتيلك) عشرين ثلاثين سنة إن شاء الله.
![الدكتور عبدالرحمن عبدالله ابراهيم ، حسن اللوزي و محمد علي الشامي 1975 الدكتور عبدالرحمن عبدالله ابراهيم ، حسن اللوزي و محمد علي الشامي 1975](https://14october.com/uploads/content/1003/7SWPSXOF-W1KFRS/asdakaa.jpg)
الدكتور عبدالرحمن عبدالله ابراهيم ، حسن اللوزي و محمد علي الشامي 1975