سام عبدالله الغباري :أهتز / عارف الزوكا .. صاحب شبوة قوي الشكيمة .. وهو يقول للرئيس / علي عبدالله صالحإأنه فقد أباه ولم يستطع رؤيته والمشاركة في تشييعه لأن التشطير لم يسمح له بالعودة إلى قريته الريفية البائسة من صنعاء حيث كان يدرس القانون .واغرورقت عيناه بالدموع .. وهو يناشده ويسأله باللَّه العظيم أن لا يتخلى عن مواصلة مشواره الحافل لما قد يمكن الطامعون من محاولة إعادة اليمن إلى ما قبل 22 مايو 1990م .تكرار المشهد في رأسي .. عينا عارف لم تمنعاني من إسدال دمعة فرت من عيني رثاء لحالة صاحبنا الأسمر الذي جمعني وإياه مقيل متكرر في ديوان الشيخ سالم عزان بصحبة العزيز شاجع المقدشي في صنعاء .تأثرت بـ (عارف) وعرفت ما يعنيه فقدان الأب من مرارة تشتد .. عندما لا تراه يغادر إلى قاع الارض .. لقد لعن (عارف) التشطير . وتمنى أن لا يكون لأحد حال كحاله ، وتمنى يوماً .. يقود فيه سيارته ويزهو بالوطن الواحد .. دون أن يمنعه أحد .ولما كنت أنا في قاعة المؤتمر صباح الخميس الفائت عرفت معنى أن يكون اليمن بلا قائد .. عرفت ان / علي عبدالله صالح لم يسفك دم أحد .. ولم يتآمر على أحد .. أو يسجن أحد لسبب سياسي قال من كان بجواري .. وهو يستمع لمناشدات عارف الزوكا الذي عين مؤخراً محافظاً لمأرب تقديراً لحنكته وشدته واخلاصه المنعوت في الاعمال الموكلة اليه ، قال لي : لم أعهد ان يكون الاستاذ عارف هكذا .. ؟! وقلت له : وأنا لم أستطع أن اتخيل مدى خسرته وغضبه على فراق والده .. !!ومع ذلك يصر الرئيس على مواقفه .. وعلى اقراره وتدخل العجوز ترمي (جاه الله) بين يدي الرئيس الذي قال للأمين العام أنه لا يريد مسرحية سياسية وهو يرغب في الخلود إلى الراحة .وان يرعى مدرسته التي أسسها بعرقه وسهره وجهده ، ويبتسم لمرآها تكبر .. وتزهر .. وتثمر أجيالاً تتربى تحت مظلة حكمته التي لن يرضى الشعب ان تكون مظلة للفاسدين .. فنحن معه في حديثه الصادق وهو يريد أن يقص الأيدي التي عاثت فساداً ونحن نرجوه أن يفعل ذلك .. ليخلصنا من كابوس مخيف .. يتوالى على الشعب اليمني الذي يدعوه لاقتناص الفرصة التاريخية والولوج إلى عصر العمل والتفاني والاخلاص .. مدعوماً ببركات هذا الشعب المسكين الذي يخاف على نفسه من مطامع البعض ومن تمزقات الفتن .نعم .. فخامة الرئيس .. واصل المشوار .. وثق أنك في حربك الصادق على الفاسدين ستزداد قوة وايماناً وخلوداً .. ورعايتك للتجربة الديمقراطية دليلٌ على أنك الديمقراطي الأول .. مهما حاول ساقطي الكلمات النيل من تجربتك .. وان كنت تطلب المسامحة عن بعض التقصير .. فلا يخلو انسان منها .. فقط .. قدنا إلى عالم علي عبدالله صالح الجديد .. وإلى اليمن الجديد .. وثق أن (عارف الزوكا) سيكون سعيداً عنمدما يرى أبنائه حوله .. وهم يقودون مع أبناء جيلهم دفة اليمن السعيد .. في فناء مدرسة علي عبدالله صالح التي يجب أن تكون فترته القادمة مثيرة وحاسمة وجادة أكثر مما كانت عليه في فترات أخرى .وكما قال الشاعر الملفت حسن باحارثه :ماحد لها غير أهلها ..!!وأقبل مناشدتنا يا ريس .. وسر بنا إلى حيث يشاء اللَّه تعالى .. سر بنا إلى الخير والحب والسعادة .سر بنا ولا تخشى .. فنحن معك يا ريس ..واللَّه مع المتقين
ليست مسرحية يا فخامة الرئيس
أخبار متعلقة